المحلل الجزائري في الشؤون السياسية والأمنية المقيم في ولاية ماريلاند الأمريكية، عبد الإله بن داودي: الجزائر هدف ذو أولوية قصوى للمنظمات الإرهابية

elmaouid

الجزائر ستواجه تحديات كبرى في الرئاسيات المقبلة

الجيش الجزائري يعد من أكثر القوات تنظيماً وقدرة في المنطقة

الحاجة إلى مقاربة أمنية جديدة تجاه المنطقة يجب أن تبقى من أولويات صانعي السياسة في الجزائر

 

الجزائر- يرى الباحث الجزائري والمحلل في الشؤون السياسية والأمنية المقيم في ولاية ماريلاند الأمريكية، عبد الإله بن داودي، أنه بغض النظر عمن سيتولى الرئاسة، فإن السلطة في الجزائر ستواجه مجموعة من التحديات، وأكثرها إلحاحاً هي القضايا الأمنية.

ويضيف الباحث والعضو السابق في “حزب التجديد” أن الفراغ الأمني في البلدان المجاورة، ولا سيّما في ليبيا ومالي، قد أدّى إلى نشوء تهديدات بالغة. فمع انتشار المنظمات المتطرفة المرتبطة بتنظيمي “القاعدة” أو “الدولة الإسلامية”، برزت منطقة الساحل على طول الجناح الجنوبي للجزائر باعتبارها “قوس تهديد” كما وصفها مشروع “المنارة” في دراسة صدرت في أكتوبر الماضي، فمنذ أزمة احتجاز الرهائن الهائلة التي حدثت في منشأة “تيقنتورين” أصبحت الجزائر هدفاً ذا أولوية قصوى للمنظمات الإرهابية، على حد تعبيره .

و يرى صاحب الدراسة أن أكثر الأخطار إلحاحاً هي تطور التشدد الإسلامي وتهريب الأسلحة والاتجار بالبشر. وفي الوقت نفسه، أصبحت كل من ليبيا ومالي ملاذاً آمناً للإرهابيين وجماعات الجريمة المنظمة، مما يسهّل الراديكالية والتطرف في المنطقة. كما تشكل كل هذه المشاكل عبئاً ثقيلاً على الجيش الجزائري، الذي يُنظر إليه عموماً على أنه من أكثر القوات تنظيماً وقدرة في المنطقة،  في حين من المرجح أن تستمر الجماعات المتشددة في استغلال الفراغ الأمني الإقليمي مما يجعل الحاجة إلى تطبيق مقاربة أمنية جديدة تجاه المنطقة من أولويات صانعي السياسة في الجزائر.

وبالإضافة إلى ذلك، يرى المحلل أن هذه التحديات يجب أن تكون في قلب المناقشات والقرارات في الانتخابات المقبلة، بغض النظر عن كيفية معالجة الرئيس القادم لمشكلة الأمن القومي.

وبخصوص العلاقات الجزائرية الأمريكية، ذكر بن داودي أنه على الرغم من أن الجزائر تحاشت تقليدياً إقامة علاقة قوية مع الولايات المتحدة، إلا أن العلاقات الثنائية نمت في السنوات الأخيرة بسبب المصالح المشتركة في احتواء انتشار الشبكات الإرهابية عبر شمال ووسط إفريقيا، مضيفا أن التشاور مع شريحة واسعة من الشباب الجزائريين النشطين في منظمات المجتمع المدني أو دعوة عدد قليل من البرلمانيين لزيارة الولايات المتحدة يمكن أن يشير إلى أن واشنطن تنوي تعزيز العلاقة الثنائية.