شدد الدكتور محمد بوالروايح المختص في مقارنة الأديان، على أن الجزائر تحتاج اليوم إلى كل نخبها الدينية، العلمية، الثقافية والإعلامية لأن التحديات كبيرة.
وقال بوالروايح في حوار لإذاعة الجزائر من قسنطينة، إن الجهود الوطنية تحتاج إلى الجميع من أجل خدمة القضايا الوطنية.
وقال إنه ينبغي على النخبة من المجتمع أن تضيف جهودها لجهود الإذاعة لصنع التفوق والتميز مواجهة للحملات الغربية، مؤكدا أن الإذاعة الوطنية هي الوسيلة التي يمكنها أن تصل إلى عمق المجتمع.
وأضاف المتحدث أنه لا يمكن لأحد أن ينكر الدور التنويري الذي تقوم به الإذاعة، منذ إذاعة صوت العرب من القاهرة التي أعطت السند المعنوي للثورة الجزائرية وبقوة -مضيفا- لا يمكن انكار دور الإذاعة في مرافقة مختلف القضايا الوطنية.
وقال المختص في مقارنة الأديان إن العداء التاريخي والإيديولوجي هو عداء مطلق للجزائر، وللأسف كثير من المؤسسات الاجتماعية لم تعِ بعد دورها وهذا هو الخطر.
وأضاف أن مؤسسات التنشئة الاجتماعية لها الدور الأكبر في تقوية إدارة الصراع بين الجزائر والأعداء من الغرب لأن دور المؤسسات الاجتماعية هو حماية الأمن الديني والاجتماعي للأمة، المؤسسة الجامعية لها الدور الأكبر في تنوير العقل الجزائري، فالأمن الديني هو محور تلاحم المجتمع.
وأشار إلى نقصٍ في إنشاء وتطوير المؤسسات الاجتماعية في الجزائر فالاختلال الداخلي –حسبه- يؤدي الى الاحتلال الخارجي، كما أن هدم الفكر أخطر من الاستعمار التقليدي، لذلك ينبغي العودة إلى تجديد العلاقة واللحمة داخل المجتمع، موضحا أن تفعيل الموارد البشرية التي تعتبر الغائب الأكبر عن دور النخبة الجزائرية، فالموارد البشرية هي المادة الحيوية في كل صراع إيديولوجي إقليمي.
وبخصوص الأدوار البطولية التي يقوم بها الجيش الشعبي الوطني المرابط على الحدود المحفوفة بشتى أنواع المخاطر، قال المتحدث: إن تأمين الحدود من قبل جيشنا هو تأمين لوجود الجزائر لأن صناعة الأمن الداخلي تبدأ من تأمين الحدود وهو ضمان لأمن واستقرار البلد.
وقال ضيف إذاعة قسنطينة، إن النضال الوطني ليس نضالا ثوريا وفقط بل ممتد لتقوية الجبهة الداخلية لمجابهة كل المخططات، لذا ينبغي توسيع مصطلح النضال الوطني إلى نضال فكري اقتصادي واجتماعي.
ونبّه الدكتور محمد بوالروايح إلى أن هناك الكثير من المذاهب والطوائف والمعتقدات التي تستهدف المرجعية الدينية الوطنية، فهذه الجماعات تنشر فكرا مسموما داخل الأمة، لذا يجب ترشيد الفكر الديني وصناعة جيل واع وهو السبيل الوحيد لحماية الأمة والوطن.
وأوضح المتحدث أن هناك تكالبا صريحا من قبل الاعلام الفرنسي على الجزائر، كما أن الإعلام الفرنسي بعيد كل البعد عما يحدث في الجزائر، مضيفا أن الإدارة الفرنسية هي امتداد للإدارة الاستعمارية، لذا تعمل على تشويه المخططات الانمائية في الجزائر. وختم بالقول إن العمل واللحمة الوطنية هما الجدار المنيع لأي خطر يتهدد أمن البلد.
ب/ص