المتوجة بالجائزة الأولى في مسابقة “شيرين-قصيدة”.. شامة درويش لـ”الموعد اليومي”: التتويج مهم وكتاباتنا هي انعكاس لرؤانا.. حاولت أن أشارك في مسابقة “شيرين-قصيدة” بنص مختلف شكلا ومضمونا

المتوجة بالجائزة الأولى في مسابقة “شيرين-قصيدة”.. شامة درويش لـ”الموعد اليومي”: التتويج مهم وكتاباتنا هي انعكاس لرؤانا.. حاولت أن أشارك في مسابقة “شيرين-قصيدة” بنص مختلف شكلا ومضمونا

لم تعد الشاعرة المبدعة شامة درويش، مهتمة بالمسابقات منذ عام 2013، لكنها قررت المشاركة في مسابقة “شيرين- قصيدة” لخصوصية هذه الأخيرة، واختارت أن يكون النص التي تشارك به، مختلفا شكلا ومضمونا، وفعلا كان لها ذلك، حيث فاز نصها الشعري “ناقوس الوردة ينزف لآخر مرة” بالمرتبة الأولى في ذات المسابقة.

وعن هذا التتويج وأمور ذات صلة، خصت الشاعرة المبدعة، شامة درويش “الموعد اليومي” بهذا الحوار.

 

كيف تمت مشاركتك في هذه المسابقة إلى حين تتويجك فيها بالمرتبة الأولى؟

لم تكن المسابقات همي الأول، لكن هذه المسابقة أحببتها لأنها تمثل بالنسبة لي روح فلسطين الأبية الصامدة، فأردت أن أترك أثرا لهذا الوطن الجريح، حاولت أن يكون النص مختلفا وغير مستهلك شكلا ومضمونا، والحمد لله كان اختلافي متوجا في النهاية، رغم المشاركات الكثيرة والجيدة.

 

هل كنت تنتظرين الظفر بهذه الجائزة في هذه المسابقة؟

شاركت بالقصيدة في اليوم ما قبل الأخير من الأجل المحدد من طرف الاتحادية، وكل الأيام الأخرى كنت مترددة في الإرسال، أنقّح النص وأحاول أن يخرج في صورة مقبولة، بعد انطلاق فعاليات التظاهرة ورؤيتي لأسماء شعرية جزائرية شابة وأخرى معروفة قلت في نفسي، أكيد هناك من نصّه يستحق أفضل من نصّي، وهذا من خلال متابعتي للساحة الشعرية الجزائرية منذ سنوات، وبعد مرور يومين من المسابقة اقتنعت أنهم لن يهاتفوني، واكتفيت بالمتابعة عبر الفيسبوك، وبعد أن وصلني اتصال من السيد عبد العالي مزغيش، في منتصف اليوم قبل الأخير، لم أتوقع المرتبة الأولى، ليس لأن نصي ضعيف بل لأنني أحترم كل شاعر جزائري، وأكيد لو فاز غيري لكنت أول المشجعين له أو لها، فالشعر حياتنا وقلبنا النابض. وكل قصيدة هي ميلاد لشعور خاص لدى الشاعر.

 

ماذا عن محتوى قصيدتك الفائزة بالمرتبة الأولى؟

القصيدة الفائزة بالجائزة الأولى، بعنوان “ناقوس الوردة ينزف لآخر مرّة”، هو مواكبة لتاريخ المعاناة الفلسطينية بكل أطيافها واتجاهاتها تحت سطوة المحتل الصهيوني وسياسته اللئيمة ضد المواطنين العزّل، حاولت منح النصّ شكلا حداثيا بما يسمّى القصيدة المدوّرة، وهي إفراز لاختيار بنائيّ يعمد فيه الشاعر إلى إلغاء البيت ليستبدله بالمقطع المدوّر وقد ترد القصيدة مدوّرة تدويراً كليّاً طبعا حسب رأي نازك الملائكة ومحمّد بنّيس. عملت على تقسيم القصيدة، إلى مقاطع بعدد حروف شيرين /ش/ي/ر/ي/ن، وكل مقطع يحكي المأساة التي عاشتها شيرين كرمز للمقاومة، لكنه يتعدى شيرين إلى كل إنسان فلسطيني مقهور، حفرت في التاريخ وأوغلت في الرمزية.

 

ماذا يعني لك التتويج بالجوائز في مثل هذه مسابقات؟

التتويج مهم في كل شيء نقوم به بصدق، وكتاباتنا هي انعكاس لرؤانا، لكن هذه المسابقة لها مذاق خاص عندي، وسأبقى فخورة بفوزي بها مادمت على قيد الحياة، وهي هديتي لفلسطين ولروح شيرين أبو عقلة، وسعادتي لا تقدّر بعد ذكر اسمي كأوّل متوّجة بالجائزة.

 

ماذا تضيف الجوائز لمسارك الإبداعي في مجال كتابة القصائد الشعرية؟

ربما كل الجوائز تثير لغطا وراءها، لذلك أتجنّبها فمنذ 2013 لم أشارك في أية مسابقة محلية، لكن المغامرة أحيانا تأتي أكلها، فالإضافة التي منحتني إياها جائزة شيرين قصيدة، هي إضافة معنوية وجائزة فخرية كوني سأحضى بتلحين القصيدة وإهدائها إلى إذاعة فلسطين، وهذا حسب قانون المسابقة المعلن عنه من طرف الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون، وهذاما سيخلّد اسم شيرين والقضية الفلسطينية على الدوام، وفخر أن يرتبط اسمي بهذا الشرف.

 

ما تقييمك لما يقدمه الجيل الجديد من المبدعين في مجال الشعر؟

هناك جيل قادم طموحه كبير وله إمكانات كثيرة لغة وآداء، ولهذا تحديدا أحترم كل التجارب الشعرية الجزائرية، وأشجع من يخوض هذه الطريق الملغمة بالصبر والتفاني في القراءة والاطلاع. هناك من يحول انتصاراته، إلى بحث واشتغال دائمين، وهناك من يكرّر نفسه من خلال النصوص، وخاصة في القصائد العمودية، وهناك من يعتقد أن قصيدة النثر مجرد رصف للكلمات غريبها ومهجورها وإلصاق بعضها ببعض بغية الدهشة مثلا. لكن الأمر غير ذلك عند كبار الشعراء كأنسي الحاج والماغوط وأدونيس مثالا لا حصرا.

 

ماذا تقولين عن أبرز محطاتك الإبداعية في مجال الكتابة الأدبية؟

الكتابة هي حياة كما ذكرت سابقا، ومن لا حياة له لا أمل له، وأملي هو الكتابة الدائمة وليس الجوائز ولا المناسبات ولا الظهور، فمنذ أكثر من عام ونصف لم أجر حوارا إعلاميا رغم بعض العروض، إلا أنني أحب الظهور بشيء جديد فليس من المعقول تكرار الكلام نفسه في كل حوار. محطاتي مع الكتابة الأدبية تعد قليلة وقصيرة مقارنة بآخرين، ففي كلّ مرة أحاول الإفادة من تجارب السابقين، وأتابع الجديد، وأحاول تقييم نفسي وضبط ما أراه نقيصة وأصحح مساري، فمنذ 2013 أصدرت ثلاث مجاميع شعرية وكثير من المقالات النقدية والثقافية، وقريبا ستصدر لي مجموعة شعرية رابعة وهي مواصلة لمشروع بدأته منذ 2016 يخص قصيدة النثر بدءا بمجموعة كعب يمشي على حافة الألوان، مع دار الألمعيّة 2016، ثم مجموعة إيزلوان، مع دار ميم 2018 والمجموعة القادمة قريبا بحول الله.

حاورتها: حاء/ع