على الرغم من أن عيد الحب لا يحظى بإجماع الجزائريين، إلا أن نسبة كبيرة من المراهقين والشباب تحرص على الاحتفال بهذا العيد سواء بشراء الهدايا أو الخروج للتنزه، كما يحرص المحتفلون على ارتداء ملابس ذات لون أحمر، للتعبير عن مشاعر الحب في تقليد صارخ وواضح للغرب.
يثير تاريخ 14 فيفري من كل عام جدلا بمجرد اقترابه.. ففي الوقت الذي يجتهد فيه الأئمة والمتشددون في البحث عن فتاوى تحرم المشاركة فيه أو اقتناء هدية أو حتى تبادل التهاني، يبذل في الجهة الموازية العشاق مجهودات مضاعفة للعثور على هدايا تتلاءم مع المناسبة، في ظل الزيادات التي مست مختلف المواد إضافة إلى الأزمة المالية التي تسبب فيها فيروس كورونا ليصبح لعيد الحب في زمن الكورونا مفهوما آخرا وهدايا أخرى تتماشى معه.
الهدايا محلية والأسعار غالية
أضحى العثور على هدية مناسبة أمرا متعبا جدا، خاصة بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود الذين أثرت عليهم الأزمة الصحية والمتمدرسين الذين يجمعون المال لأشهر قصد شراء هدايا عيد الحب، وهو ما وقفنا عليه خلال جولة في بعض محلات العاصمة، ما لاحظناه هو تشابه المعروضات، غير أن الأسعار متفاوتة من محل لآخر ومن منطقة لأخرى.
بين متمسك بالاحتفال ومستهجن وغالبية لا مبالية
تنقسم الآراء وتكثر الأحاديث منذ بداية شهر فيفري حول هذه المناسبة التي تثير الكثير من الجدل، ففي الوقت الذي يتمسك الكثيرون بالاحتفال بها، هناك من يستنكرها و يستهجن كل من يحييها، فيما لا يبالي آخرون بها، فخلال حديثنا مع بعض المواطنين حول موضوع الاحتفال بعيد الحب في شهر فيفري من كل سنة، تبين بأن هناك آراء متباينة من شخص لآخر، فهناك من يحتفل بهذه المناسبة كل سنة، وهناك من يرى بأن الحب لا يجب تحديده بيوم واحد فقط، وهناك من يستنكر الاحتفال بهذه المناسبة لأن الشعب الجزائري شعب مسلم والاحتفال بعيد الحب من أعياد الكفار التي لا يجب الاقتداء بها.
وقد كان معظم من سألناهم من الشباب والشابات خاصة، تحدثوا عن احتفالهم بعيد الحب واعتبروه مناسبة جميلة للتعبير عن مشاعر الحب للطرف الآخر، كما تكلموا عن كون هذه المناسبة فرصة لتقديم الهدايا للطرف الآخر، وطريقة من أجل التصريح بأسمى المشاعر للصديق أو الصديقة أو الزوج أو الزوجة، مع تقديم هدية رمزية تعبيرا عن هذه المشاعر_
في حين، وصف البعض الآخر ممن تحدثنا إليهم المناسبة بالعادية وليس هناك داعٍ للاحتفال بها، مشيرين إلى أن الإنسان يحب شريكه أو شريكته طول السنة ولا يجب تحديد الحب في يوم أو نصف يوم فقط، مؤكدين في ذات الوقت، على أن مثل هذه المناسبة يمكن اعتبارها سخيفة كونها لا تمت بصلة لتقاليدنا وعاداتنا في الجزائر.
تجار المواقع واستغلال الفرص
رغم كون البيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي موجودا قبل أزمة فيروس كورونا، إلا أن الأزمة الصحية زادت من ازدهار هذا النوع من البيع، وهو ما تجسد عبر مختلف المناسبات، فقد دخل الفايسبوكيون غمار المشاركة في التحضير لاحتفالات عيد الحب، حيث عمد أصحاب بعض الصفحات التجارية إلى عرض منتجاتهم كوسادات “الإيموجي” التي تحمل وجوها مختلفة منها المبتسم والعابس والقلوب بسعر 400 دج للواحدة، وهناك التي تحمل كتابات كالأمير والأميرة وعليها صورة تاج أو عبارات حب بـ 600 دج للوسادة الواحدة، ضف إلى ذلك بعض المفارش لشخصين تزين بالقلوب ويكتب عليها العبارات التي ترغب بها صاحبة الهدية بسعر 2800 دج. وقدمت إحدى الصفحات هدايا مميزة تتمثل في طقم ملابس منزلية مكون من بدلتين رياضيتين، واحدة للمرأة وأخرى للرجل بألوان وأشكال متشابهة مع بعض التغييرات الطفيفة بسعر 4900 دج.
فيما أعلن البعض عن هدايا شخصية “باغسوناليزي” تحمل صورا كساعات بداخلها الصور مصحوبة بعبارات رقيقة أو كأس بسعر 600 دج.
عبارات مناهضة عبر الفضاء الأزرق
حملت بعض الصفحات الفايسبوكية بالمقابل على عاتقها مهمة مناهضة “عيد الحب”، حيث نشرت بعض العبارات الموحية بذلك ومن بينها (لا لعيد الحب يا مسلمين) وفيها نداء للمسلمين للابتعاد عن ذلك العيد المبتدع الذي يقرب إلى الكفار الذين يشجعون الحرية والانفتاح على العلاقات المحرمة التي لا تتوافق مع ديننا الإسلامي الحنيف،
وهناك عبارة أخرى حملت (من سبوا ديني ورسولي لن أشاركهم عيدهم)، وهناك صورة متبوعة بتعليق حصدت إعجاب الملايين من المتتبعين وهي الصورة التي جاء فيها ما يلي: (في عيد الحب الذي أصبح البعض يحتفل به، نرفع أيدينا إلى ربنا ونقول: اللهم لا تؤاخدنا بما فعل السفهاء منا يا رب العالمين).
لمياء. ب