تبدأ مرحلة اللعب التخيلي عند الطفل بعد أن يتمّ العامين من عمره، ويعرف اللعب التخيلي بأنه مجموعة من الألعاب غير الحقيقية أو التخيلية اليومية التي يقوم بها الطفل مع عالم يخلقه هو بنفسه ولا يراه سواه، ولكنه يستمتع به بشكل كبير ويكون هذا الاستمتاع طبيعياً، وحين ترين أن طفلك قد بدأ يحدثك عن أبطال خارقين ومعارك وهمية فهو يتخيل ولا يجب عليك السخرية منه، فهذه هي لعبة تخيلية سوف يستفيد منها كثيراً، ومعنى ذلك أن طفلك ينمو ويتطور لأن اللعب التخيلي أحد أهم علامات النمو والتطور التنموي الطبيعي الذي يجب أن يمر به الطفل.
ويقول الخبراء إن الطفل الطبيعي هو الطفل الذي يمارس اللعب التخيلي في سن ما بعد الثانية، أي بعد انقضاء سنتي المهد يبدأ باللعب التخيلي، والذي يساعده في الخطوة الأولى في أن يعبر عن مشاعره وتعلم طريقة تجاوز مخاوفه من مواقف معينة في حياته يتعرض لها ويكون هو في موقف الضعيف من وجهة نظره، فمثلاً حين يلعب الطفل يقوم بدور الطبيب ويتخيل أنه يقوم بفحص الدمية التي بين يديه، فهو يتحدث إليها ويشجعها لكي لا تخاف منه، وحين يهم بوخزها بإبرة في ذراعها فهو يشجعها وكأنه يشجع نفسه لأنه في الحقيقة يخاف من الإبر التي يغرسها الطبيب في ذراعه أو في مكان آخر من جسمه، كما يمكن أن يساعد اللعب التخيلي طفلك في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي مع الآخرين على اختلاف أشكالها، فمن خلال اللعب التخيلي يبدأ الطفل في تعلم الرد والحوار ومراقبة ردة فعل الشخص الذي يقف أمامه، وهذا ما يعرف بالذكاء الاجتماعي الذي لا يمكن أن يحققه الطفل ما لم يلعب بهذه الطريقة، وسوف يحصل على نتائج أفضل في حال كان يلعب مع مجموعة من الأطفال، وليس بمفرده وحيث يساعده اللعب معهم وبالطريقة نفسها على فهم وتقدير مشاعرهم وتقبل الآخرين والمشاركة والتعاون معهم للوصول إلى النجاح مع تقديره لمشاعرهم وفهم إمكانياتهم المتفاوتة حتى يصل لمرحلة تقبل الطرف الآخر.
كما أن اللعب التخيلي لدى طفلك وحين يمارسه بشكل واسع يساعده على تطوير مهارات التفكير لديه؛ حيث يكتسب الطفل من خلال اللعب التخيلي تعلم مجموعة من العمليات العاطفية والإدراكية مثل قدرته على التفاوض واكتساب الخبرات من الوسط المحيط به وتبادل الأدوار، فمرة مثلاً يقبل أن يكون الطبيب ومرة أخرى يكون المريض الضعيف، وقد أشارت دراسات من قبل علماء نفس مختصين إلى أن اللعب التخيلي ساعد على تطوير الفص الأمامي من المخ، وهو الجزء المسؤول عن التعلم وحل المشكلات التي تواجه الإنسان ضمن مهارات التفكير المختلفة التي يجب أن يتعلمها.