المتوج بالجائزة الأولى في المسابقة الوطنية للأغنية الثورية محمد يزيد لوتيد يصرح لـ “الموعد اليومي”:  لا توجد أغاني جديدة مؤلفة عن الثورة وإحياء المناسبات التاريخية يكون دائما بالأغاني القديمة

المتوج بالجائزة الأولى في المسابقة الوطنية للأغنية الثورية محمد يزيد لوتيد يصرح لـ “الموعد اليومي”:  لا توجد أغاني جديدة مؤلفة عن الثورة وإحياء المناسبات التاريخية يكون دائما بالأغاني القديمة

توج الفنان الموهوب محمد يزيد لوتيد بالجائزة الأولى في المسابقة الوطنية للأغنية الثورية في عام 2019، حيث أدى العديد من الأغاني الثورية عن حقب زمنية مختلفة مكّنته من الظّفر بلقب هذه الطبعة من المسابقة. وبمناسبة إحياء الذكرى الـ 67 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، تحدثت “الموعد اليومي” مع المبدع محمد يزيد لوتيد عن مشاركته في هذه المسابقة الوطنية للأغنية الثورية ونيله المرتبة الأولى وكذا اهتمامه بالأغاني القديمة التي تتغنى بالثورة بدل إنجاز أعمال فنية جديدة وأمور أخرى ذات صلة… أكثر التفاصيل تتابعونها في هذا الحوار.

 

كلّمنا عن مشاركتك في المسابقة الوطنية للأغنية الثورية؟

Peut être une image de 4 personnes et personnes souriantes

 

وجدت المنشور الخاص بهذه المسابقة على صفحة جمعية “الرحاب” على مواقع التواصل الاجتماعي، فاتصلت بها مباشرة وأخبرتني عن كيفية المشاركة في هذه المسابقة، وحددت لي تاريخ 19 أكتوبر 2019 في دار الفنان بالبليدة للمشاركة في الكاستينغ، وحضرت الموعد المحدد فوجدت عدة متسابقين من مختلف ولايات الوطن على غرار المدية، الجلفة، بومرداس، تيسمسيلت وتيزي وزو … وقد استقبلني المنظمون لهذه المسابقة أحسن استقبال.

وكان مطلوب مني تقديم أغاني وطنية، أديت الأغنية المطلوبة، وبعد الانتهاء من الاستماع الى كل المتسابقين الذين كان عددهم يتجاوز الـ 20 متسابقا، تأهلت للتصفيات الأولية وبعدها إلى المرحلة النهائية وتحصلت على المرتبة الأولى ونلت اللقب، وكانت هذه المحطة من أبرز المحطات في حياتي الفنية، خاصة وأنه فيما سبق شاركت في عدة مسابقات، لكن مسابقة الأغنية الثورية تمت في شفافية .

 

هل كنت تتوقع الفوز باللقب في هذه المسابقة؟

Peut être une image de 1 personne

لم أكن أتوقع هذا التتويج والفوز بلقب الطبعة الأولى من مسابقة الأغنية الثورية خاصة وأنني شاركت فيما سبق في برامج ومسابقات أخرى، لكن في كل مرة يتم إقصائي ولحد الآن ما زلت أتجاهل سبب الإقصاء، لكن جمعية “الرحاب” أعطتني هذه الفرصة وظفرت بالمرتبة الأولى والحمد لله.

 

هل سبق لك وأنجزت أغاني وطنية؟

Peut être une image de 1 personne

لم أسجل من قبل أغاني وطنية، ولكن كنت مشاركا في عدة تظاهرات مثلا كنت في الكورال التابع لولاية بومرداس بدار الشباب “سناني سعيد” وشاركت في البوليفونية التابعة لجمعية “وصال” التي كانت في المركز الثقافي الأمريكي التابع للسفارة الأمريكية، وكنت تلميذا في مدرسة الشيخ عبد الكريم دالي بالقبة، وهذا يعني أنه كان لي عدة تجارب في ميدان الغناء والموسيقى ساعدتني كثيرا في حياتي الفنية.

 

هل كنت تتابع الفنانين القدامى الذين غنوا للثورة؟

Peut être une image de 1 personne

أكيد، أتابع الفنانين الذين غنوا للوطن مثلا الحاج المرحوم رابح درياسة كنت أحلم أن ألتقي به ولو لأخذ صورة معه، والحمد لله المفاجأة التي حضرتها لي جمعية “رحاب” هي حضوره حفل الاختتام وكان شرفا لي أن كرمني وسلمني الجائزة وقدم لي عدة نصائح، والحمد لله كبرت في مدرسة هؤلاء العمالقة، حيث أسمع لرابح درياسة، خليفي أحمد، عبد الحميد عبابسة، السيدة نورة، السيدة صليحة رحمهم الله إلى جانب عدة فنانين آخرين يؤدون الأغنية الطربية لأنها مدرسة وتراث، وتراثنا غني بالطبوع الغنائية، و جمعية “رحاب” كان لها دور كبير في نجاحي حتى بعد نيلي اللقب في المسابقة الخاصة بالأغنية التراثية، تابعوني وعلى رأسهم الفنان سامي زرياب.

 

ما تقييمك لاهتمام أبناء جيلك من الفنانين بما تركه الجيل القديم من أغاني تتغنى بالوطن؟

Peut être une image de ‎2 personnes et ‎texte qui dit ’‎ت و الو والوفاء URucg وطن‎’‎‎

أحيانا أتأسف، لأنه عندما أكلم زملائي الذين يدرسون معي الموسيقى أقول لهم لماذا لا ننجز أغاني في مقام البيات أو الصبا مثلا لرابح درياسة أو عبد الرحمان عزيز، فيقولون لي بصريح العبارة “أنت قديم” وعندما أغني في مناسبات وطنية بدار الشباب أو مركز ثقافي أو قصر الثقافة فيقولون لي “أخطيك” لأن الجمهور لا يحب مثل هذه الأغاني القديمة، بل هو يبحث عن الجديد وأن هذا النوع من الأغاني لا يكسبك الشهرة، أنا في الحقيقة لا أبحث عن الشهرة بقدر ما يهمني تكملة مسيرة هؤلاء الفنانين ويكون هناك جيل جديد من الفنانين يحيي هذا النوع من الفن.

 

ما تقييمك لما أنجزه الجيل الجديد من الفنانين من أغانٍ تتغنى بالثورة؟

Aucune description de photo disponible.

لا توجد أغاني جديدة من هذا النوع الغنائي، إذ حاليا تقدم أغاني قديمة من طرف الجيل الجديد منها “من أجلك عشنا يا وطني”، “يا محمد مبروك عليك”، “نحبك يا بلادي”،

“يا ثورة الأحرار”… لا توجد أغاني جديدة مؤلفة عن الثورة إضافة إلى أن الأغنية الثورية والوطنية نسمعها في المناسبات فقط….

وحتى الذين يغنون حاليا الأغاني الوطنية لا يتعاملون مع الشعراء، لأن كل الأغاني الوطنية التي سمعناها من قبل كتبها شعراء، والشاعر له دور كبير في حياة الفنان.

 

وهل صحيح أن مثل هذه الأغاني لا يقبل عليها الجمهور؟

أكيد، لا تلقى الإقبال، لأن الفنان عوض أن يسجل أغاني وطنية ثورية جديدة تجده يعيد الأغاني الثورية والوطنية القديمة، فحتى الجمعيات أو مكاتب المجاهدين عند احتفالها بالمناسبات الوطنية لا تبرمج الأغاني الجديدة بل تفضل الأغاني الثورية القديمة، لأن الأغاني الجديدة لا تملك القوة التي تملكها الأغاني الجديدة.

وبمناسبة إحياء الذكرى الـ 67 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة أي يوم الاثنين الفاتح من نوفمبر 2021، سنقدم عملا مسرحيا يخلد المناسبة، وتقني الصوت طلب منا أن نقدم أغنية تغنت في تلك الحقبة الزمنية بدلا من أغنية جديدة.

 

هل ترى أن الغناء للثورة أو الوطن يجب أن يكون في المسابقات فقط؟

Peut être une image de 4 personnes et personnes souriantes

أنا ضد فكرة أن تكون الأغاني الوطنية أو الثورية في المسابقات، مثل الانسان الذي يعمل في مجال معين نطلبه فقط عندما نحتاجه، لماذا لا نسمعها في كل الأوقات؟، فلماذا التلفزيون الجزائري لا يبث الأشرطة الوثائقية التاريخية مثلا لا تبث كل جمعة أو مرة في الشهر على الأقل وينتظر هؤلاء حلول المناسبات التاريخية لبثها.

والأغنية الثورية للأسف أصبحت تجارية أي ننتظر حلول مناسبة تاريخية لبث تلك الأغاني الوطنية او الثورية و حتى تنظيم مسابقات في هذا الجانب يكون مناسباتيا، وأنتظر حتى حلول هذه المناسبة للغناء عن الوطن، للأسف الشديد لم يزرعوا فينا الاهتمام بالأغنية أو السينما الثورية .

 

هل تتابع الأعمال الفنية التاريخية؟

أكيد أتابع الأفلام الثورية التي تحكي عن حقب زمنية مختلفة منها فيلم “فجر المعذبين” ،”الليل يخاف من الشمس”، “معركة الجزائر” و”ريح الأوراس”.

 

يقال إن الأعمال الفنية يمكن أن تعوض الكتاب التاريخي في سرد الحقائق التاريخية؟

الكتاب عبارة عن سرد للحقائق والأحداث، أما الفيلم ففيه تمثيل للأحداث بطريقة سمعية بصرية.

إن الكتاب يجعلك تقرأ المعلومة فقط، لكن الفيلم يقرب لك الأحداث بالصور ويوصل لك المعلومة ونعيش الأحداث بالمشاهد.

 

باعتبارك ممثلا.. ما هي الشخصية التاريخية التي ترغب في تجسيدها؟

باعتباري ممثلا مسرحيا، فالشخصية التاريخية التي أتمنى تجسيدها هي شخصية الشهيد امحمد بوقرة أو زيغود يوسف.

 

وما رأيك في الأعمال الفنية التي أنجزت لحد الآن وتحكي عن أبطال الثورة؟

الأعمال الثورية التي أعجبتني من الأعمال الفنية حديثة الانجاز هما فيلم مصطفى بن بولعيد الذي جسد هذا الدور (دور البطل الشهيد مصطفى بن بولعيد) هو الفنان حسان كشاش، وفيلم العقيد لطفي الذي جسد دور هذا الأخير الفنان يوسف سحيري وأيضا

“هيليوبوليس” لجعفر قاسم أعجبني كثيرا.

ضف إلى هذا أن نظرتي للأعمال التاريخية الجزائرية وهذا رأيي كمشاهد جزائري قبل أن أكون ممثلا مسرحيا لا يوجد تمويل لهذه الأعمال، مثل الأعمال الفنية الأجنبية التي تحكي مثلا عن الحرب العالمية الأولى أو الثانية، فعند مشاهدة هذه الأعمال تحس بالفرجة عكس الأعمال التاريخية الجزائرية، فالكل ينتظر من الدولة أو وزارة الثقافة تمويل مثل هذه الأعمال الفنية، لأن جانب التمويل أكبر عامل لنجاح الفيلم.

 

حاورته: حاء/ ع