لم تعد المتعة الكروية وحدها تكفي لمنح بيب “غوارديولا” الفرصة لتحقيق حلمه بالفوز بدوري أبطال أوروبا مع فريق غير “برشلونة” الإسباني، وذلك بعد خروج مانشستر سيتي من الدور ربع النهائي للعام الثاني على التوالي أمام فريق إنجليزي وهذه المرة على يد “توتنهام هوتسبير”.
منذ تولي بيب غوارديولا تدريب السيتي قبل ثلاثة مواسم، عرف الفريق الإنجليزي تطوراً كبيراً وهائلاً توجّه بالتتويج بلقب البريمييرليغ الموسم الماضي وأتبعه بالمنافسة على أربعة ألقاب هذا الموسم قبل أن يتلقى صفعة مؤلمة من رجال المدرب “ماوريسيو بوتشيتينو” بددت كل أحلام اللقب الأوروبي، وأضافت فشلاً آخرا إلى سجله مع الناديين اللذين دربهما بعد برشلونة وهما “بايرن ميونيخ” و”مانشستر سيتي”.
قد يعتبر البعض أن الإخفاق أمام توتنهام هذا الموسم يعّد فشلاً لغوارديولا أو لإدارة السيتي التي أفسحت المجال أمام الإسباني لصرف أكثر من 600 مليون يورو لاستقدام لاعبين خلال المواسم الثلاثة، إلا أن النتيجة كانت إقصاء الفريق من البطولة الأوروبية، مرتين من ربع النهائي أمام “ليفربول” العام الماضي وتوتنهام هذا العام، ومرة من دور الستة عشر أمام موناكو.
لكن في الحقيقة، فإن غوارديولا قدم كل شيء، فالفريق الإنجليزي قادر على الاحتفاظ بلقب الدوري إذا ما تمكن من الفوز بمبارياته المتبقية، كما أنه مرشح لضم كأس الاتحاد الإنجليزي إلى كأس رابطة الأندية المحترفة الذي أحرزه هذا الموسم، في الوقت الذي يقدم فيه الفريق كرة ممتعة للغاية بوجود لاعبين هم الأبرز على الخارطة العالمية ولا يحجمون عن تقديم مستويات أوصلت السيتي إلى هذه المرحلة.
ربما تكون كرة القدم قاسية في بعض الأحيان بحيث تتفوق القوة على المتعة، والحظ على العمل وخطأ وليد اللحظة على جهد بذل طوال الموسم وهنا لا نقلل من جدارة توتنهام هوتسبير في العبور إلى الدور نصف النهائي، لكن لكم أن تتخيلوا لو أن سيرجيو أغويرو كان متأخراً سنتيمترا واحدا قبل أن تصله الكرة في الوقت القاتل ويمررها لسترلينغ من أجل تسجيل الهدف الخامس الذي ألغاه الحكم بعد العودة إلى تقنية الفيديو.
مما لاشك فيه أن كل هذا الكلام لم يعد له قيمة بعد وداع السيتي لربع نهائي دوري أبطال أوروبا في الوقت الذي كان فيه أحد المرشحين للفوز باللقب، لكن من الواضح أن لعنة الإخفاق الأوروبي ما تزال صامدة بوجه كل ما يقدمه أفضل مدرب في العالم على المستوى الأوروبي، لذلك ربما حان الوقت لغوارديولا أن يفكر بطريقة أخرى من أجل العودة إلى منصات التتويج، لكن المطلوب منه أن يبقى متمسكاً بوجوده في الدوري الإنجليزي لا أن يكرر سيناريو موسمه الثالث مع بايرن ميونيخ.
ق/ر