الجزائر – أرجع المحلل الاقتصادي رضا الطير انهيار سعر الأورو في السوق السوداء خلال الأيام الأخيرة إلى الظروف السياسية التي تمر بها بلادنا، وسجن العديد من الأشخاص الذين كانوا يتحكمون في السوق السوداء، وكذا التراجع عن السفر بسبب الانشغال بالحراك، متوقعا أن يقفز الأورو إلى أعلى مستوياته بتسجيل 1 أورو مقابل 300 دينار جزائري خلال شهر سبتمبر.
أكد المحلل الاقتصادي، في تصريح لـ « الموعد اليومي »أمس، أن تراجع سعر الأورو في السوق السوداء مقارنة بما كان عليه خلال الفترة السابقة ظرفي، ووصفه بذر الرماد في العيون أمام ما يحدث من تطورات منذ 22 فيفري المنصرم.
وتوقع رضا الطير أن يسجل الأورو ارتفاعا رهيبا مع دخول شهر سبتمبر، ومن الممكن أن يصل 1 أورو إلى 300 دينار جزائري، ما سيؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني والقدرة الشرائية للمواطن البسيط، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع يعود لكثرة الطلب على تذاكر الحج، وكذا الدخول الاجتماعي.
وأرجع المحلل ذاته أسباب انهيار سعر الأورو في السوق السوداء حاليا إلى عدة عوامل مرتبطة بالأوضاع السياسية التي تمر بها بلادنا منذ 22 فيفري المنصرم وخروج الملايين للمطالبة بالتغيير، فأثر هذا الأمر مباشرة على الوضع الاقتصادي لبلادنا، وبرز ذلك من خلال سجن العديد من الأشخاص الذين كانون يتحكمون في السوق السوداء، وكذا الانخفاض في طلبات الفيزا المقدرة بما بين 60 إلى 70%، إضافة إلى انشغال أغلب المواطنين بالحراك الشعبي، وعدم التوجه لقضاء عطلة الصيف كما في السابق.
ودعا المتحدث للابتعاد عن الحلول الترقيعية وتبني الحلول الحقيقية للنهوض بالاقتصاد الوطني، عن طريق إعادة النظر في صياغة قانون النقد والصرف لضمان استقلالية البنك المركزي، إضافة إلى تعويم العملة الذي سيؤدي للقضاء على النهب المستشري بصورة رهيبة في العديد من الهيئات، مشيرا إلى أن العديد من الدول نجحت باعتمادها على تعويم العملة، ومثال ذلك المغرب الذي حقق اقتصاده استقرارا منذ تبنيه هذا النهج، محملا الدولة المسؤولية الكاملة أمام ما يحدث للاقتصاد الوطني، نظرا لعدم اعتمادها على حلول حقيقية.
نادية حدار