المافيا الإلكترونية

المافيا الإلكترونية

تنتشر ظاهرة المافيا الإلكترونية، وتتزايد الأضرار المترتبة عليها جراء السطو على المعلومات والخصوصيات، وما تحدثه هذه الظاهرة من خسائر مادية ونفسية، وتقنية ومعلوماتية..وفيما يبتكر العالم كل مرة أسلوباً وآليات للتصدي لها.. فإن الظاهرة تنشط وتتفنن في أساليبها ووسائلها وأدواتها.. فلا يخفى أنَّ أشكال الجرائم الإلكترونية كثيرة ومتنوعة، منها على سبيل المثال تلك الجرائم التي يكون فيها النظام المعلوماتي موضوع الجريمة، وذلك كما في حالة إيقاف الشبكة المعلوماتية عن العمل أو تعطيلها أو تدميرها أو إعاقة الوصول إلى الخدمة، أو اختراق أو تدمير المواقع الإلكترونية أو اختراق البريد الإلكتروني. كما أنَّ هناك جرائم يكون فيها النظام المعلوماتي أداة لارتكاب الجريمة ووسيلة لتنفيذها، كما في حالة استغلال الحاسب الآلي أو الشبكة المعلوماتية للاستيلاء على الأموال أو التشهير بالآخرين وتشويه سمعتهم أو الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية. والاعتداء على الحياة الخاصة والتجسس على مخاطبات ومراسلات المتعاملين بالشبكة المعلوماتية محرم شرعاً، لقوله سبحانه: ” وَلَا تَجَسَّسُوا ” الحجرات: 12. ولأن في ذلك تتبعاً للعورات وكشفاً للمستور. كذلك الاعتداء على الأشخاص بالسّب والقدح والتشهير مما حرّمته الشريعة الإسلامية ونهت عنه، قال تعالى: ” وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ” الأحزاب: 58. ومما يلاحظ في الآونة الأخيرة، وللأسف، أنَّ هناك مَنْ يحرِّص غيره على بعض الجرائم الإلكترونية كالدخول إلى أجهزة الآخرين بغير حق أو يقوم بشرح كيفية نشر المواقع المعادية أو الداعية إلى الرذيلة؛ كما أن من أهم مميزات تقنية المعلومات سهولة تبادل المعلومات وتداولها، وهذه الميزة كغيرها من مميزات التقنية تستغل من بعض الناس لنشر أفكارهم الهدامة وممارسة هواياتهم الضارة بالآخرين، فعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن دعا إلى هدًى، كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعَه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومَن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئًا” ويقول النبي صلي الله علية وسلم: “إنما بُعثتُ لأتمِّم مكارم الأخلاق” صحَّحه الألباني.

الدكتور زيد بن محمد