اللوحات تعكس التوجه الصوفي للفنان الجزائري.. رشيد قريشي يعرض إبداعاته بلندن

اللوحات تعكس التوجه الصوفي للفنان الجزائري.. رشيد قريشي يعرض إبداعاته بلندن

اختارت الجزائر، الفنان العالمي، رشيد قريشي، ليمثلها في معرض “حدود، إعادة التفكير بالحدود” المقام بمدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية” بالعاصمة الانجليزية، لندن والتي تستمر فعالياتها إلى غاية 21 سبتمبر المقبل.

وتعكس اللوحات المعروضة التوجه الصوفي للفنان الجزائري تمنح للواقفين عندها إحساسا فوريا بروحانية الإسلام،  فهو من مواليد عام 1947، شب في منطقة جبال الأوراس، درس الفنون الجميلة في الجزائر العاصمة وفي باريس، ويهتم بالبحث في روح الخط العربي وعلاماته وتصاميم المخطوطات الشعبية المغاربية، وبالثقافة الصوفية. وتتسم أعماله بالتحرر والحيوية، وتجمع بين التقاليد القديمة والحداثة. قريشي لديه فلسفة خاصة به لا يحيد عنها، وهو يؤمن بضرورة التجاور بين الحضارات الإنسانية، كما إنه مولع بالتجريب، جرب الرسم على الخيم البدوية بألوان حديثة، حتى يربط بين خشونة البداوة وملامح المدنية العصرية، وهو، أيضا، فنان جوال، أقام معارضه بالعديد من دول العالم شرقا وغربا، يتضايق كثيرا حينما يصفه أحد بالخطاط، فالخط موضوع في لوحاته، تتجاور معها مواضيع أخرى متعددة. ويرى قريشي أنّ الموت شيء طبيعي، ولكن الفنان لا يموت، ويتم تخليده، ويُذكر دائما خاصة إذا ترك بصمة كبيرة في أعماله. كما إن التعامل مع الدين باعتباره مجرد فريضة، شيء خاطئ، نريده أن يكون حضارة كاملة، كل طرف فيه يحترم الطرف الآخر، فالفنان يريد أن يشكل بحرية، قال في أحد اللقاءات الإعلامية: “الفنان بدون حرية كيف يبدع؟ كيف يكون فنانا من الأساس؟ كلنا أولاد دين واحد، إنساني، متسامح، ولهذا لا بد أن نتعلم التسامح في علاقاتنا ببعضنا البعض، ولا بد، أيضا، أن نتعلم فكرة التجاور، كل الأفكار الجيدة تصلح للبقاء معا”. صاحب “طريق الورود” يرفض أن يوصف بالخطاط، فلوحاته تحمل الكثير من الخط العربي، وبالأخص من اليسار إلى اليمين، وفي هذا الصدد يقول بأن المتصوفين كانوا يغلقون النصوص، ولكنهم يتركون مفاتيح، “الحلاج قال “أنا الحق”، ما الذي كان يقصده؟ هذا ما سيجيب عليه كل شخص حسب الرؤية الإلهية التي وهبها الله له، أنا أفعل ذلك لجوءا إلى الترميز. ليوناردو دافنشي عمل “شغل مقلوب”، هناك فنانون لديهم نوع من الفلسفة ولا يرغبون في ترك أعمالهم مفتوحة أمام كل الناس.. ويضيف: “أنا لست خطاطا، الخط له هندسته الخاصة، طول وعرض، كما له أنواعه، وهذا لا يصب في اهتماماتي.. لقد اشتركت مع محمود درويش في عمل، وطلبت من خطاطين هم حسن مسعود وكمال إبراهيم وعبد الله عكار، المشاركة معنا، أنا فنان تشكيلي..”. للتذكير، المعرض الذي يقام بالتعاون مع “مؤسسة بارجيل للفنون”، يضيء على ثيمات أساسية تتراوح بين الحدود المادية التي تعكسها مجموعة منحوتات يستخدم في بعضها مادة الزفت، وبين الحدود المفاهيمية التي تتصل بالتأملات حول القيود، وفرص الوصول إلى الماضي من خلال الأرشيف، والحنين.

ف.ق