ولدت المجاهدة شامة بوفجي، أرملة الشهيد محمد الصغير براهم شاوش، ببلدية بئر قاصد علي برج بوعريريج يوم 15 مارس 1922 في عائلة متدينة متفتحة على تعليم البنات، وأصولها من بلدية زمورة.
انتقلت مع أسرتها إلى القصبة بالعاصمة عشرينيات القرن الماضي، حيث التحقت مع شقيقتها خضراء بمدرسة الشبيبة الإسلامية، كما حفظت القرآن الكريم منذ صغرها، وكانت تجيد الإنشاد وتأدية المدائح الدينية في المناسبات والأعياد.
تناولت شامة الكلمة في نشاط جمعية الشبيبة الجزائرية بالقصبة سنة 1934 لتقول: “أتمنى أن أصبح يوما ما رائدة لنهضة المرأة في الجزائر الحرة”.
وقد تحقق حلمها عندما دعت شامة في 1934 وهي في سن الـ 12 وبمساعدة من والدها بوفجي أمحمد، إلى تأسيس مدرسة شريفة الأعمال، وهي مدرسة حرة لتعليم البنات المسلمات في القصبة، بمدينة الجزائر، فكانت أصغر معلمة في تاريخ الجزائر.
كان مقر المدرسة بمنزل والدها وضمت قسما داخليا للبنات القادمات من ضواحي المدينة، كما فتحت ملحقات للمدرسة في بولوغين والشراقة وسيدي أمحمد وبئر خادم والقبة، والعناصر والسيدة الإفريقية.
واصلت السيدة شامة، مساعيها لتعليم البنت الجزائرية المسلمة إلى غاية 1952، عندما تفطنت سلطات الاحتلال لهذه المدرسة أغلقتها.
وعندما اندلعت ثورة التحرير الكبرى، كانت المجاهدة شامة قد استقرت ببرج بوعريريج مع زوجها (الشهيد) محمد الصغير براهم شاوش، فالتحقت بالعمل الثوري مباشرة ضمن شبكة مختار بوشنافة، لتصبح نقطة اتصال بين الولايتين الثالثة والرابعة، تنقل الرسائل، تساعد الشبان الجزائريين المجندين بثكنات العدو بناحية البرج للالتحاق بالثورة، ناهيك عن استقبال المجاهدين ببيتها للتنسيق بينهم.
وكانت المجاهدة المرحومة، تحث النساء على مساعدة الثورة بخياطة الجوارب والألبسة وجمع التبرعات للثورة، إلى أن ألقي عليها القبض وزج بها في سجن مجانة، فتعرضت للتعذيب الذي ملأت آثاره جسمها.
وبعد الاستقلال وفي سبيل تحقيق نهضة المرأة الجزائرية، أنشأت المجاهدة شامة، بمالها الخاص وبعض التبرعات، نوادٍ عديدة ببرج بوعريريج لتعليم النساء والبنات مختلف المهارات كالطبخ، الخياطة الرقن، اللغات، المسرح)، كما احتضنت العديد من الفتيات لسنوات طويلة ببيتها لتعليمهن على نفقتها الخاصة.
استمرت المجاهدة شامة، في خدمة الجزائر وأجيال الاستقلال، حتى منتصف ثمانينيات القرن الماضي، عندما توفيت في منتصف شهر ماي 1987 عن عمر يناهز 65 سنة، ودفنت بمقبرة سيدي بتقة بمدينة برج بوعريريج.