سيدأحمد بلي موسيقي معروف، تعامل مع كبار الأسماء الفنية الجزائرية والأجنبية من حيث تلحين وتوزيع أغانيهم، كما كانت له مشاركة فعالة في الأوركسترا السيمفونية الوطنية ومثّل البلد أحسن تمثيل في
المحافل الدولية في مجال تخصصه، كما ساهم بصفته مخرج إذاعي أيضا بالقناة الإذاعية الأولى في ترك بصمته كموسيقي في عدة برامج يشرف على إخراجها كبرنامج “حديث الوجدان”، وتصميم موسيقى النشرات والمواجيز الإخبارية. وقد زارنا سيدأحمد بلي في مقر الجريدة فكان لنا معه هذا الحوار.
* كلّمنا باختصار عن مسيرتك كموسيقي ومخرج إذاعي؟
** أنا مختص في التلحين والعزف الموسيقي وفي قيادة جوق في مختلف الطبوع والأنواع الغنائية وقد تعاملت في هذا الشأن مع كبار الفنانين، أما فيما يخص الإخراج الإذاعي، فأنا مخرج إذاعي منذ ما يقارب الـ 25 سنة وأقوم بتصميم موسيقى الحصص الإذاعية بالقناتين الأولى والثالثة.
* عدد لا بأس به من الفنانين والموسيقيين مارسوا الفن إلى جانب الإخراج الإذاعي، ماذا تقول في هذا الشأن؟
** نسبة قليلة جدا ممن يمارسون الفن يعملون كمخرجين في الإذاعة، والمختص في الموسيقى يستطيع التأقلم بسهولة مع مهنة الإخراج، ففي الحصص الفنية التي يكون مخرجا لها مثلا يستطيع أن يقدم فيها إضافات.
والمخرج لبرنامج إذاعي خاصة إذا كان يبث على المباشر، يجب أن يتابع كل صغيرة وكبيرة، وأن يكون واعيا بالمهمة التي يقوم بها، لأن البرنامج عندما يكون بثه على المباشر يمكن أن يتلقى اتصالات وتدخلات من المستمعين في غير محلها، والمخرج مطالب بالتدخل الفوري لوضع حد لهذه التجاوزات، وأقوم بتصميم الموسيقى لكل الحصص التي أشرف على إخراجها.
* على ذكر تصميم موسيقى الحصص التي تشرف على إخراجها، فعلى أي أساس يتم اختيار الموسيقى لبرنامج ما؟
** لما ألبس الموسيقى لأي برنامج إذاعي، يعني أنني أعطيه لمستي الخاصة والتوزيع الموسيقي أيضا يمثل شخصية البرنامج.
* من غير تلبيس الموسيقى للحصص التي تشرف على إخراجها، هل تعاملت مع آخرين من الإذاعة والتلفزيون في تصميم موسيقى برامجهم؟
** ما عدا الحصص التي أنا مكلف بإخراجها، فأنا أقوم بتلبيس الموسيقى لنشرات ومواجيز الأخبار والنشرات الجوية والاذان، إضافة إلى الومضات الاشهارية والأشرطة الوثائقية التلفزيونية، إلى جانب قيامي بتلحين وتوزيع موسيقي جديد لعدة أناشيد وطنية.
* وهل يتدخل من تقوم بتصميم موسيقى برنامجه في عملك؟
** أنا مختص في الموسيقى وأدرى من هؤلاء في هذا الاختصاص، ولا يستطيعون انتقاد عملي لأنهم غير مختصين في الموسيقى، وبصراحة لم يسبق لي أن تعرضت لهذا الموقف.
* في كثير من الأحيان نجد أن أصحاب بعض الأعمال الفنية يستغلون موسيقى لا تتناسب مع الموضوع المطروح، ما تعقيبك؟
** هذا الأمر نتأسف له كثيرا لأن المختص في مجال الموسيقى وقبل أن يقوم بتلبيس العمل الفني أو أي برنامج إذاعي أو تلفزيوني الموسيقى، لابد أن يفهم موضوع العمل الفني لأن كل مشهد لابد أن ترافقه موسيقى خاصة، وإذا وظفنا موسيقى لا تتناسب مع مختلف لقطات العمل الفني، فلن ينجح هذا الأخير، وهناك فرق كبير لما توظف موسيقى تتناسب والمواضيع المقترحة في ذلك العمل وبين توظيف الموسيقى من أجل الموسيقى فقط، وهنا يصبح هذا الأمر ليس له معنى، ويحدث ذلك كلما أسندت المهمة لغير أصحابها.
* وما رأيك في أغلبية المخرجين والمنتجين للأعمال الفنية الذين يستعينون بالفنانين لأداء جنيريك العمل الفني بدل الاستعانة بالموسيقي؟
** حسب ظني أن هؤلاء يملكون فريقا يعملون معه ولا تهمهم النوعية والجدية في هذا الأمر، وهنا السؤال يطرح نفسه؟
* وحتى في مجال الغناء لم يعد المغني يستعين بالموسيقي وبمؤلف الكلمات من أجل إنجاز عمله الفني كما كان في السابق، فأين يكمن الخلل؟
** صحيح لقد تم الابتعاد عن أصحاب الاختصاص خاصة في مجال الفن، وربما السبب يكمن في أن هؤلاء يبحثون عن الكسب المادي الكبير وهذا لم يكن موجودا في زمن القدامى من الفنانين، حيث كان المؤدي يستعين بكاتب الكلمات ليعطيه كلمات والملحن ليعطيه الموسيقى ليحصل في الأخير على عمل جميل يصل إلى المتلقي بسرعة، وهو ما لا نجده عند الجيل الجديد.
* وماذا عن الحلول للخروج من هذه الأزمة التي طالت الموسيقيين وكتاب الكلمات؟
** حل هذا المشكل ليس بيدي بل هو بيد وزارة الثقافة الغائبة عما يحدث في هذا الإطار، وللأسف الاعتراف بهؤلاء يكون عند الحاجة إليهم وينسوهم بعد ذلك، وهذا ما دفع وسمح لهؤلاء باكتساح الساحة الفنية بقوة.
* لماذا لم تفكروا كموسيقيين في إنشاء نقابة للموسيقيين كما هو موجود بالبلدان المجاورة للدفاع عن مهنتكم؟
** كانت لنا عدة محاولات في هذا المجال لكنها بقيت حبرا على ورق والأبواب كانت مغلقة، وللأسف الموسيقيون الجزائريون ليس لهم قانون يحميهم ولا مقر يجتمعون فيه، ووزارة الثقافة من واجبها أن تتدخل وتدعم أصحاب الاختصاص في مجال الموسيقى.
* لقد سبق وأن تعاملت مع العديد من الفنانين الجزائريين والأجانب في مجال التوزيع الموسيقي خاصة مع الأوركسترا السيمفونية الوطنية، ماذا تقول عن هذه التجربة؟
** لقد تعاملت مع الكبار في هذا الميدان سواء من الجزائريين أو الأجانب وكلهم يقدرون عملي وإبداعي أمثال عبد الوهاب الدوكالي، عبد الهادي بلخياط، الراحلة وردة الجزائرية، الراحل الهاشمي قروابي وشاعو عبد القادر وحميدو وسيدعلي دريس…. وأعتز بتعاملي مع هؤلاء العمالقة.
– وكيف كان رد الأجانب على توزيعك الموسيقي؟
** لقد مثلت الجزائر في أغلب بلدان العالم وتعاملت مع عدة فنانين خاصة في مجال الموسيقى الكلاسيكية والكل يقدّر ما أقوم به والتاريخ يشهد على ما قدمته في هذا المجال.
* وهل من مشاريع في الأفق؟
** أكيد المشاريع موجودة ما دمت أواصل مهمتي كموسيقي، لأن الفنان لن يتوقف عن الإبداع سواء كان مؤديا أو موسيقيا أو كاتب كلمات ما دام هناك من يطلبه، حيث لدي مشروع فني مع الفنان سيدعلي دريس من حيث التلحين والتوزيع الموسيقي.
حاورته: حورية/ ق