المتوج بجائزة الشيخ زايد للكتاب الدكتور عبد الرزاق بلعقروز لـ “الموعد اليومي”: لابد من الإبداع في القيم كي يتم تحقيقه في المفاهيم

المتوج بجائزة الشيخ زايد للكتاب الدكتور عبد الرزاق بلعقروز لـ “الموعد اليومي”: لابد من الإبداع في القيم كي يتم تحقيقه في المفاهيم

توج الدكتور والباحث الجزائري عبد الرزاق بلعقروز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها 13 لعام 2019 في فئة المؤلف الشاب عن مؤلفه الموسوم بـ “روح القيم وحرية المفاهيم نحو السير لإعادة الترابط والتكامل بين منظومة القيم والعلوم الاجتماعية”، وهو أستاذ محاضر بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بسطيف، متحصل على دكتوراه في فلسفة القيم، صدرت له عدة مؤلفات منها “المعرفة والارتياب” و”أزمة الحداثة ورهانات الخطاب الإسلامي” ومؤلف آخر بعنوان “السؤال الفلسفي ومسارات الانفتاح”.. فعن مشاركته في هذه المسابقة وتتويجه بإحدى جوائزها، تحدث الدكتور والباحث الأستاذ عبد الرزاق بلعقروز لـ “الموعد اليومي”.

 

– نبارك لك التتويج بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها لهذا العام.

* شكرا لكم على الاستضافة وإجراء هذا الحوار بمناسبة فوز المؤلف الجزائري بجائزة الشيخ زايد للكتاب دورة 2019 وشكرا جزيلا على تهنئتكم وأتمنى التوفيق لكل مبدع وباحث…

 

– ماذا تقول عن مشاركتك في هذه المسابقة.. وهل كنت تتوقع الفوز بإحدى جوائزها؟

* بخصوص مشاركتي في هذه الجائزة كان للمرة الثانية، فقد شاركت فيها من قبل في سنة 2014 ووصلت إلى القائمة القصيرة ولم أفز، فقلت على الباحث الإستمرارية و صناعة التحدي، فشاركت بكتابي “روح القيم وحرية المفاهيم” وهو كتاب تعبت بكل صدق في كتابته وبلورة أفكاره منذ سنوات، فشاركت وكلي يقين في موضوعية الجائزة وعلميتها ومكانتها الفكرية في العالم العربي، ولما وصلت إلى القائمة القصيرة، قلت حتى وإن لم أفز، فإن هذا يؤكد على أهمية الأفكار التي طرحتها في الكتاب، لذا جاء هذا الفوز معبرا عن علمية الجائزة وموضوعيتها ومواكبتها لجديد الإشكاليات الفلسفية في الفضاء الثقافي.

 

– ماذا عن محتوى الكتاب الفائز بالجائزة؟

* محتوى الكتاب، هو انطلاق من نقد النموذج العلمي الذي أسَّس له ديكارت، وهو نموذج يقوم على مبدأ الفصل والاختزال بين العلوم، بخاصة العلوم الإجتماعية، ويطرح في المقابل النموذج القيمي الأخلاقي الذي يأخذ باليد من حدود العقلانية الديكارتية الضيقة إلى أفق ورحابة القيم الروحية والعاطفية والوجدانية، ويعيد بناء العقلانية من انحصارها في القانون العلمي إلى تجاوبها مع القانون الأخلاقي، وهذا هو المنطلق الذي يأخذ بالفكر إلى إبداع مفاهيم جديدة تنطلق من النظام اللغوي العربي ومن رسم منهج لأجل إبداع مفاهيم جديدة، فالخلاصة أنه لا بد من الإبداع في القيم كي يتم تحقيق الإبداع في المفاهيم.

 

– كيف وقع اختيارك على كتاب “روح القيم وحرية المفاهيم” للمشاركة به في مسابقة الشيخ زايد للكتاب دون غيره من مؤلفاتك؟

* يرجع اختياري لكتاب روح القيم إلى عوامل عديدة منها: العامل الزمني، فالكتاب صدر في سنة 2017 والجائزة تشترط عدم مرور سنتين على الكتاب، والعامل الفكري، فهو الكتاب الذي وضعت فيه خلاصة الأفكار التي أرى أنها معتبرة، وذات أولوية فيما يتعلق بالبعد الروحاني للقيم والعقل وللتواصل، وهي أفكار تحتاج إلى تأسيس ورشات علمية ونقدية لاستكمال التفكير في هذا الموضوع انطلاقا من النظام المعياري القيم الأخلاقية، خاصة وأن مشكلات الانسان الجديدة هي حاجته إلى روافع روحية لكي تدار الحياة إدارة جديدة وسلمية وإنسانية، فالروح والأخلاق يجب أن تكون مقولة تحليلية وبنائية لحاجة الإنسان المعاصرة إلى هذا البعد المتين في الحياة الوجودية للإنسان.

 

– ماذا تقول عن مشوارك في مجال الكتابة؟

* بخصوص منشوراتي في مجال الكتاب، أقول إنها تتوزع في دراستها على موضوعات متكاملة منها: القيم الأخلاقية والفلسفة الغربية والمفاهيم والموروث الأخلاقي في الثقافة العربية والإشكالات الأخلاقية الجديدة، وعليه فإنني أسعى لأن أستمر في البحث والتفكير ضمن هذا الأفق الثري والهام، وهو أفق يزداد نموا وترابطا مع التحديات الواقعية الجديدة التي يعيش في سيرها الإنسان. وبهذه المناسبة أهدي هذا العمل إلى جميع أبناء بلدي وإننا جميعا نتطلع إلى مستقبل واعد عنوانه القيم

والإبداع.. شكرا لكم وأتمنى التوفيق لجريدتكم العامرة ونأمل دوما أن تستمر في اهتمامها بالقضايا المعرفية والثقافية.

حاورته: حورية/ق