المحلل السياسي عبد القادر سوفي في منتدى “الموعد اليومي”…  “من يضع شروطا للمشاركة في الحوار له مآرب شخصية أو أجندة مشبوهة”

المحلل السياسي عبد القادر سوفي في منتدى “الموعد اليومي”…  “من يضع شروطا للمشاركة في الحوار له مآرب شخصية أو أجندة مشبوهة”

تحدث المحلل السياسي عبد القادر سوفي، خلال نزوله ضيفا على منتدى الموعد اليومي، عن مواضيع الساعة التي تشهدها الجزائر سياسيا، على غرار الحوار الوطني المرتقب خلال الأيام القادمة والشخصيات المشاركة فيه، كما كشف عن ورقة طريقه من أجل تجاوز الأزمة التي تشهدها الجزائر التي تمر حسبه من خلال التعجيل في الحوار، إنشاء الهيئة المستقلة لتنظيم الانتخابات، والتجسيد الميداني لهذا الموعد الحاسم في تاريخ الجزائر.

اعتبر المحلل السياسي عبد القادر سوفي أن المرحلة الحالية التي تمر بها الجزائر تستدعي من الجميع التحلي بوطنيتهم وتغليب مصلحة الوطن على كل شيء، مؤكدا أن أي شخص يضع شروطا مسبقة من أجل المشاركة في الحوار الوطني له مآرب شخصية أو أجندات مشبوهة.

وشدد عبد القادر سوفي أنه لا بد على كل شخص يشارك في الحوار أن يتخلى عن كل ما هو ذاتي ويتحلى بالوطنية، وأن يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وقال: بالأمس لم يتم وضع أي شرط من أجل تحرير الوطن، نفس الأمر اليوم فنحن أمام منعرج تاريخي من أجل تحرير الوطن بالمفهوم السياسي والاقتصادي، لذلك لا يجب وضع أية مساومة.

وذهب ضيف فوروم الموعد اليومي إلى أبعد من ذلك عندما أكد أن كل شخص يضع شروطا مسبقة فإنه يعرقل الحوار ويدفع إلى البحث عن كوطة خاصة به، وقال في هذا الصدد: إذا كانت هناك شخصيات أو أحزاب سياسية ترفض الذهاب إلى الحوار فهي تعرف جيدا أنها لا تملك القوة الحقيقة في الساحة السياسية عند ذهابها إلى صناديق الاقتراع، لذا فهي ترغب في الحصول على حقائب وزارية من دون المرور على الطرق القانونية المعترف بها.

وأشار ضيف الموعد إلى أن الهدف الأساسي من الحوار الوطني المرتقب هو طريقة بناء أرضية توافقية من أجل انتخاب رئيس جمهورية بطريقة شفافة ونزيهة، مؤكدا أنه بعد انتخاب رئيس جمهورية سيتم تنحية رئيس الدولة والوزير الأول بطريقة تلقائية، وتعيين حكومة جديدة وحتى برلمان جديد ينتخبه الشعب بكل ديمقراطية.

وفي رده على سؤال بخصوص مطلب تنحية الوزير الأول نور الدين بدوي وحكومته كشرط للذهاب نحو تنظيم الانتخابات، تساءل المحلل السياسي عن الغاية من ذلك في وقت ستتكفل فيه الهيئة المستقلة لتنظيم الانتخابات بجميع الإجراءات التنظيمية، وبالتالي تأثير الحكومة على هذا الموعد الانتخابي لن يكون لا من بعيد ولا من قريب.

وقال: تحييد تسيير الانتخابات من الحكومة هو رحيل ضمني لهذه الحكومة، ووجودها من عدمها سيان مادامت الهيئة الوطنية ستنوب عنها وتكون مستقلة.

مصطفى عمران

 

“كل المتمتعون بالحقوق المدنية والسياسية يحق لهم المشاركة في الحوار”

أكد المحلل السياسي عبد القادر سوفي أنه يحق لكل جزائري يتمتع بالحقوق السياسية والمدنية المشاركة في الحوار، سواء أكانوا عسكريين أو سياسيين وكذا رجال أعمال، إضافة إلى الأشخاص العاديين، بشرط إلغاء الذاتية والمنظور الضيق قصد إنجاحه لإيصال البلاد إلى بر الأمان، مشيرا في السياق ذاته إلى أن من الأشياء الضامنة لشفافية الانتخابات الرئاسية الصندوقَ الإلكتروني الذي سيعطي النتائج النهائية في أوانها وبنسبها الحقيقية.

أوضح المحلل السياسي، الذي نزل ضيفا على منتدى الموعد اليومي، أن ما يجمعنا هي الجزائر، ونحن نلتقي في جزائريتنا، قد نختلف في الأفكار والتوجهات وكذا الوظائف، السن، ولكن لا نختلف في الوطنية، وكل جزائري له الحق التام أن يكون في الحوار بغض النظر عن أفكاره وتوجهاته، ويكون دون إقصاء، وكل من يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية له الحق في المشاركة، ويُقصى من ثبت عدم تمتعه بها، ويجب أن نضع نصب أعيننا الجزائر التي نريد أن نبنيها بسواعدنا.

مضيفا في السياق ذاته: عندما نتحدث عن الدولة المدنية، نسعى أن تكون الجزائر كذلك مستقلة في التفكير والتسيير والثقافة والهوية عن الفواعل الكونية الأخرى، مستشهدا بالرسول عليه الصلاة والسلام عندما فتح يثرب سماها المدينة وليس يثرب، لأنها تجمع ما بين المسلمين والمسيح، العرب والعجم، إضافة لليهود، وأسس دولة جامعة للجميع احتوت كل المكونات المختلفة، كما أنه لما نتحدث عن بعض الحريات في الديمقراطيات، مثلا في أقوى الديمقراطيات بالعالم نجد فرنسا التي لا يمكن معاداة السامية بها، ومن يفعل يسجن 6 أشهر، ونجد نفس الشيء في الولايات المتحدة الأمريكية التي يصعب بها إنشاء حزب أو نقابة، وهي من بين أكبر 10 دول ديمقراطية، وبالتالي نجد أننا في الجزائر نعد أفضل مثال في حريات التفكير والتعبير.

 

مثيرو مسألة الهوية محدودو النظر ومستواهم متوسط

وذكر عبد القادر سوفي أن مسألة إثارة الهوية لم تكن عائقا أمام الجزائري، والتنوع الثقافي قوة ومكسب، والذين يثيرون هذا الجانب من أجل إحداث الفتنة محدودو النظر ومستواهم متوسط، وهنا يكمن الفرق بين هؤلاء ومن يمتلك قامة علمية. ونحن نفتخر بهويتنا، وعندما تكون الجزائر الغد مبنية على الأسس السلمية وتتفتح على السياحة العالمية، يصبح السياح يقصدونها من مختلف أنحاء العالم، وسيتأثرون بهذا الزخم الثقافي الذي سيجعل السائح يرغب في العودة إلى منطقة معينة من بلادنا.

الصندوق الإلكتروني سيضمن نزاهة الانتخابات الرئاسية

كما أشار المحلل إلى أن من الأشياء الضامنة لشفافية الانتخابات الرئاسية الصندوق الإلكتروني، حيث سيعطي النتائج النهائية في أوانها، وطرح فكرة الصندوق الإلكتروني كان في ثالث جمعة من الحراك الذي يتضمن كيفية إجراء الانتخابات، وقد يكون من الأشياء الضامنة لشفافية الانتخابات الرئاسية، حيث سيعطينا النسب الحقيقية في أوانها والنتائج النهائية بنسبها الحقيقية. وحول إمكانية توصل الجزائر إلى تطبيق هذا الاقتراح قال: أنا لست تقنيا لأحدد بالتفصيل كيف تتم العملية، ولكن هناك مؤسسات مختصة تستطيع القيام بهذه العملية.

نادية حدار

 

التوافق في الحوار ضروري للخروج من المأزق السياسي

عبر المحلل السياسي عبد القادر سوفي، عند نزوله ضيفا على منتدى الموعد اليومي، عن فرحته بمناسبة الانتصار الذي حققه المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم وفوزه بكأس أمم إفريقيا للمرة الثانية. وأشار المتحدث إلى أن هذا الانتصار له الكثير من الدلائل، وعلينا نحن كنخبة سياسية أن نقتدي بهذا العمل الذي قام به مدرب الفريق الذي سطر الهدف، وهو الفوز بكأس أمم إفريقيا، معتمدا على التنظيم وزرع الروح الوطنية في اللاعبين ووحدة الفريق كلحمة واحدة، وكل هذا جعل المنتخب الوطني ينجح ويتميز عن غيره بالتفوق.

ووصف المحلل السياسي عبد القادر سوفي أن ما قام به فريق كرة القدم للمنتخب الوطني سيقوم به الشعب الجزائري الذي خرج في حراك الجمعات ويواصل الخروج من أجل إيجاد أرضية خصبة للخروج من المأزق السياسي الذي تعيشه الجزائر حاليا، وأكد سوفي أن التوافق في الحوار ضروري كون ما يجمع الجزائريين هو الجزائر، قد يكون الاختلاف في الأفكار والأطروحات لكن لا يكون عن الوطن الجزائر، كل أطياف الشعب الجزائري من الشباب والكهول والشيوخ لها حق في هذا الوطن، وكل له كلمة في هذا الوطن أيضا.

ويعتبر المتحدث أن الحراك هو هبة من الله حررت جميع الطاقات على المستوى القاعدي، وجعلت الجميع يصبو إلى بناء دولة جزائرية يتساوى فيها الجميع.

 

الشعب الجزائري أمام مسؤولية تاريخية يتطلب فيها التضحية

وأشار ضيف منتدى الموعد اليومي إلى أن الشعب الجزائري أضحى اليوم أمام مسؤولية تاريخية وأمام واجب وطني يتطلب فيه التضحية والتنازل من أجل لم شمل الجزائريين والحفاظ على الوحدة الوطنية، وشدد المحلل السياسي عبد القادر سوفي قائلا: إن من يشترط ويضع حواجز من أجل الحوار فهذا يضرب في الوطنية، لأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار من أجل تجاوز حالة الانسداد للمأزق السياسي الذي تعيشه البلاد، موضحا: حاليا المشكلة مشكلة المنظومة السياسية وتسيير عقلاني، لأن مشكلة اللاعقاب هي التي أنتجت الفساد في البلاد.

 

ضرورة تنصيب لجنة تشرف على الرئاسيات في أسرع وقت

أفاد المحلل السياسي عبد القادر سوفي أن الحوار يجب أن يأخذ في الحسبان كيفية وضع القوانين والتنظيمات التي من شأنها أن توصلنا إلى بر الأمان، بما يعني انتخاب رئيس جمهورية في أقرب الآجال لبناء جمهورية جزائرية جديدة قوية بقوانينها.

ودعا المحلل السياسي إلى تنصيب لجنة مستقلة متكونة من شخصيات وطنية من الحراك والمجتمع المدني، من جمعيات ونقابات وأحزاب سياسية لها كل الصلاحيات لتطهير القوائم الانتخابية، إلى غاية نتائج الانتخابات بانتخاب رئيس شرعي جديد للجمهورية الجزائرية في أقرب وقت.

زهير حطاب