الجزائر- بدأت المؤسسات المالية في الجزائر في التفاعل مع الحراك الشعبي، فيما أكد مسؤولون أن “حجم السيولة المتداولة حاليا مريح ولا يدعو للقلق، رغم أن الطلب يرتفع يوما بعد يوم، بحسب التقارير التي تصل البنوك”.
اتخذت المصارف احتياطاتها لمواجهة أي احتمالات لحدوث أزمة سيولة، بسبب ارتفاع الطلب على الأموال من طرف المودعين خلال الفترة الأخيرة.
ويأتي ذلك وسط أنباء عن استعدادات مسؤولين ورجال أعمال لتهريب أموالهم إلى الخارج وبدأت البنوك في الجزائر، خاصة الأجنبية منها، في وضع خطة لتسيير المرحلة الحالية، وسط ترقب لتطورات حراك الشعب الجزائري، حيث اتخذت جملة من التدابير التي أرسلتها لفروعها، مع التشديد على عدم نشرها تفادياً لقلق المودعين.
ويكشف مصدر مسؤول في بنك “بي أن بي باريبا” الفرنسي لموقع “العربي الجديد” أن “الإدارة المركزية أرسلت رسائل بريدية إلى فروعها تبلغهم بتعطيل دراسة ملفات القروض، وتسقيف فواتير المستوردين، كما طالبت الفروع بعدم بيع العملة الصعبة للمواطنين بطرق مفرطة، بحسب ما جاء في الرسائل”.
وأضاف المصدر نفسه، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن “هذه الخطوات جاءت كإجراءات احتياطية لحماية حجم السيولة تفاديا لسيناريو 2011، بعدما سحب الزبائن أموالهم بعد مظاهرات (الزيت والسكر) ”
وبدأت البنوك في الجزائر، خاصة الأجنبية منها، في وضع خطة لتسيير المرحلة الحالية، وسط ترقب لتطورات حراك الشعب الجزائري. ولم يكن تدخل البنك المركزي الأخير هو الوحيد من أجل الحفاظ على الاستقرار النقدي في البلاد بل سبقه قرارات أخرى وقت الأزمات السياسية والاقتصادية..
وسبق للجزائر أن عاشت أزمة نقص سيولة من العملة المحلية بعد ارتفاع الطلب على الدينار في البنوك، حيث سحب الجزائريون أموالهم خوفا من وصول حراك “الربيع العربي” إليهم وفضلوا تحويلها إلى العملات الصعبة، وقابل ذلك ضعف احتياطات البنك المركزي، ما أدى بالبنوك إلى تقييد ما يتم إخراجه من أرصدة العملاء وإلزام الموظفين باستخراج الرواتب على دفعتين آنذاك.
وفي السياق نفسه، قال مسؤول في بنك الجزائر للتنمية، محمد بدر الدين، إن “قانون النقد الجزائري وإن كان يحدد سقف الاحتياطي الإلزامي للبنوك، إلا أنه ترك الحرية للبنوك في طريقة تسيير تدفق السيولة، وبالتالي يحق للبنوك اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية سيولتها، سواء بتسقيف ما يتم إخراجه، أوعن طرق أخرى”.
وأضاف المتحدث، لـ”العربي الجديد”، أن “حجم السيولة المتداولة حاليا مريح ولا يدعو للقلق، رغم أن الطلب يرتفع يوما بعد يوم، حسب التقارير التي تصلنا”.
أيمن رمضان