توج ابن ولاية البيض عبد الكريم بن حسان بالمرتبة الثالثة في مسابقة “تاج القرآن الكريم” في طبعتها الحادية عشر. وسبق لبن حسان وأن شارك في العديد من المسابقات الخاصة بالقرآن الكريم ودائما يتوج فيها بالمراتب الأولى.
وفي هذا الحوار الذي خص به القارئ عبد الكريم بن حسان “الموعد اليومي” تطرق فيه إلى مشاركته في طبعة هذا العام من مسابقة “تاج القرآن الكريم” وتتويجه بالجائزة الثالثة فيها وأمور ذات صلة تتابعونها.
كلمنا عن مشاركتك في الطبعة الحادية عشر من مسابقة “تاج القرآن الكريم”؟

في شهر جانفي من هذه السنة (2022)، رأيت إعلانا لمسابقة
“تاج القرآن الكريم” على مواقع التواصل الاجتماعي، فأخبرت الوالدين والمشايخ بذلك، وسارعت بتسجيل مقطع فيديو للتلاوة بكاميرا صديقي عاشور في المسجد العتيق ببلدية البيض واستقبلنا إمام المسجد قبلي أحمد، ثم أرسلت المقطع على الواتساب، وبعد مدة شهر اتصل بي المنظمون لإخباري بأنني من المتأهلين الـ33 الذين ينشطون التصفيات النهائية في شهر فيفري بالعاصمة، والحمد لله شاركت في التصفيات وكنت من بين الـ 12 متسابقا المتأهلين لدخول معهد “تاج القرآن الكريم” وتأهلت بالرتبة الثانية، ثم التحقت بالمعهد قبل رمضان بيومين لأتكون وأتربص فيه فاستفدت كثيرا وأسست أسرة جديدة وجد رائعة والحمد لله تأهلت للنهائي وافتككت المرتبة الثالثة وشرفت نفسي وولايتي
(ولاية أدرار التي هي مسقط رأسي وولاية البيض التي أقيم فيها) وشرفت والداي ومشايخي وأصدقائي وأحبابي والحمد لله.
توجت بالمرتبة الثالثة في هذه المسابقة، هل كنت تنتظر التتويج خاصة وأن التنافس كان على أشده؟

الحمد لله كنت أنتظر هذا التتويج وأنا واثق بنفسي وبقدراتي، وحقيقة كان تنافسا شديدا رفقة أحبابي وخِلاَّني. تتويجي بالمرتبة الثالثة في هذه المسابقة يعني أن لي قدرات كبيرة سأسعى لتطويرها قدر المستطاع، وأطمح لجمع القراءات العشر وتأسيس مدرسة وتخريج الطلبة ونشر العلم في ولايتي والنهوض بها، وأطمح أيضا إلى التتويج في المسابقات الدولية الكبرى.
ماذا يعني لك التألق في هذه المسابقة القرآنية؟

تتويجي بالمرتبة الثالثة في هذه المسابقة شجعني كثيرا وحفزني على المضي نحو آفاق تتمثل في انشاء مدرسة مهمتها اكتشاف مواهب، وكم هي كثيرة في ولاية البيض والنهوض بها.
مسابقات كثيرة تعنى بالقرآن الكريم من غير مسابقة “تاج القرآن الكريم”، هل سبق لك وأن شاركت في إحداها؟

كانت بدايتي مع المسابقات المحلية، حيث كنت دائما أتصدر قوائم الفائزين في ولايتي ثم جهويا كنت أحتل المراكز الأولى، وحتى المسابقات الوطنية مثل مسابقة الريان في طبعتها الأولى توجت بالمرتبة الثالثة، ومسابقة قراء الجزائر في طبعتها الأولى توجت بالمركز الثاني، ومسابقة الصوت الذهبي الدولية توجت بالمركز الأول.
أخبرنا عن قصتك مع القرآن الكريم خاصة وأن تخصصك في الجامعة لم يكن دينيا؟

تربيت في عائلة قرآنية، منذ صغري أسمع القرآن في المنزل، والدي إمام وأجدادي كلهم أئمة ومشايخ زوايا، ووالدتي خاتمة للقرآن، وأنا من سلالة ثالث الخلفاء الراشدين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، فالتحقت بمدرسة الفرقان المجاورة لمنزلنا وترعرعت عند شيخي الموقر الفاضل عدة العيد وختمت عنده القرآن الكريم رفقة صديقي أبوبكر عبد الهادي راجع الذي توج بالمركز الأول في جائزة دبي العالمية، ثم التحقت بشيخي الغالي الحبيب بوعمامة صديقي الذي تعلمت عنده أحكام الترتيل والتلاوة ومخارج الحروف والصفات، فكنت لا أغيب عن حلقته المباركة، وكنت أتعلم المقامات والنغم الصوتي من أستاذي في التربية الموسيقية بمتوسطة كركب قدور، الأستاذ الفاضل لخضر بن عمر، فجزى الله عني خير الجزاء كل من علمني وسهر على تربيتي.
كيف استقبل أبناء ولاية نشأتك وإقامتك تتويجك في مسابقة “تاج القرآن الكريم”؟

بعد فراق دام شهرا كاملا رجعت إلى ولايتي الحبيبة المباركة بالمركز الثالث في مسابقة التاج، وكان في استقبالي أعز أصدقائي وأحبابي بن حشيليف محمد الصالح الذي فرح بي كثيرا رفقة أهله، وكذلك استقبلني أبناء ولايتي الحبيبة بكل أصنافها، هناك زغاريد النساء وهناك تكبير الشيوخ والرجال، وتصفيق الكهول وتصفير الأطفال، وأبواق السيارات والدراجات النارية، وفرحت كثيرا ثم دعاني فريق عزيمة وأخي محمد قادم وكرموني واستضافني مسجد النور بإمامه الشيخ عبد القادر حمادو والمسجد العتيق بإمامه الشيخ قبلي أحمد ومسجد العباس بن عبد المطلب بإمامه الشيخ إدريس عبد الله وتلوت آيات بينات في كل محطة وتم تكريمي، لأختم هذا الاستقبال بزيارة إلى زاوية الشيخ العلامة سيدي الحاج الحسن بن مداحي قدس الله سره وأعلى مكانه وبارك في خليفته الشيخ الحاج محمد وذريته أجمعين وكل المحبين والمريدين وهاته الزاوية التي كنت دائما فيها وكبرت فيها، فترحمت على روحه الطاهرة ورجعت لمنزلي المبارك لأتبادل التهاني وأطراف الحديث مع والدتي الغالية وإخوتي وجيراني، وأتواصل مع أجدادي وجداتي وأهلي وأحبابي حفظهم الله جميعا وبارك لي فيهم.
ماذا بعد التتويج في مسابقة تاج القرآن الكريم؟

بعد هذا التتويج المبارك، سألبي دعوات الأحباب في مختلف ربوع الوطن من أجل الأمسيات القرآنية، والعمل على تحسين قدراتي أكثر والمواصلة في رحلة طلب العلم، والالتحاق بمشروع النهضة بالقرآن الكريم على مستوى ولايتي الحبيبة لأكون مدرسا ومعلما فيه ومساهما في نشر العلم وأحيي من هذا المنبر أخي محمد نذير خلادي المدير الولائي للنهضة بالقرآن بولاية البيض وكل الطاقم المبارك.
هل تفكر في تسجيل آيات قرآنية بصوتك لتكون في متناول الجميع؟

نعم أنا أسعى لتسجيل تلاوات ونشرها على قناتي في اليوتيوب وصفحاتي على الفايسبوك والانستغرام، لينتشر القرآن أكثر في هاته المواقع وأنتفع بالأجر أنا ومشايخي والمستمعين، وأزين القرآن بصوتي لأحببه لغيري.
حاورته: حاء/ ع