صدر للمؤلف كمال زوين في تجربته الأولى في عالم تأليف الكتاب مؤلف بعنوان “لالة أم هاني”، وعن هذا المؤلف وأمور ذات صلة، تحدث عن هذه التجربة في هذا الحوار…
كلمنا عن مؤلفك الجديد “لالة أم هاني”؟
تأليف كتاب “لالة أم هاني” جاء بعد بحث طويل حول شخصية لطالما أثارت اهتمامي بسبب غموضها وشهرتها وقِدم تداولها، والسبب الرئيسي لهذا الاهتمام والفضول هو الأغنية التراثية “لالة أم هاني” التي تنشد وتردد في الأعراس والمناسبات ويؤديها الرجال في جلسات الرجال وتؤديها النساء في أفراح النساء، كما يكون أداؤها فرديا أحيانا، لكن غالبا ما تؤدى جماعيا.
وبمناسبة شهر التراث، تمّ الإعلان عن هذا المولود الثقافي الذي سيرفع اللبس ولو قليلا عن لغز “لالة أم هاني” بشخصيتها الأسطورية. هذه الأغنية التي ارتبطت بروحانية تسكن خلوة في بيت قديم لعائلة جيلالية، وهذه الروحانية حسب الرواية الشعبية لها قدرات خاصة تم تضخيمها، ومع البحث المتواصل وربط الأحداث التاريخية بعضها ببعض، ومع تقاطع بعض الروايات التاريخية المعقولة زيادة على توفر بعض المراجع، تبين أن أم هاني شخصية تاريخية حقيقية ومهمة جديرة بالدراسة والبحث، فهي أم هاني بنت رجب باي قسنطينة وأمها مورسكية والمولودة بين 1645-1656، تزوجت من شقيق شيخ العرب الداودي أحمد بن الصخري بعد صراع دار بين مراد باي وهذا الأخير.
وبعد وفاة شيخ العرب أحمد بن الصخري ونشوب صراع بين أم هاني وأبناء ضرتها رجراجة بنت شيخ الزاوية الرحمانية بمجانة، سيطرت على حكم قبائل الصحراء التابعة لبايلك الشرق لمدة تناهز النصف قرن من الزمن.
وخاضت أم هاني خلال فترة حكمها حروبا ضارية ضد الباي بن قمية، سلاطين بني جلاب بتقرت، وكان خصمها الأشرس هو فرحات بن أحمد الصخري ابن ضرتها رجراجة. قادت القبائل العربية بحنكة ودراية سياسية وعسكرية، قل النساء مثيلتها في ذلك العصر، وأنا أشبّهها بشجرة الذر التي كانت تقود مصر خلال فترة المماليك.
هذا العمل يؤرخ لسيدة عظيمة في تاريخ الجزائر، عاشت في فترة زمنية مهمة وكتب اسمها بأحرف من ذهب في كتب الرحالة والمؤرخين، ارتبط اسمها بمنطقة الزيبان خاصة منطقة أولاد جلال وسيدي خالد، توفيت ودفنت في بازر سكرة قرب مدينة العلمة، خلدتها قصيدة تراثية تنشد لقرون رغم ما فيها من غلو ومبالغة، لكن هذه القصيدة كانت سببا في ترديد اسم اتضح أنه لقائدة عظيمة.
ماذا تقول عن أبرز محطاتك في مجال الكتابة الأدبية؟
والله في الحقيقة أنا طبيب، ولي ميول كبير لمجال الثقافة والفنون والتراث المحلي ومجال السمعي البصري. لدي عدة مقالات ومساهمات لكن على وسائل التواصل الاجتماعي فقط. أما كتابة ونشر فهذا أول كتاب لي.
ما علاقة ممارستك للطب باهتمامك البالغ بعالم الكتابة الأدبية؟
في الحقيقة مهما كان تخصص الشخص وجنسيته، هناك لغة يتحدثها، وهذه اللغة هي ناقل لكل ما دار وما يدور وما سيحدث مستقبلا في مجتمعه، وهو يؤثر ويتأثر بهذا المجتمع، بتاريخه وعاداته وتقاليده ومآثره.
الطب والأدب عالمان مختلفان، ما الذي لفت انتباهك إلى عالم الكتابة الأدبية؟
ما يدفعني للكتابة هو إحساسي بقدرتي على تقديم شيء ربما لم يتطرق له أهل الاختصاص في التاريخ، خصوصا إذا كان الموضوع يمس شخصية لها علاقة بمنطقة تربيت وكبرت فيها.
هل تفكر الاستمرار في عالم الكتابة الأدبية؟
أتمنى أن أواصل في الكتابة، خصوصا إذا وجدت مواضيع في التراث والتاريخ الجزائري، فهذا ما يستهويني للكتابة.
ما هي المواضيع التي تفضّل الكتابة عنها؟
أفضّل الكتابة أكثر في مجال التاريخ وعلم الاجتماع.
حاورته: حاء/ ع
