المتوج بالجائزة الثالثة في مسابقة “شاعر المصطفى” عاشور بوكلوة لـ “الموعد اليومي”: لا يكفي أن نكتب قصيدة ممتازة لنفوز

المتوج بالجائزة الثالثة في مسابقة “شاعر المصطفى” عاشور بوكلوة لـ “الموعد اليومي”: لا يكفي أن نكتب قصيدة ممتازة لنفوز

تم خلال شهر رمضان 2023، تنظيم الطبعة الأولى من مسابقة جائزة “القصيدة المحمدية في مدح خير البرية” من طرف وزارة الثقافة والفنون، وهي جائزة تمنح لأحسن قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم في الشعر الفصيح والملحون.

وقد أفرزت هذه المسابقة فوز ثلاثة شعراء في الشعر الملحون وثلاثة آخرين في الشعر الفصيح، منهم ابن ولاية سكيكدة عاشور بوكلوة الذي حاز على المرتبة الثالثة في ذات المسابقة.

وعن مشاركته في هذه المسابقة وأمور ذات صلة، تحدث صاحب المرتبة الثالثة الشاعر المبدع عاشور بوكلوة لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.

 

ماذا تقول عن مشاركتك في مسابقة القصيدة المحمدية في مدح خير البرية؟

الحمد لله أولا ودائما.. مشاركتي في هذه المسابقة جاءت بقرار جماعي مع الصديقين الشاعرين “حسن دواس” و”خضير مغشوش”، بعد أن قرأنا معا إعلان وزارة الثقافة عن “جائزة القصيدة المحمدية في مدح خير البرية”، وتم تأهيل قصيدتي للمشاركة في الدور الأول من التصفيات، والحمد لله اجتازت الدور الأول، وهو ما يعني كتابة قصيدة جديدة للدور نصف النهائي، وسمحت لي القصيدة الجديدة بالمرور للدور النهائي، الذي يتطلب قصيدة ثالثة، وهذا عمل يقتضي بذل جهد إضافي.. ذلك أنه ليس من السهل كتابة الشعر تحت الطلب، فما بالك بثلاث قصائد في موضوع واحد في أيام معدودات، والحمد لله أن وفقنا لفعل ذلك.

وماذا عن محتوى القصيدة الفائزة؟

لا تختلف في محتواها وحتى في بنائها عن سابقاتها، قصيدة في مدح النبي الكريم بنيت على مقاطع تكمل بعضها، بدأتها باستهلال عن الرسول وعن طائر الشعر وعن الحالة الشعورية والوجدانية للشاعر وهو يحاول استغلال موهبته وقدرته الشعرية في مدح الرسول، ثم وصف الرسول وذكر بعض المعجزات التي خصه الله بها، وذكر صفاته وخصاله وأفعاله وما قدمه للبشرية من دروس وعبر، بعدها عرّجت على وصف حالة الشوق والحنين التي يعيشها الشاعر تجاه الرسول وزمن النبوة وما يتركه من أثر في قلب ووجدان الشاعر الذي يحاول أن ينهل من هذا النبع الذي لا ينضب، ثم تنتهي القصيدة بنوع من النصيحة الموجهة من الشاعر لنفسه وللقارئ.

هل كنت تتوقع هذا التتويج؟

Aucune description de photo disponible.

طبعا أكيد، كل من يدخل في سباق أو منافسة إلا وهو ممتلئ بالأمل في الفوز، ولكن أيضا عليه أن يتوقع الخروج في أي لحظة ومن أي دور، فلا يكفي أن تكتب قصيدة ممتازة لتفوز، فغيرك أيضا يملك الطموح نفسه وربما القدرة نفسها أو أكثر، وإني أتأسف لما نراه من بعض الشعراء حين يخرجون من المسابقات، يظهر لهم أنهم أفضل من غيرهم، وأن الفوز قد سرق منهم، وأن لجنة التحكيم إما منحازة أو أنها لا تعرف كيف تقيّم، ثم يصدرون أحكاما جزافية بأن قصائدهم هي الأفضل إطلاقا، وهم لم يقرؤوا قصائد غيرهم ليقارنوها مع قصائدهم.

وأصدقك القول أنني كنت أطمح للمرتبة الأولى، وكنت أرى قصيدتي جديرة بذلك، (وقد عبر لي الكثير من الذين شاهدوا البرنامج عن جودة القصيدة وتفوقها)، ولكنني لست أنا من يصدر الحكم، ولا المشاهدين أيضا، إنما هي لجنة مختصة قادرة على التمييز والمفاضلة، وهي الوحيدة التي تملك جميع النصوص بين يدها، وبالتالي تملك آليات المفاضلة والترتيب.. وشعوري هذا كان يشعر به أيضا أخواي ياسين أفريد وأحمد العماري.. الحمد لله دائما وأبدا.

ألفنا مثل هذه المسابقات التي يتم فيها التسابق على مدح الرسول صلى الله عليه وسلم في المولد النبوي، لكن هذه المرة نظمت في الشهر الفضيل، ما قولك؟

Aucune description de photo disponible.

صحيح تماما، فهناك جمعيات ومؤسسات عادة ما تطلق مسابقات مدح الرسول بمناسبة المولد النبوي الشريف، ولكن وزارة الثقافة ارتأت أن تكون مسابقتها هذه في الشهر الفضيل، وقد عززتها المؤسسة العمومية للتلفزيون ببرنامج شمل أربع حلقات أسبوعية تنافسية على امتداد الشهر، وهو ما أعطى المسابقة زخما وقيمة إضافية، وجعل انتشارها واسعا، وصداها جميلا ممتدا في الأفق اللانهائي.. نتمنى أن تُرّسم هذه المسابقة لتكون سنويا تعود مع عودة الشهر الفضيل، وأن تدعم بلجنة علمية تشرف على التحضير لها، وأن تدعم أيضا لجنة التحكيم بأسماء مشهود لها بالكفاءة الشعرية والنقدية على غرار الأستاذ الدكتور الشاعر يوسف وغليسي، وأن يتدعم البرنامج التلفزيوني بأفكار جديدة من شأنها إعطائه بعدا جماليا وإعلاميا وشعريا أكبر.

حاورته: حاء/ ع