اعتدت قوات الاحتلال بعد صلاة الظهر هذا الأربعاء، بالضرب وقنابل الغاز على المصلين المرابطين أمام باب الأسباط (أحد أبواب البلدة القديمة المؤدية للمسجد الأقصى) بالقدس المحتلة ، بالمقابل قررت دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس المحتلة إغلاق كافة المساجد يوم الجمعة، داعية المصلين للتوجه لأداء الصلاة فى محيط المسجد الأقصى المبارك.
وضم هذا القرار جميع الأئمة والخطباء فى مدينة القدس، بدعوة من دائرة الأوقاف بأن لا يخطبوا فى المساجد وأن يتوجهوا لإلقاء الخطب من محيط المسجد الأقصى المبارك.ووجهت دائرة الأوقاف رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلى مفادها عدم المساس بالمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية قائلة :”هذه الأساليب الجديدة التى تتبعونها من إقامة بوابات إلكترونية ستضعف عملية السلام، لاسيما وأن الشرطة الإسرائيلية عمدت إلى وضع مجسات وكاميرات فوق أسطح المسجد”. وكان قد أصيب قرابة 70 شخصا – ما بين اختناقات وإصابات مباشرة – فى صفوف المعتصمين أمام باب الأسباط بالقدس المحتلة، خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلى منهم 3 إصابات وصفت بالخطيرة.وفي السياق ندد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، باستخدام السلطات الإسرائيلية للعنف ولإجراءات تعسفية أخرى بحق الفلسطينيين من أبناء مدينة القدس المحتلة، خاصة فى محيط المسجد الأقصى الشريف، الأمر الذى أسفر عن وقوع إصابات جسيمة بينهم، ومن بينها إصابة الشيخ عكرمة صبرى إمام المسجد الأقصى، مطالبا السلطات الإسرائيلية بالوقف الفورى لكافة هذه الممارسات والإجراءات والاحترام الكامل لحرمة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.وحذر الأمين العام من خطورة الخطوات التصعيدية الإسرائيلية التى بدأت منذ يوم الجمعة 15 الجارى والتى شملت أيضا وضع عراقيل مختلفة أمام ممارسة المسلمين لشعائرهم الدينية على غرار إغلاق الحرم المقدسى أمام الصلاة، وعدم السماح بإقامة صلاة الجمعة فيه، وتحديد عدد معين للمصلين، ووضع بوابات إلكترونية على مداخله، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكا صريحا للقانون الدولى لحقوق الإنسان والذى يعد الحق فى حرية ممارسة الشعائر الدينية أحد حقوقه الرئيسية، كما أنها لن تؤدى سوى إلى المزيد من التوتر وتأجيج الأوضاع فى مدينة القدس، من جهته دعا وزير الخارجية الأردنى، أيمن الصفدى، الأربعاء، اسرائيل إلى اعادة فتح المسجد الأقصى امام المصلين “فورا ومن دون أى اعاقات”، محذر من ازمة يصعب تطويقها.وأكد الصفدى خلال اجتماعين منفصلين عقدهما مع سفراء المجموعة الأوروبية والدول الآسيوية فى المملكة “للبحث فى الأوضاع المتوترة فى القدس”، ان “إنهاء التوتر الذى يهدد بأزمة سيكون من الصعب تطويقها هو فى يد إسرائيل، التى عليها أن تقوم فورياً بفتح المسجد الأقصى كلياً ومن دون أى إعاقات”.وأوضح الوزير فى بيان ان “احترام اسرائيل الوضع التاريخى والقانونى القائم فى المسجد الأقصى، وإلغاء كل إجراءاتها التى تحاول فرض حقائق جديدة على الأرض فى خرق لالتزاماتها القانونية والدولية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، يشكل مفتاح استعادة الهدوء فى الأماكن المقدسة”. يذكر انه فرضت سلطات الاحتلال إغلاقا شاملاً على المسجد الأقصى عقب عملية اشتباك مسلح استشهد خلالها ثلاثة شبان فلسطينيين من مدينة أم الفحم وقتل شرطيان إسرائيليان. وكانت قد أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بشدة، تصعيد سلطات الاحتلال الإسرائيلى، إجراءاتها العدوانية ضد المسجد الأقصى المبارك، بإغلاقه أمام المصلين المسلمين، حيث تقوم بعمليات تفتيش دقيقة لجميع مرافق المسجد، والاستيلاء على مفاتيح البوابات وتحطيم كثير من محتويات المسجد، واقتحام جميع المبانى والمرافق التابعة له.وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولى، والدول كافة، والعالمين العربى، والإسلامى، بسرعة تحمل مسئولياتهم لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك وقبل فوات الأوان. وحملت الوزارة، الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن أفعالها العدوانية وتدابيرها غير القانونية وانتهاكاتها الجسيمة للوضع القائم للمسجد الأقصى المبارك منذ 1967،من جانب اخر أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، مصادقة ما تسمى بـ (اللجنة اللوائية) الإسرائيلية فى القدس المحتلة س، على مخطط لبناء 900 وحدة استيطانية جديدة فى مستوطنات “جيلو” و”رموت” و”النبى يعقوب” و”بسجات زئيف” المقامة على الأرض الفلسطينية فى القدس المحتلة.كما أدانت الوزارة فى بيان صدر عنها الأربعاء، أقوال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى باريس، والتى سربت صحيفة هآرتس الإسرائيلية جزءا منها، والتى أكد فيها نتنياهو على مواقفه المعادية للسلام، وتمسكه بالاستيطان ودعمه له.وطالبت مجلس الأمن الدولى بالخروج عن صمته وتحمل مسؤولياته فى تطبيق قراراته الخاصة بالاستيطان، وفى مقدمتها القرار رقم 2334، مطالبة الدول التى تدعى التمسك بالسلام على أساس حل الدولتين للتحرك العملى والعاجل لوقف التدمير الإسرائيلى الممنهج لحل الدولتين.