أقام المجلس الأعلى للغة العربية، حفلا مميزا لتكريم الفائزين بجوائزه لعام 2024 في حدث حضره كوكبة من الشخصيات الدينية والثقافية البارزة، على رأسهم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، مبروك زيد الخير وعميد جامع الجزائر الأعظم، الشيخ مأمون القاسمي الحسني ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد المجيد بيرم.
الحفل شهد تكريم الفائزين بجوائز المجلس في مختلف الفئات التي تهدف إلى دعم الإنتاج العلمي والأدبي باللغة العربية وتعزيز مكانتها في المشهد الثقافي الجزائري والعربي. كما جرى تكريم، أعضاء لجنة التحكيم الذين ساهموا في إنجاح هذه المبادرة، بالإضافة إلى شخصيات جزائرية وعربية بارزة تركت بصمتها في مجال خدمة اللغة العربية وتطويرها. وفي كلمة افتتاحية، ألقى رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، الضوء على أهمية اللغة العربية باعتبارها لغة تربط الماضي بالحاضر، مشددا على ضرورة مواكبة التطور التكنولوجي عبر إدراج اللغة العربية ضمن أدوات الذكاء الاصطناعي. وأكد أن هذا المسعى سيسهم في فتح آفاق جديدة منها فك شفرة المخطوطات القديمة التي تحمل إرثا ثقافيا وحضاريا ثمينا. ووصف بلعيد “لغة الضاد” بأنها “اللغة الوحيدة التي ربطت بين الأجيال والثقافات”، مشيرا إلى أنها ليست فقط لغة القرآن بل لغة استخدمت في كتابة الديانات السماوية الأخرى أيضا على سبيل الترجمة. وأشار إلى التزايد المستمر في أعداد مستعملي اللغة العربية، مما يجعلها لغة رسمية ثانية عالميا، داعيا إلى تعزيز الاهتمام بها عبر سياسات تعليمية وإعلامية تدعم انتشارها. في السياق نفسه، دعا عميد جامع الجزائر الأعظم الشيخ مأمون القاسمي الحسني، إلى ضرورة تكثيف الجهود بين مختلف المؤسسات والقطاعات لتطوير وتعزيز تعليم اللغة العربية، خاصة في المدارس والجامعات الجزائرية وأكد على أهمية تحديث المناهج التعليمية وتوسيع نطاق البرامج الموجهة للأطفال والشباب بما يعكس ثراء اللغة ومرونتها. من جهته، أثنى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى مبروك زيد الخير على الإرث الحضاري للغة العربية، مؤكدا أنها كانت الرائدة في نقل وتعليم العلوم المختلفة مثل الجبر والهندسة والفلك. وأوضح أن اللغة العربية، ليست مجرد أداة تواصل بل هي لغة علم ومعرفة ساهمت في نهضة الأمم، داعيا إلى الحفاظ عليها وتعزيز استخدامها في مختلف المجالات. ولم يقتصر الحفل على التكريم والخطابات، بل كان مناسبة لتجديد الالتزام بتطوير اللغة العربية كأداة تواصل حضاري وثقافي. وأكد المشاركون، أن مستقبل اللغة العربية يكمن في قدرتها على الانفتاح على العلوم الحديثة والتكنولوجيا مع الحفاظ على هويتها الأصيلة. ويذكر أن المجلس الأعلى للغة العربية، يعمل منذ سنوات على إطلاق مبادرات وبرامج تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في الجزائر سواء من خلال تشجيع الأبحاث العلمية أو تنظيم المسابقات الثقافية أو حتى المساهمة في إثراء المحتوى الرقمي باللغة العربية. ويأتي هذا الحدث، ليؤكد أن اللغة العربية ليست فقط إرثا من الماضي بل هي لغة المستقبل بامتياز.
تغطية: محمد بوسلامة