يحمل المخرج الجزائري الكبير أحمد راشدي في جعبته الكثير من المشاريع السينمائية الجديدة، منها فيلم من جزءين بعنوان “نقطة النهاية”، وكل جزء منهما مدته 100 دقيقة، وهو تاريخ اندلاع الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، والجزءان حول نفس الموضوع لأن الحكاية طويلة وتمتد من عام 1830 حتى عام 1954. لكن الفيلم-حسبه-معطل منذ 8 سنوات لأسباب غير مفهومة، ويشارك في بطولته 32 ممثلاً ؛ منهم حسن كشاش ويوسف سحيري، أما كمنتج فله مشروع فيلم جزائري تونسي مشترك بعنوان “شجرة الليل” إخراج التونسي عادل بكري، الى جانب مشروع فيلم بعنوان “عمارة مغربيان” ما زال في مرحلة الكتابة، وفيلم آخر بعنوان “ثورة للبيع” عن قصة للأديب المصري الفرنسي الراحل ألبير قصيري.
وقال راشدي إن السينما الجزائرية بدأت تستعيد جزءا من قوتها، لكن ليس المؤشر الرئيسي لذلك هو وجودها في مهرجان “كان” فقط، لأن هناك مهرجانات أخرى في العالم، سواء في أمريكا اللاتينية أو أوروبا أو حتى في العالم العربي، وكل عام يظهر فيلم أو فيلمان يشاركان في مهرجانات كبرى، وهو ما يبشر بالخير، داعيا إلى ضرورة إعادة هيكلة المؤسسات التي تشرف على السينما في الجزائر، لأنه حاليا ليس هناك مؤسسة تشرف على السينما مباشرة.
وأضاف قائلا:”السينما الجزائرية مرت بعصور مختلفة، وعصرها الذهبي كان في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، ثم جاءت أجيال أخرى من السينمائيين الجزائريين وتنظيمات أخرى للسينما الجزائرية، ثم جاءت “العشرية السوداء” التي تسببت في توقف السينما الجزائرية تماما لمدة 10 سنوات. وكان من الصعب أن تعود كما كانت لكنها بدأت حالياً العودة على يد جيل الشباب في الجزائر، وهذا الجيل يبشر بالخير، ومن الممكن أن يكون دافعا لعودة السينما الجزائرية لسابق عهدها.
ويعتقد أحمد راشدي أن واقع السينما العربية مثل واقع العالم العربي، فالسينما العربية ليس لديها في الواقع المكانة التي تستحقها، لأن التلفزيون أصبح هو المهيمن في عالمنا العربي، والتركيز أكبر على المسلسلات، لذلك واقع السينما العربية سيئ على حد تعبيره.
وارتبطت بالمخرج أحمد راشدي نجاحات مهمة كمخرج وكاتب سيناريو ومدير ومنتج، ومن أفلام الإنتاج المشترك فيلم “زاد” لكوستا غافراس الذي حصل على الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي، وله أيضا عدد من الأفلام المهمة منها “الأفيون والعصا” و”مسيرة شعب” و”فجر المعذبين” و”تحيا الجزائر” و”الطاحونة” و”مصطفى بن بولعيد”.
ويعد المخرج أحمد راشدي من رواد السينما الجزائرية الذي تستهويه الصورة لتجعل منه إنسانا آخرا؛ يتوق لتحويل المشاهد واللقطات إلى رسائل مشفرة تحمل في طياتها بوحا سينمائيا، تتيح للمتتبع أن يغوص في عوالم الأمكنة والأزمنة والمعاني لتتولد لديه لذّة المشاهدة.
ب/ص