شدد الخبير في مكافحة التدخين البروفيسور سليم نافتي على ضرورة مواصلة الجهود لمكافحة التدخين والتخفيض من آثاره الوخيمة في المجتمع.
وأكد الخبير المختص في الأمراض التنفسية والصدرية على “مواصلة جهود جميع الفاعلين في الميدان للتصدي لانتشار آفة التدخين، بالرغم من الوضع الصحي الصعب الذي يميزه تسليط الضوء على مكافحة كوفيد-19 “.
السيجارة الإلكترونية خطر على الصحة
وأشار البروفيسور نافتي في حديثه إلى أن استهلاك السيجارة الإلكترونية التي تدخل إلى الجزائر بطريقة غير قانونية، أصبح يشكل هو الآخر خطرا على غرار السيجارة العادية، داعيا السلطات العمومية إلى التفطن لهذه الظاهرة الفتاكة بالمجتمع لمنع تسويقها في الأكشاك.
الشيشة تساهم في انتشار كورونا
كما حذر من استهلاك الشيشة سيما خلال هذا الظرف بالذات الذي يشهد فيه العالم انتشارا واسعا لجائحة فيروس كورونا، لأن هذا النوع من التبغ “لا يشكل خطرا على الصحة فحسب، بل يساهم كذلك في انتشار فيروس كورونا بسبب تبادل الأنبوب بين المدخنين” كما أضاف.
ووصف في هذا الإطار التدخين بـ “العامل الرئيسي في الإصابة بسرطان الرئة لدى الرجال، حيث يتصدر هذا الداء قائمة أنواع السرطان المنتشرة لدى هذه الشريحة بتسجيل 150 ألف حالة إصابة سنويا”.
معلومات “مغلوطة” لعيادة أمريكية
وفيما يتعلق بالمعلومات التي تداولتها بعض وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام حول حماية التبغ للأشخاص المدخنين من الإصابة بفيروس كورونا، عبر ذات الخبير عن “أسفه” لورود معلومات وصفها بـ “المغلوطة”، مذكرا بأن هذه الأخبار روجت لها عيادة أمريكية مدعمة من طرف شركات كبرى لإنتاج التبغ مفتعلة قيامها بتحقيق حول الموضوع.
وقد استعملت هذه العيادة في الدراسة التي قدمتها عبر الأنترنت _حسبه- مدخنين شباب لا يحملون أمراضا خطيرة أخرى، مؤكدة بأن هؤلاء تعرضوا إلى الإصابة بفيروس كورونا وخرجوا منها سالمين بسبب إدمانهم على التدخين الذي كان وسيلة فعالة لـ “حمايتهم”.
وكذب البروفيسور نافتي هذه المعلومات الخاطئة، معتبرا أن “هؤلاء المدخنين الشباب حتى وإن تعرضوا فعلا إلى الإصابة بكوفيد-19 لم يتضرروا كثيرا منها، على غرار الأشخاص المسنين والحاملين لأمراض مزمنة خطيرة بسبب مناعتهم وسنهم لا غير”.
المدخنون المرضى الأكثر عرضة للإصابة بكورونا
وأكد من جانب آخر أن الأشخاص الذين يعانون من انسداد القصبات الهوائية بسبب التدخين هم “أكثر عرضة للإصابة بالفيروس من غيرهم”، باعتبار أن هذا الأخير يلتصق بمقدمة الأنبوب التنفسي ويتسبب في تعقيدات تؤدي إلى الوفاة نظرا لهشاشة صحتهم.
وأشار ذات الخبير بالمناسبة إلى الرسالة التي وجهتها الناطقة الرسمية لمنظمة الصحة العالمية في 6 ماي الماضي، تحذر فيها من المعلومات المغلوطة المتناولة عبر بعض دول العالم، معتبرة بأن “الفئة التي شملها التحقيق هي فئة شبانية ليست فئة مدخنة بتاتا”.
كما اعتبرت ذات المسؤولة الأممية أن كل هذه المعلومات المغلوطة روجت لها شركات كبرى لإنتاج التبغ، التي تكبدت خلال السنوات الأخيرة خسائر فادحة بسبب ما قامت به لتشجيع استهلاك السيجارة الإلكترونية التي وصفتها بالوسيلة الفعالة-حسبها- المساعدة على الفطام من التدخين والتي تم منعها منعا باتا بالولايات المتحدة الأمريكية.
لمياء. ب
