المخرج المسرحي عقباوي الشيخ لـ “الموعد اليومي”: الجيل الجديد قام بقفزة نوعية في المسرح

المخرج المسرحي عقباوي الشيخ لـ “الموعد اليومي”: الجيل الجديد قام بقفزة نوعية في المسرح

 

حازت مسرحية “يوليوس قيصر” لجمعية “فرسان الركح للفنون المسرحية” من أدرار على جائزتين في مهرجان بابل الدولي للمسرح برومانيا في طبعته التاسعة، الجائزة الاولى تمثلت في جائزة الجمهور وجائزة أحسن توظيف موسيقي.

وللحديث عن هذا التتويج وعن واقع المسرح الجزائري وأمور أخرى، تحدث مخرج المسرحية الفنان عقباوي الشيخ لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.

 

هل يمكن أن تحدثنا عن مشاركتكم في مهرجان بابل الدولي للمسرح برومانيا؟

يوليوس قيصر هي حكاية عظيم الروم الذي جعل روما عاصمة للعالم في عصره من خلال الانتصارات الكبيرة التي حققها على الأعداء، لكن أصحاب قيصر لم يعجبهم ذلك فتآمروا على قتله، ولم يكن ليتحقق ذلك لولا قبول أقرب أصدقائه بروتيس تنفيذ الجريمة وفعلاً يقتل قيصر، ليقود انطونيو معركة التخلص من قتلة قيصر بمساعدة اكتافيوس، ويموت في النهاية كل من شارك في التآمر على قيصر، وهنا يصدر لنا شكسبير حكمة مفادها إذا تآمرت على أحدهم، فأعلم أنك ستكون الضحية القادمة وسيتآمر عليك المتآمرون مجدداً.

“بوليوس قيصر” هو عنوان المسرحية التي شاركنا بها في مهرجان “بابل الدولي للمسرح” برومانيا من 1 إلى 9 جوان الجاري بمشاركة 13 دولة في المنافسة وهي الجزائر، رومانيا، روسيا، إنجلترا، فرنسا، ليتوانيا، كوريا الجنوبية، اليابان، إيطاليا، اسكتلندا، الهند، مولدوفا.

ومسرحية يوليوس قيصر لويليام شكسبير، تمثيل حمزة مشمش، فلاق مالك، سفيان ميهوبي، إدريس بن شرنين، عادل وهاب، ريان بلعيال، عميروش سعيدون وموسيقى بوقرة وليد..

تقنيين: العيفة كروش والياس مسعودي وقد توجت مسرحية “بوليوس قيصر” بجائزتين، الأولى خاصة بالجمهور والثانية لأحسن توظيف موسيقي.

 

كلمنا عن التتويج؟

توجنا بجائزتين في المهرجان، جائزة أحسن توظيف موسيقي وجائزة الجمهور، وفي العرض كانت الموسيقى حية من ألحان وتوزيع وليد بوقرة، وتفاعل الجمهور بشكل كبير مع مشاهد العرض الذي كان مزيجا بين الكلاسيكية والمسرح المعاصر من خلال توظيف جسد الممثل وصوته أحيانا أخرى. وقد رأت لجنة التحكيم أن جائزة الجمهور تسند لمسرحية يوليوس قيصر إضافة للموسيقى، وعادت جائزة العرض المتكامل لدولة ليتوانيا، والسينوغرافيا لكوريا الجنوبية، والتمثيل النسائي لفرنسا والرجالي لرومانيا، والأداء الجماعي للهند وحظيت الجزائر بجائزتين.

 

هل توقعتم التتويج؟

لا، لا يمكن التوقع في ظل المنافسة القوية للعروض، لكن كنا نؤمن بأننا نشارك بعرض يستطيع التتويج والتنافس.

 

لماذا وقع اختياركم على مسرحية “يوليوس قيصر” لويليام شكسبير؟

جاء الإختيار منذ 2016 تزامنا والذكرى 400 لوفاة الكاتب العالمي ويليام شكسبير، حيث أنتجت له أعمال في كل أنحاء العالم ووجدنا أننا معنيون بمشاركة العالم الاحتفالية من خلال رائعة شكسبير يوليوس قيصر.

 

كيف ترى واقع المسرح الجزائري مقارنة بنظيره في باقي الدول؟

المسرح في الجزائر كحالة إبداعية قطع أشواطا مهمة في التطور واستعمال التقنيات المعاصرة شكلاً ومضمونا، لكنه لا يحظى بالاهتمام الكافي مؤسساتيا وليس ضمن أولويات الإدارة ورجال المال والأعمال على العكس من نظيره في دول كأوروبا وأمريكا وآسيا هنا، حيث يستفيد المسرح عندهم من الدعم والتشجيع والتمويل وهذا ما أسهم في بلوغ تلك الدول درجات عليا من التطوير والانتشار وجلب الجماهير.

 

وهل استطاع الجيل الجديد من الممارسين للمسرح أن يعيدوا الجمهور إلى المسارح التي تخلى عنها في العشرية السوداء؟

الجيل الجديد قام بقفزة نوعية في المسرح، وحاول التصالح مع الجمهور بعد القطيعة التي حدثت إبان فترة الإرهاب، لكن بتجارب فردية من خلال عروض ملأت القاعات وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك تجربة أحمد رزاق في مسرحية طرشاقة ومحمد شرشال في مسرحية الهايشة اللتين أنعشتا شباك التذاكر، دون أن نغفل تجربة مراد سنوسي مدير مسرح وهران الذي أعاد الجمهور لمسرح علولة من خلال سياسة فنية يجب أن يقتدى بها.

 

يقال إن اقتباس النصوص المسرحية العالمية وتحويلها إلى مسرحيات جزائرية يقتل الإبداع، ما قولك؟

هذا كلام غير صحيح ولا يقترب من العلم والموضوعية، فالنصوص العالمية أخذت صفة العالمية لكونها صالحة في كل مكان وزمان، والدليل ترجمتها إلى لغات عديدة، ولكن الدراماتورج الذكي هو من يستطيع تحيين تلك النصوص وإسقاطها على الواقع الجزائري، إضافة إلى أن النصوص الخالدة وصلت إلى ذلك لأنها انسانية بالدرجة الأولى تعالج قضايا الإنسان من حب وكره وانتقام وأمل وغيرها من المواضيع العابرة للجغرافيا وللجنسيات، ولنا في ذلك نماذج ناجحة عندما جُزئرت شكلاً ومضمونا.

حاورته: حورية/ ق