رصد المخرج السينمائي الأمريكي الياباني نيو سورا “تواطؤاً” للكاميرات في الإبادة الصهيونية المتواصلة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وهو ما عبر عنه خلال مقابلة مع وكالة الأناضول، تحدث فيها عن تجربة مشاركته في مهرجان البندقية السينمائي الدولي 2024، حيث ظهر مرتدياً الكوفية الفلسطينية وحاملاً العلم الفلسطيني مع عبارة “فلسطين حرة”، وحظي بتصفيق حار من الجمهور.
وبشأن ذلك، أكد نيو سورا أن المهرجان كان فرصة مهمة له لدعم القضية الفلسطينية ولفت إلى أن خطاب الكراهية والخطاب الصهيوني ضد صعوده على المسرح بالكوفية والعلم الفلسطيني “كان أقل” من المتوقع، إلا أنه أعرب عن استيائه من جدول أعمال المهرجان وقال: “شعرت بخيبة أمل لأن منظمي المهرجان حاولوا إظهار نوع من التكافؤ الزائف من خلال عرض فيلم “إسرائيلي” وفيلم فلسطيني في القسم نفسه”. وأكد أن هذا التصرف غير عادل؛ لأن “إسرائيل تمارس احتلالاً وتنفذ تطهيراً عرقياً ضد الفلسطينيين”. وأضاف أنه كان من بين الموقعين على رسالة مفتوحة تعارض إدراج الفيلم “الإسرائيلي” في المهرجان، مشيراً إلى أن الفيلم مرتبط بشركات إنتاج “متواطئة” في الإبادة الجماعية في غزة. واعتبر نيو سورا أن الفنانين يقع على عاتقهم مزيد من المسؤولية تجاه فضح الانتهاكات “الإسرائيلية” في الأراضي الفلسطينية، بحيث يعملون على رفع مستوى الوعي بين الناس بما يحدث هناك. وأوضح أن ذلك يمكن أن يشمل تواقيع على خطابات تضامن والمشاركة في حملات توعية، وغيرهما. واتهم سورا بعض وسائل الإعلام بـ “شرعنة” الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش “الإسرائيلي” في حق الفلسطينيين. وقال: “نعلم مدى تواطؤهم (وسائل الإعلام) في إضفاء الشرعية على الإبادة الجماعية إذا كان ذلك يناسب مصالحهم، وفي الوقت نفسه يحرفون الواقع لصالح المصالح السياسية”. كما اعتبر أن “صناعة السينما العالمية لم تسلط الضوء بشكل كاف على الإبادة في غزة”. سورا تحدث عن الأثر النفسي العميق الذي تركته الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة عليه منذ بدئها في السابع من أكتوبر 2023. وقال: “وجدت صعوبة في فهم ما إذا كنت أستطيع مواصلة العمل في صناعة الأفلام. فما الفائدة من سرد قصص عن الكرامة الإنسانية بينما نشاهد عنفاً وحشياً يحرم الناس من إنسانيتهم؟”. وأضاف: “ما يحدث لا يمكن فهمه إلا في سياقه التاريخي. هذه إبادة جماعية، وبدأت قبل السابع من أكتوبر بفترة طويلة”. وأوضح أن إسرائيل تمارس تطهيراً عرقياً في فلسطين منذ 76 عاماً، وأن هذا التطهير هو السبيل الوحيد لاستمرار مشروعها الاستعماري. وأشار إلى أن ضحايا الإبادة الجماعية في غزة اضطروا إلى بث معاناتهم مباشرة عبر وسائل الإعلام، في محاولة لحشد التعاطف ونقل الحقيقة. واختتم حديثه بالقول: “استمرار الإبادة الجماعية لأكثر من عام، وامتداد فظائع” إسرائيل” إلى دول أخرى مثل لبنان، يدل على أننا (كفنانين) لا نفعل ما يكفي”.
ق\ث