المخرجة المسرحية تونس آيت علي تصرح لـ “الموعد اليومي”: هذا ما يحتاجه المسرح الجزائري لتطويره أكثر… لهذا السبب أطرح معاناة المرأة الجزائرية في مسرحياتي

elmaouid

شاركت في فعاليات الطبعة التاسعة من المهرجان العربي للمسرح الذي احتضنته الجزائر، مؤخرا، بمسرحية “الثلث الخالي” وكانت لها العديد من الأعمال المسرحية قبلها نالت بها العديد من الجوائز المشرفة في مختلف المهرجانات داخل وخارج الوطن لاسيما مسرحية “الراحلة”… إنها المخرجة والممثلة المسرحية تونس آيت علي التي تحدثت لـ “الموعد اليومي” عن مشاركتها في الموعد المسرحي العربي وأيضا عن تمسكها

بطرح القضايا التي تهم المرأة المحڤورة وأمور أخرى تتابعون تفاصيلها في هذا الحوار.

 

س: كلمينا باختصار عن مشاركتك الأخيرة في المهرجان العربي للمسرح الذي احتضنته الجزائر من 10 إلى 19 جانفي؟

ج: شاركت بمسرحية “الثلث الخالي” التي ألفها محمد شواط وقمت بإخراجها، وتسلط الضوء على واقع المرأة في المجتمع العربي وقضية تحررها وأيضا حريتها التي أعتبرها مغيبة تماما في الواقع الحقيقي الذي تعيشه المرأة، ومن خلال ما احتوته المسرحية من نماذج نسائية ومعاناتها في الحياة كل واحدة على حده، حاولنا من خلالها التغلغل بعمق في حياة المرأة وما عانته من تناقضات ومآسي خاصة خلال العشرية السوداء، ولذا قلنا لابد من إماطة اللثام عن حقوقها المهضومة في مجتمع ذكوري، وقد نالت هذه المسرحية إعجاب الكثيرين خاصة أصحاب الاختصاص من العرب الذين حضروا المهرجان.

 

س: لمسنا أن جل أعمالك الأخيرة تركزين فيها على الحياة السلبية للمرأة الجزائرية، ما الغرض من هذا الطرح؟

ج: يركز الكثير نقاشاتهم على قضايا المرأة التي تحتل مراكز مرموقة في المجتمع الجزائري وأيضا يسلطون الضوء على النساء اللواتي يعشن حياة الرفاهية وكل شيء متوفر لهن في الحياة، ويتجاهلون النساء في الريف ومعاناة المرأة حتى في المدن الكبرى، وهذا ما دفعني لطرح هذه المواضيع بقوة في أعمالي المسرحية.

 

 

س: هناك نساء فعلا حققن التميز في حياتهن وساهمن في ترقية المجتمع ولا يوجد أي مانع للتحدث عن هذه النماذج.. أليس كذلك؟

ج: لست ضد وصول المرأة إلى أعلى المراتب في حياتها، وهذا يشرفها كعضو فعال في مجتمعنا، لكن هناك نماذج من نساء يعانين في حياتهن من قساوة المجتمع وتمارس ضدهن كل أنواع التعذيب المعنوي والحڤرة، وهذه الحالات أفضل التطرق إليها في أعمالي المسرحية في كل مرة، لكن هذا لا يعني أنني لا أنقل الوجه الإيجابي في حياة المرأة في مختلف المجالات وميادين تخصصها، لكن التحدث عن هذه النماذج لا يقدم خدمة لهن، بل الأفضل أن نسلط الضوء على معاناة المرأة حتى يتعرف المسؤولون على هذه الحالات ويحاول كل واحد في تخصصه إيجاد حلول للمشاكل المطروحة، وهذا ما نقصده من وراء هذه الأعمال المسرحية التي نطرحها في كل مرة.

 

س: ما سر تواجدك في مختلف المهرجانات التي تهتم بالمسرح المقامة خارج الجزائر واهتمام المنظمين بإبداعاتك؟

ج: أنا أنشط في الميدان المسرحي منذ مدة طويلة كممثلة وأيضا كمخرجة، وتواجدي في هذه المهرجانات والتظاهرات ضروري، فهي محطة للتعريف بالأعمال المسرحية التي أنتجها وأيضا إيصالها للجمهور، وهذا ما يدفعني للمشاركة في كل المواعيد الخاصة بالفن الرابع، وأنا محظوظة لأن جل أعمالي تبرمج خلال هذه التظاهرات وفي أكثر الأحيان تنال الجوائز.

 

س: على ذكر الجوائز، ما سر تألق أعمالك المسرحية؟

ج: فعلا، لقد نالت أغلب أعمالي المسرحية جوائز قيمة ومشرفة للمسرح الجزائري،

ويعود ذلك إلى حرصي الشديد على اتقان العمل من كل جوانبه قبل تقديمه للجمهور، والجوائز دليل على أن رسالتي وصلت وهي تشجعني على تقديم المزيد من الأعمال المسرحية في نفس المستوى ولم لا أفضل.

 

س: أنت تمارسين التمثيل والإخراج سويا، كيف تجدين الميدانين وأي محطة تفضلين؟

ج: قبل أن أمارس الإخراج كنت ممثلة، لكن التمثيل له جمهور، ولذا قررت أن أدخل مجال الإخراج، والأمر الذي دفعني لخوض هذه التجربة هو تقاعس بعض المخرجين في مهمتهم، وكوني مخرجة لأعمالي ساعدني الأمر على إيصال فكرتي للآخرين بكل حرية.

 

س: يقال إنك تعرقلين مسيرة المواهب الجديدة في مجال الفن خاصة إذا كنت ضمن لجان التحكيم.. ما ردك؟

ج: هذا كلام غير صحيح لأنه لا يعقل أن أحطم مواهب جديدة حقيقية، لأنني بدأت مثلهم المشوار ولم أدخل الميدان الفني كمحترفة بل دخلته كمبتدئة، وبفضل تشجيعات ونصائح الفنانين الذين سبقوني للميدان وصلت إلى ما أنا عليه الآن، ولهذا فأنا اليوم مطالبة بتشجيع كل الموهوبين من الجيل الجديد ولم يحدث في مشواري الفني وفي تعاملاتي مع الفنانين أن أقصيت أو همّشت أحدا. سوف تكتشفين أن كل من عملت معهم في أعمالي المسرحية هم من الجيل الجديد، وبالتالي فما قيل ضدي باطل وهذا الأمر لا أهتم به إطلاقا، لكن ليس من طبعي أن أجامل، ومن لا يملك الموهبة ولا يصلح ليكون فنانا، فأكيد لن أشجعه وأنصحه بالابتعاد عن الميدان وممارسة مجال مهني آخر.

 

س: وكيف ترين واقع المسرح الجزائري الآن؟

ج: لا يمكن أن ننكر أو نتجاهل تطور المسرح الجزائري خاصة من جانب طرح المواضيع، لكن يحتاج إلى دعم أكبر لتطويره أكثر خاصة إذا قارناه مع التجارب المسرحية الأجنبية.