يعتبر “الكريبوني” من أشهر المثلجات الجزائرية التقليدية، التي حافظت على مكانتها رغم بساطة مكوناتها المتمثلة في السكر، البيض، قشور وعصير الليمون.
حافظ “الكريبوني” على مكانته في ذاكرة الذوق الشعبي الجزائري منذ ظهوره قبل 125 سنة، فمذاقه المنعش جعله خيار الجزائريين خاصة خلال فصل الصيف.
ركيزة تجارة المثلجات

يحظى “الكريبوني” بشعبية كبيرة بين أوساط الجزائريين، وهو يُعد عنصرا أساسيا في الأنواع والنكهات التي يقدمها أي بائع للمثلجات في الجزائر، سواء كان محله في حي شعبي أو في مطعم راقٍ أو في مصنع لإنتاج المثلجات.
المرتبة الأولى عربيا وإفريقيا

صنفت مثلجات “الكريبوني” الجزائرية في المرتبة 25 عالميا والأولى عربيا وإفريقيا ضمن قائمة أفضل التحليات المجمدة والتي تضم 50 تحلية عبر العالم، حسب تصنيف موقع “تيست أطلس” (TasteAtlas) المتخصص في توثيق الأطباق التقليدية العالمية لشهر جويلية 2025.
محافظة على المكانة مع تنوع الأذواق
حافظ “الكريبوني” ومزيج الفانيلا أو الشكولاطة بالحليب، على مكانته، فهو يستهوي كل الفئات العمرية رجالا ونساء وأطفالا، الذين أكد العديد منهم أن المثلجات التقليدية لا تزال تثير شهيتهم، مثلما كانت تفعله معهم في الصغر، خاصة وأنها ما زالت تحافظ على مكانتها التي لم تزعزعها المنافسة الكبيرة ولا التأثير على أصالتها، بالتالي لا يزال لها محبون لا يمكنهم الاستغناء عنها أبدا.
وفي هذا السياق، قال “بلال” بائع مثلجات ببراقي: “نسجل إقبالا متواصلا على تناول مثلجات “الكريبوني” رغم توفير محلنا لمختلف أنواع المثلجات والعصائر، إلا أن “الكريبوني” بقي متربعا على عرش الطلبات”.
من جهتها، قالت “أم رنيم”: “تستقطب محلات بيع المثلجات الكثير من الزبائن من أجل تناول ما يرطب أجسامهم ويمنحها الانتعاش خاصة “الكريبوني” معروف لدى العائلات منذ زمان كونهم اعتادوا على هذا النوع من المثلجات، فهو يتوفر على نكهات متعددة.
خدمة المثلجات تدخل المقاهي وقاعات الشاي
قامت العديد من المقاهي وقاعات الشاي بتزويد محلاتها بخدمة بيع المثلجات بمجرد دخول فصل الصيف، وأوضح صاحب أحد المحلات أنهم حرصوا على توفير المثلجات خدمة للزبائن وتماشيا مع ما هو مطلوب خلال هذا الموسم.
مخاطر تناول المثلجات على الصحة
مع دخول فصل الصيف وازدياد درجات الحرارة، يزداد إقبال الناس على تناول الآيس كريم والمشروبات المثلجة، والأطفال هم أكثر زبائن هذه الأغذية، فللمشروبات الباردة والأطعمة المثلجة مفعول سريع يمنح الشخص إحساسا بالارتواء وإطفاء لهيب الحر، بالإضافة إلى الترطيب وتخفيض حرارة الجسم إلى حد ما، لكن كثرة تناول الآيس كريم والمشروبات المثلجة ولجوء البعض إلى شرب المياه مثلجة من مجمد الثلاجة، وقد يصل الأمر إلى أكل قطع الثلج، يؤدي في النهاية إلى مردود سيء على صحة الإنسان من دون أن يدري خاصة الأطفال، فمن الملاحظ أن كثيرا من الأطفال الذين يعانون التهابات صديدية حادة في اللوزتين، خاصة المتكررة، يكونون من محبي تناول الآيس كريم، أو شرب المياه الغازية شديدة البرودة أو المياه المثلجة، حيث أن هذه الأشياء لها تأثير شديد، فتضعف مقاومة الأغشية المخاطية في منطقة البلعوم واللوزتين، مما يقلل من مناعتها في مقاومة الميكروبات المتواجدة أصلا والمتعايشة في توازن مع مناعة هذه المناطق، وبذلك تتقلب كفة هذه الميكروبات، وتنشط مسببة التهاب البلعوم واللوزتين، أو على الأقل تحدث احتقانا بهذه المناطق باستمرار.
هذا، بالإضافة إلى التأثير السيئ لهذه المشروبات والأطعمة المثلجة على الحنجرة من أشهرها تغير نبرة الصوت خاصة في بعض المهن الحساسة التي تعتمد على الحنجرة مثل الفنانين والمقرئين الذين يعتمدون على أصواتهم في تأدية أعمالهم، ولذلك ينصح هؤلاء جميعا بالابتعاد التام عن مثل هذه الأطعمة والمشروبات المثلجة، وأن يكثروا من شرب السوائل الدافئة لما لها من تأثير حسن على الصوت.
ل. ب