تم في اختتام فعاليات الملتقى الوطني للشعر “شغلنا الورى” الذي نظمته مؤخرا الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون بالتعاون مع مؤسسة “مفدي زكرياء” توزيع جوائز مسابقة “شرين-قصيدة” برعاية الديوان الوطني لحقوق المؤلف.
وقد نال الجائزة الثالثة، الشاعر المبدع ابن قسنطينة، سيف الدين يعيش. وعن هذا التتويج وأمور ذات صلة، تحدث الشاعر المبدع، سيف الدين يعيش، لـ”الموعد اليومي” في هذا الحوار.
نبارك لك التتويج بالمرتبة الثالثة في مسابقة “شرين- قصيدة”، هل كنت تتوقع الفوز بإحدى جوائز هذه المسابقة؟

“نور” يستشعر قدوم العاصفة.. يشعر الشاعر عند تمام نصه بدنو فوزه من عدمه، لأن لكل نص خصوصيته وزمكانه الذي كتب فيه وبهذه المؤشرات يستطيع الشاعر أن يستشرفه فوزه بجائزة ما. والحقيقة توقعت المرتبة 3 وكذلك كانت.
كيف تمت مشاركتك في هذه المسابقة؟
عن طريق الإيمايل الخاص بالمسابقة، وعلمت بها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
ماذا عن محتوى قصيدتك الفائزة بالمرتبة الثالثة؟
القصيدة تدور حول واقعة اغتيال شيرين أبو عاقلة في قالب شعري يحفه السرد تارة والوصف تارة أخرى. وحاولت، أن أركز على موضوع المسابقة بالتلميح والتصريح لكي يعرف المتلقي من المرثي ويلمس مشاعر الحزن التي يتقمصها الشاعر كي تصله عبد مستويات عدة من المجاز.
ما وقع هذه الجوائز على مسارك الأدبي وماذا تضيف لك؟
تأشيرة الشاعر نحو الجمهور، الجوائز، لذا أي جائزة يتوح بها الشاعر في مساره الأدبي هي نافذة ضوء يطل بها على الآخر وأنا أعدها زيادة في رصيدي الجمالي ودفقة قوية من المجاز لتمام الرحلة اللغوية الطويلة التي لا تعترف بالحدود الهلامية.
ما المغزى من المشاركة في مثل هكذا مسابقات في كل مرة؟
المشاركة تضع الشاعر ونصه مع الآخرين وهكذا يقيس تجربته ويقيم نفسه ويرى قصيدته بعيون لجان التحكيم حتى يعلم كيف يراه الآخر ويكون رؤية شمولية عنه وعن المتلقي، لكن قد يشارك الشاعر لأجل المال وهو مطلب شرعي له كما قد يشارك لأجل المجد الأدبية والبحث عن الشهرة والنجومية.
في إطار إحياء اليوم الوطني للشعر، قدمت عدة تظاهرات ونشاطات احتفائية تخلد المناسبة، ما قولك؟
العصر عصر السرديات أو الرواية والحكواتية وهذا راجع لطغيان المادة وتوحش الرأسمالية التي صارت تهيمن على كل مجالات الحياة وهذا ما جعل الناس يزهدون في مشاعرهم، لأنه لا وقت لديهم أمام متكلبات الحياة للوقوف هينيهان أمام بعض الجمال لتأمله، لكن فيه شعراء حقيقيون وفيه تظاهرات تنتصر للنص الجميل وللشعر ناسه وأهله، ولأن نصاب القصيدة وزكاتها إلقاؤها كان لزاما علينا تلبية كل دعوة للشعر وإن كنا بعالم موازي ثاني يرى الشعر ضربا من الجنون العبثي، غير أني استخضر بذهني مقولة برناد شو وهو يجيب شخصا حاول التقليل من حضرته فخاطبه ساخرا: أليس الطباخ أنفع للأمة من الشاعر يا سيدي! فرد عليه جورج بيرنارد شو: نعم الكلاب تعتقد ذلك! وهذا بيت القصيد ملخصا..
ما رأيك فيما يقدمه أبناء جيلك من الشعراء من قصائد شعرية؟
مبشرا بالشعر، لكن التناسخ يشوبه.. على كل شاعر أن يشق دربه بأصابعه ويشعل شرارته بقلبه وأنفاسه ويحترق بماء عيونه لا أن يرى بنظارة الآخرين.
ماذا عن أبرز محطاتك الإبداعية في مجال الكتابة الأدبية وبالضبط القصائد الشعرية؟
بجعبتي ديوان واحد منشور هو باكورة أعمالي الشعرية، هو عبارة عن مجموعة شعرية قصيرة في 88 صفحة مطبوع عن دار الماهر للطباعة والنشر سنة 2019 وهو محاولة لولوج عالم الشعر. ولو سمح لي بالرجوع للوراء 3 سنوات لما طبعته لأني كلما قرات نصوصي القديمة وقارنتها بالحديثة قلت عنها كانت مسودات لا ترقى لتكون قصائدا حقيقة طويلة العمر وهذا سؤدد الشعراء الذين يحترمون قراءهم ويسعون للشعر الجميل أيا كان بحره وقافيته ونوعه عموديا / تفعيلة عنوان الديوان (سيرة الهامش/النص) وقد احتفي به في ثلاث جامعات جزائرية وبرصيدي جوائز عديدة بدايتها كانت جائزة مجلة القاهرة المصرية 2017، ثم جائزة الرابطة الموريتانية للأدب والثقافة 2021 وآخرها هذه الجائزة: شيرين قصيدة 2022.
من غير الشعر، هل تبدع في أجناس أدبية أخرى؟
كما أنه لاقى استحسانا وبعض الاستهجان أيضا، وكلها تصب في ميزان الجمال والانتصار للجودة، ولأن الكمال في الشعر غير منشود فلا بأس بأن يتعرف الشاعر ببعض ضعف نصوصه وقوة بعضها وهذا يزيده جمالاً ولا يدني من قدره شيئاً.
حاورته: حاء/ ع