اللهث وراء المال والعبث بأرواح الناس… كورونا يكشف الوجه القبيح للساحرة المستديرة

اللهث وراء المال والعبث بأرواح الناس… كورونا يكشف الوجه القبيح للساحرة المستديرة

طالت آثار تفشي فيروس كورونا المستجد في مختلف أنحاء العالم، مسابقات كرة القدم في عدد هائل من البلدان الأوروبية، على رأسها الدوريات الخمس الكبرى. وتوقفت كافة مباريات الدوريات الكبرى حتى إشعار آخر، كما خرج الاتحاد الأوروبي “يويفا” بقرار جديد، الثلاثاء، أعلن فيه تأجيل مسابقاته القارية أيضًا.

ولم يستقر اليويفا على موعد محدد لاستئناف مسابقتي دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي، إلا أنه أكد تأجيل بطولة اليورو لمدة عام.

وظهرت عدة تقارير صحفية تفيد باستجابة مسؤولي اليويفا لمناشدات روابط الدوريات الأوروبية بضرورة تأجيل بطولة اليورو الصيف المقبل.

وطلب مسؤولو الدوريات الأوروبية وممثلو الأندية من اليويفا، إفساح المجال لهم لاستئناف المسابقات المحلية هذا الموسم، بتأجيل اليورو، حتى يتسنى لهم استكمال بطولاتهم.

وكان من المستحيل استئناف الدوريات وبطولات الكأس المحلية حال إقامة اليورو في موعده، في ظل ضيق الوقت وكذلك لوجود بعض المؤجلات.

وتحرص روابط الدوريات الأوروبية وكافة الأندية على استئناف الموسم، لتفادي استنزاف خزائنها بخسائر مالية فادحة.

وحال تم إلغاء الموسم في بعض البلدان، خاصة الدوريات الكبرى، فإن هناك خسائر بالملايين ستتكبدها الأندية جراء هذا القرار، رغم أنه سيأتي بلا شك لحماية الأرواح من خطر كورونا.

ويرغب عدد من المسؤولين في استئناف مباريات الموسم حتى وإن كانت بلا جماهير، تجنبًا لخسارة عوائد البث التليفزيوني، وهي الخسارة الأكبر مقارنة بإيرادات تذاكر المباريات.

وخرجت بعض التقارير الصحفية لتؤكد أن هناك خسائر لا تقل عن 750 مليون يورو لليغا والبوندسليغا على حد سواء، بينما ستتأثر أندية البريميرليغ بخسائر تقدر بحوالي 750 مليون جنيه إسترليني حال إلغاء الموسم.

ولن يختلف الحال كثيرًا بالنسبة للدوريين الإيطالي والفرنسي، المتوقع لهما أيضًا تسجيل خسائر فادحة حال عدم استئناف المسابقات المحلية.

 

انتقادات بالغة

ورغم حرص بعض المسؤولين على استكمال الموسم بأي شكل، مهما كلف ذلك من خسائر بشرية، لأن اختلاط اللاعبين في المباريات يزيد من نسب انتقال العدوى بينهم، إلا أن هناك بعض الأصوات تعالت لانتقاد هذا الاتجاه.

على سبيل المثال، تعرضت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لانتقادات بالغة بسبب تأخرها في تأجيل مباريات المسابقة، رغم معاناة بريطانيا من خطر الفيروس.

واتهم المدافع الإيطالي أنجيلو أوغبونا، لاعب وست هام، رابطة البريميرليغ مؤخرًا بلا مبالاتها بأرواح الناس بقوله “أشعر بأنهم كانوا بحاجة لفقدان أحدنا من أجل اتخاذ قرار التأجيل”.

بل زاد أوجبونا على ذلك، باتهامه إنجلترا بشكل عام بالإهمال، وعدم الاكتراث بحياة وأرواح البشر، بقوله “لم يطلب مني أحد حتى الآن الخضوع لأي اختبار طبي”.

وبالنظر إلى موقف مسؤولي الكرة الإنجليزية وقرارهم المتأخر، فإن هذا نابع لخوفهم من خسارة مبالغ هائلة من تجميد النشاط الكروي.

وتعد أندية البريميرليغ الأكثر جنيًا للأموال من إيرادات البث التليفزيوني، لذا حاولت الرابطة التأخر قدر الإمكان، لتفادي خسارة الأموال، لا سيما في ظل إمكانية إلغاء الموسم حال مواصلة الفيروس توغله داخل البلد.

ولا يقتصر ذلك على البريميرليغ فحسب، بل أن باقي الدوريات الكبرى تسير على ذات النهج، وهو ما ظهر مؤخرًا في ألمانيا.

وخرج بعض مسؤولي الأندية الكبرى في البوندسليغا، على رأسهم هانز يواكيم فاتسكه الرئيس التنفيذي لنادي بوروسيا دورتموند، للحديث عن الأزمة، التي وصفها بالأعظم في تاريخ كرة القدم.

وعند سؤاله عما إذا كان ناديه مستعدًا لمساعدة الأندية الصغرى في ألمانيا، حال إلغاء الموسم، أكد فاتسكه أنه ليس متأكدًا من ذلك، مشيرًا إلى كون تلك الأندية تبقى منافسة لدورتموند على أي حال.

وتدل تصريحات فاتسكه على أهمية الأموال بالنسبة لبعض مسؤولي كرة القدم، والتي تغلب أحيانًا على الجانب الإنساني، ليفضل كل فريق النجاة بنفسه وبأمواله على حساب الآخرين.