المخرج السينمائي البوركينابي سيكو تراوري لـ “الموعد اليومي”: الجمهور الجزائري لا يهتم بالسينما والمشكل لا يكمن في ضعف الأعمال المقدمة ….. دولتنا لا تراقب أعمالنا رغم أنها تموّل أفلامنا

elmaouid

كانت زيارته للجزائر من خلال المهرجان الدولي للسينما بالجزائر المخصص للفيلم الملتزم الثانية من نوعها، وتحصل في زيارته الأولى على جائزة الجمهور عن فيلمه

“عين الإعصار”.. إنه المخرج والمنتج البوركينابي سيكو تراوري الذي شارك في الطبعة الأخيرة من أيام الفيلم الملتزم عبر إدارته لندوة الالتزام السينمائي بين الدعوة والتحديات المستقبلية، كما كان ضمن لجنة التحكيم.

“الموعد اليومي” تابعت نشاط هذا الأخير وأجرت معه هذا الحوار.

 

* تزور الجزائر لثاني مرة من خلال مهرجان الجزائر الدولي للسينما المخصص للفيلم الملتزم… ماذا تقول في هذا الشأن؟

** لن أتردد أبدا في قبول دعوة الجزائر سواء للمشاركة في مهرجاناتها بأفلامي أو كعضو في لجان تحكيم أو لإدارة إحدى الندوات التي تناقش موضوعا سينمائيا، وفعلا زيارتي هذه السنة (2016) للجزائر تعد الثانية، حيث شاركت في السنة الماضية في نفس المهرجان بفيلمي الطويل المعنون بـ “عين الإعصار” الذي فاز بجائزة الجمهور.

وخلال طبعة هذا العام دعتني محافظة التظاهرة إلى الحضور ليس لعرض أحد أفلامي وإنما لأدير ندوة نقاش تتناول موضوع له علاقة بالسينما، وأيضا كنت ضمن لجنة التحكيم، وهو شرف كبير بالنسبة لي، خاصة وأن هذا المهرجان يهتم بقضايا الإلتزام في السينما. وكوني أنتمي لهذا القطاع، فالأمر يهمني ويثري تجربتي في مجال السينما، خاصة وأنني ألتقي فيه بالعمالقة والمختصين في طرح القضايا الانسانية في الأعمال السينمائية.

 

* في الطبعة السابقة من المهرجان توج فيلمك “عين الإعصار” بجائزة الجمهور، ماذا يعني لك هذا التتويج؟

** التتويج بالنسبة لي هو محفز كبير لمواصلة المشوار وإنجاز أعمال سينمائية أخرى في نفس المستوى، ولم لا أفضل، وهو دليل على وصول رسالة الفيلم للمتلقي وهذا هدفي الأكبر من إنجاز الأفلام السينمائية، خاصة وأن التتويج جاءني من بلد عزيز على قلبي هو الجزائر

 

* وكيف ترى طرح القضايا الملتزمة عبر الأفلام السينمائية خاصة في بلدك؟

** هناك العديد من المنتجين والمخرجين في العالم يهتمون بمثل هذه القضايا التي تعني المجتمعات المضطهدة التي تعاني من الحروب، والسينمائيون في بوركينا فاسو مهتمون جدا بقضايا الإلتزام في أفلامهم، ويطرحون قضايا حساسة مثل الرشوة على مستوى عال في الدولة، العنف ضد المرأة.. لأن الفيلم الملتزم يجب أن يتحدث عن قصة جميلة يمكن أن يجلب بها الجمهور.

 

* وهل هناك اهتمام بالسينما من طرف الجمهور البوركينابي؟

** بالطبع، هناك اهتمام كبير من المواطن البوركينابي بالأفلام السينمائية، ودائما تُعرض الأعمال المنجزة في أوقات خروج المواطنين من عملهم حتى يتمكنوا من متابعة هذه الأفلام، والمشكل المطروح عندنا في هذا الشأن لا يكمن في غياب الجمهور عن متابعة هذه الأفلام، وإنما في قلة القاعات التي يتم فيها عرض هذه الأفلام.

 

* أكيد هذا الأمر يؤثر على المنتمين لهذا القطاع بالدرجة الأولى، فهل طرحتم هذا الإشكال على المسؤولين لتشييد قاعات سينمائية جديدة؟

** أولا السينما هي صناعة تتطلب أموالا طائلة، ودولتنا للأسف كما هو الشأن بالنسبة للعديد من الدول خاصة الإفريقية منها لم تدرك هذا الأمر، وقد طرحنا هذا الإشكال في العديد من المرات على مسؤولين في الدولة ولا زلنا ننتظر حلولا ملموسة في هذا الشأن.

 

* وهل تهتم بتمويل الأفلام السينمائية؟

** دولتنا تموّل الأفلام خاصة إذا كان النص جادا، لكن المشكل الذي نعانيه أنها لا توزع هذه الأفلام حتى يتابعها الجمهور ونعاني كمخرجين وكمنتجين من الانتظار طويلا لعرض أفلامنا الجديدة وإيصالها للجمهور.

 

* بما أن الدولة تمول عددا كبيرا من أفلامكم، هل هناك رقابة على محتواها، أم أنكم تعملون بكل حرية؟

** الشيء الإيجابي الذي هو في صالحنا، أنه بإمكاننا تناول جميع المواضيع بكل حرية، حتى المواضيع الممنوعة في بعض الدول. ففي بوركينافاسو لم أتعرض للضغط أثناء إنجاز أفلامي، بدليل أن فيلمي “عين الإعصار” تطرقت فيه إلى موضوع الرشوة على مستوى العدالة والدولة هي التي مولته (في عين الاعصار) دون شروط ولا قيود، وقد نال الفيلم اقبالا رائعا في مختلف المهرجانات التي شاركت قي فعالياتها.

 

* هل تفكر في إنجاز فيلم مشترك مع أحد السينمائيين الجزائريين الذي التقيت به في مهرجان الجزائر الدولي للسينما؟

** الفكرة قائمة لكن معالم تجسيدها ومع من لم تحدد بعد وأملي كبير في أن أنجز فيلما مشتركا مع الجزائر.

 

* من خلال مشاركتك في مهرجان الفيلم الملتزم.. كيف وجدت الجمهور الجزائري؟

** دعيني أكون صريحا معك في هذا الأمر، لاحظت أن الجمهور الجزائري لا يهتم بقاعات السينما لمتابعة العروض والأفلام السينمائية، وحضور ضئيل جدا في كل مرة يعرض فيها فيلم خلال المهرجانات، أما الذهاب بصفة يومية للقاعات فهو شبه منعدم في الجزائر.

 

* أين يكمن الخلل في رأيك؟

** أولا، المخرج لما ينتج فيلما سينمائيا مهما، فمن أجل جلب الجمهور لمتابعته، وليس العكس، والجزائر لها سينمائيين كبار وأكفاء تستعين بخبراتهم خاصة في المجال التقني، وأظن أن الترويج لعروض الأفلام أو برمجتها في أوقات لا تناسب الجميع وراء هذا الغياب للجمهور.

 

* وهل تضرب موعدا آخرا لجمهورك الجزائري خلال العام المقبل؟

** ولم لا، إذا وجهت لي الدعوة فأنا أسعد كثيرا عندما أتلقى دعوة من الجزائر لحضور مهرجاناتها.