بعد عقود من الصمت.. وفي ذكرى استشهاد علي بومنجل

المجلس الشعبي الوطني ينصّب لجنة لصياغة قانون تجريم الاستعمار الفرنسي في الجزائر

المجلس الشعبي الوطني ينصّب لجنة لصياغة قانون تجريم الاستعمار الفرنسي في الجزائر
  •  إبراهيم بوغالي: مسألة الذاكرة ليست ورقة للمساومة بل التزام وطني وأخلاقي تجاه شهداء

 

في جلسة استثنائية احتضنها المجلس الشعبي الوطني، الأحد، وتزامنا مع ذكرى استشهاد المحامي والمناضل علي بومنجل، أعاد نواب الشعب تسليط الضوء على ملف الذاكرة الوطنية، مؤكدين أن جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر لا تسقط بالتقادم، بل تستوجب الاعتراف والتجريم. وفي مستهل الجلسة، استحضر رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي التاريخ النضالي لعلي بومنجل، ابن مدينة غليزان، الذي ولد في 24 مايو 1919 واغتيل بوحشية على يد الاستعمار الفرنسي في 1957، بعد أن أصر على الدفاع عن المقهورين والمظلومين. وعلى مدار أكثر من ستة عقود، سعى الاستعمار لطمس الحقيقة، مدعيًا أنه انتحر، قبل أن تعترف فرنسا رسميا في 2 مارس 2021 بأنه “عذب وقتل”.

 

تجريم الاستعمار.. من مقترح إلى مسار تشريعي

Peut être une image de 3 personnes et estrade

كما أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، أن مسألة الذاكرة ليست ورقة للمساومة، بل التزام وطني وأخلاقي تجاه شهداء الجزائر وشعبها، مذكّرًا بموقف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي شدد على أن “ملف الذاكرة لا يتآكل بالتقادم ولا يقبل التنازل أو المساومة”. ولم يكن هذا التحرك البرلماني معزولا، إذ سبق أن قدمت خمس مقترحات قوانين منذ الفترة التشريعية الرابعة لتجريم الاستعمار، وهو ما يتماشى مع التوجه القاري، حيث أقرّ مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي تصنيف الاستعمار والاستعباد كجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية بحق الشعوب الإفريقية.

 

تشكيل لجنة برلمانية لصياغة مشروع قانون تجريم الاستعمار

Peut être une image de ‎1 personne, estrade et ‎texte qui dit ’‎(メ مجلس الشعبي الوطئي‎’‎‎

وفي خطوة عملية، أعلن رئيس المجلس عن تنصيب لجنة خاصة لصياغة مقترح قانون تجريم الاستعمار، تضم ممثلين عن مختلف التوجهات السياسية والمتمثلة في جوزي مزيان عن حزب جبهة التحرير الوطني وبيدة فاطمة عن الأحرار، بلخير زكريا عن حركة مجتمع السلم، إسماعيل ميرة عن التجمع الوطني الديمقراطي وفاتح بريكات عن جبهة المستقبل، إلى جانب كمال بن خلوف عن  البناء الوطني وقادري عبد الرحمن عن تكتل غير المنتمين. كما ستتمتع اللجنة بالصلاحيات اللازمة لإنجاز مهمتها، مع إمكانية الاستعانة بالخبراء والكفاءات المتخصصة في مسائل الذاكرة والجرائم الاستعمارية خلال الفترة الممتدة من 1830 إلى 1962.

 

من الجزائر إلى فلسطين: الاحتلال واحد والجرم واحد

Peut être une image de 8 personnes, costume et mariage

ولم تغفل الجلسة، الإشارة إلى المأساة الفلسطينية، حيث شدد بوغالي على أن الهمجية الاستعمارية لا تزال قائمة في فلسطين المحتلة، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع الانتهاكات. وفي ختام كلمته، توجه رئيس المجلس بتحية إجلال إلى شهداء الوطن، داعيا إلى استلهام العبر من التاريخ لمواصلة مسيرة العزة والكرامة، مؤكدا أن تجريم الاستعمار ليس فقط حقا للجزائر، بل واجبا تجاه الإنسانية جمعاء.

إيمان عبروس