أكدت المخابرات العسكرية الامريكية ان الهجوم العسكري المغربي على المدنيين الصحراويين بالكركرات دفع جبهة البوليساريو الى اعلان الحرب وانهاء اتفاق وقف إطلاق النار .
وحذرت المخابرات العسكرية الامريكية في تقرير موجه الى الكونغرس _اطلع موقع صمود على نصه، الاثنين- ان اندلاع الحرب في الصحراء الغربية يشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار شمال افريقيا.
وخلال الأسابيع الماضية كشفت الخارجية الأمريكية ان إدارة الرئيس جو بايدن تجري اتصالات مكثفة مع طرفي النزاع-المغرب والدول المهتمة قصد تهدئة الوضع في الصحراء الغربية والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وابرز الناطق باسم الخارجية الامريكية _نيد برايس_ ان واشنطن تتشاور مع الأطراف حول افضل السبل لوقف العنف بالصحراء الغربية.
الحرب في الصحراء الغربية ادت الى فشل الاستراتيجية التي راهن عليها المغرب منذ سنوات
واكدت ورقة تحليلية اعدها قسم الدرسات بموقع صمود نت،ان اندلاع الحرب الثانية في الصحراء الغربية افرز نتائج هامة سيكون لها الاثر البالغ في مسار التطورات المتعلقة بقضية الصحراء الغربية، فهذه اول مرة منذ وقف إطلاق النار 1991 يتحقق فيها التفاف شعبي كبير حول جبهة البوليساريو، سيمنحها تأثيرا اكبر على المستوى الخارجي.
وابرزت الورقة التحليلية التي بحثت في أسباب الحرب ونتائجها ومآلاتها ان قرار جبهة البوليساريو اعلان استئناف الكفاح المسلح أجهض المحاولات التي كانت تدار في الخفاء للالتفاف على القضية الصحراوية، وفرض سياسة الامر الواقع، وبدأت القوى الفاعلة في المجتمع الدولي تعترف بدور البوليساريو كعامل استقرار وتوازن في المنطقة.
وادت الحرب في الصحراء الغربية _تضيف الورقة التحليلية- الى فشل الاستراتيجية التي راهن عليها المغرب منذ سنوات، والممتثلة في تحويل ثغرة الكركرات الى معبر دولي، لشرعنة حركة تجارة المخدرات التي ظل يعول عليها في دعم اقتصاده، وخططه في منطقة الساحل،وضمان مرور أنبوب الغاز النيجري عبر الأراضي الصحراوية المحتلة، وتحويل هذه الاخيرة الى منطقة نفوذ للقوى الأجنبية.
واكدت الورقة التحليلية ان المغرب راهن منذ ديسمبر الماضي في ان يساهم اعلان _دولاند ترامب_ في دفع الدول الكبرى الى اعلان الاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، غير ان الموقف الدولي الرافض لقرار واشنطن اخلط اوراق الرباط وجعلها تدخل في مواجهات دبلوماسية مع عدد من البلدان الوازنة كألمانيا، اسبانيا، كينيا، جنوب افريقيا، ايران والاتحاد الافريقي، كما اضعف قرار ترامب الموقف المغربي ورهن حساباته، بل و تحول الى ورقة ضغط لدى ادارة الرئيس _جو بايدن_ التي يبدو انها نجحت في اخضاع المغرب وجعله يتخلى عن شروطه التي وضعها امام تعيين مبعوث شخصي جديد الى الصحراء الغربية.
وبالنسبة للنتائج على المستوى الاقليمي اوضحت الورقة التحليلية ان الموقف القوي للجزائر كان بارزا حيث تم التاكيد لأول مرة ان النزاع في الصحراء الغربية تجاوز الموقف التقليدي المطالب بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، ليتحول الى قضية تتعلق بالأمن القومي للجزائر خاصة بعد دخول اطراف دولية على الخط، لذلك اكدت الجزائر ان أي حل لقضية الصحراء الغربية خارج الإرادة الجزائرية، وتصوّرها، وشروطها سيكون ماله الفشل، و ارادت الجزائر توجيه رسائل دعم ومساندة للجمهورية الصحراوية التي تتعرض للعدوان، حيث استقبل الرئيس _عبد المجيد تبون_ نظيره الصحراوي إبراهيم غالي بمناسبة ذكرى اعلان الجمهورية الصحراوية 27 فيفري 2021، وتدشين جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية الموجهة الى الشعب الصحراوي.