هناك أسماء عديدة تمارس الكتابة في مختلف الأجناس الأدبية اقتحمت الميدان في السنوات الأخيرة. وبخصوص هذه الإبداعات تحدث بعض ممارسيها (الكتابة الأدبية) لـ “الموعد اليومي”.
الشاعر محمد الصالح بن يغلة
الجزائر تمتلك مواهب لا يُستهان بها

بالرغم من أننا لا نصنع الثقافة، بل الثقافة هي من تصنعنا ـ بدليل هذه العزلة الثقافية العالمية التي نعيشها، والتي لا تتعدى الأوراق والجدران والفايسبوك ـ إلا أننا ككتاب وشعراء وفنانين، ما زلنا متشبثين بحقنا في الكتابة والتغيير، ومتى عرفت كتاباتنا الترجمة، وتوغلت داخل المناهج التعليمية ومذكرات التخرج، نستطيع حينئذ أن نعترف أننا حققنا الحلم الذي من أجله دخلنا عالم الكتابة .
فالجزائر كغيرها من الدول تمتلك طاقات ومواهب في شتى الأجناس الأدبية، وقد خبرت ذلك عن قرب، باعتباري رئيس ورشتيْ الشعر باتحاد الكتاب والجاحظية فرع عنابة سابقا، أو كرئيس للنادي الأدبي بقصر الثقافة عنابة حاليا، حيث اندهشت خلال هذا الموسم الثقافي من كوكبة من المواهب الجادة الواعدة، التي تكتب في جميع الأجناس سواء الشعر أو النثر كالقصة والرواية والخاطرة ـ وفي هذا المجال أنوه بفوز عضو النادي الأدبي بالجائزة الأولى في مسابقة الخاطرة بولاية تلمسان، وهي الأخت الأديبة المتألقة من عنابة “أحلام بوروبة”، كما أنتظر من باقي الأعضاء تتويجات أدبية رفيعة تليق بمقامهم وموهبتهم الفذة .
إن الجوائز الأدبية الكثيرة التي افتكها بعض الأدباء الجزائريين، تدل على أن المشهد الثقافي الجزائري بخير، وهو يبشر بمستقبل زاهر في ظل انتشار الأجناس الأدبية المختلفة وخاصة الشعر والقصة والرواية والخاطرة، أضف إلى ذلك النص النثري، وومضة الهايكو التي بدأت تستقطب عددا لا بأس به من الشباب خاصة الذين يجدون صعوبة كبيرة في كتابة القصيدة العمودية بثوبها الجديد الفاتن، وهنا أذكر الروائي الساحر الحبيب السائح الجزائري الذي نال للمرة الثانية جائزة كتارا، وهي جائزة كبيرة تسيل اللعاب، كما افتك القاص المبدع يوسف بعلوج جائزتين عن أدب الطفل، الأولى بالعراق والثانية بقطر، أما الجوائز التي يحصدها الشعراء في كل عام، فهي لا تحصى ولا تعد .
أعود وأقول إن التواجد الكبير في هذه المسابقات من طرف أدباء جزائريين، وهذه التتويجات، وفي كل الأجناس تفتح الباب على مصراعيه لمستقبل زاهر، لنخبة مثقفة تمتلك الموهبة وروح الإبداع في غياب شبه كلي للمؤسسات الثقافية، التي كان بالإمكان أن تكون سندا قويا لهذه المواهب، وتعمل على ترقيتها وتألقها .
إن الساحة الأدبية اليوم تحتاج فقط إلى المؤطرين، كما أن هناك أسماء بلغت شأنا عظيما في الكتابة بمختلف أجناسها، وهي الأخرى تنتظر يد المساعدة التي تتمثل في الطبع ونشر الأعمال خاصة بالبرامج التعليمية حتى لا يبقى الفرد الجزائري يعيش فقط على الأطلال، في حين لا يعرف شيئا عن أدباء وشعراء زمانه.
كل ما نرجوه أخيرا أن تتفاعل الساحة أدبيا وتخرج من الروتين القاتل، وذلك بطبع الكتب لأصحابها مجانا، وتفعيل بعض المسابقات الشعرية في كل الولايات، وليس فقط بالجلفة وجيجل، كما تخصص حلقات تلفزيونية تسعى للتعريف بأدباء وشعراء العصر، وحل المشاكل التي تعيق النهضة الأدبية، وتسخير المؤسسات الثقافية من أجل خلق الإبداع الأدبي الرصين الهادف.
إن أملنا كبير في وزارة الثقافة خاصة مع وجود السيدة الوزيرة الجديدة، التي نرجو أن تحقق ولو الربع الذي ينتظره الأدباء والشعراء، من أجل بعثة أدبية شاملة يكون أولها الكتاب، وآخرها فضاءات لمختلف الأجناس الأدبية، تعيد للجزائر دورها ومجدها الثقافي، وللجزائري ذوقه وتميزه .
الكاتبة كلثوم خرخاشي
الكتابة بالجزائر في تدهور تام

إن كل الكتّاب الجدد ربما يكتبون مواضيع لا محل لها من الاعراب.. ليست هادفة أو لها معنى أو نصنفها من ضمن النصائح التي لها وقع إيجابي على العقول البشرية سواء للطفل أو للكبار.. ففي زمننا الكل يبحث عن الشهرة أكثر مما يقدمه من منفعة لنفسه أو للمجتمع …
عبد الرؤوف الزوغبي
الكتابة في الجزائر تسير نحو خط مجهول

الكتابة في الجزائر تسير نحو خط مجهول أو بالأحرى إلى الهاوية بامتياز، فتارة نرى مبادرات نفرح لها، وتارة أخرى نقرأ أعمالا وكأننا نقرأ لخربشات أطفال، فما الذي يحدث في الجزائر بالضبط؟؟
من جهتي، كمثقف وككاتب وحريص على نقاء الصورة الإبداعية في الجزائر، أرى أنه وُجب تصحيح مفهوم المثقف ومفهوم الكاتب والهاوي، والتفريق بين النص الجميل الذي يجب أن يطبع ويأخذ مكانته، والخربشات التي تعبر عن مكبوتات كاتبها والتي تعتبر خواطره الشخصية، فما ذنب القارئ أن نشوه مقروئيته ونجعله ينفر من الكتاب.
أقولها صراحة إن السبب المباشر لتذبذب المقروئية وعزوف المثقفين عن الكتابة، هو كثرة الدخلاء فيها وأشباه المبدعين الذين أفسدوا الساحة الثقافية بأقلام تعتبر قلم حبر في يد صبي يريد أن يبرهن لأمه أنه يكتب فتفرح به أمه بقولها يا سعدي على وليدي ولّى يكتب.
هذا ما نعيشه والسبب هو تقريبا يعود على عاتق دور النشر الحديثة التي تكاثرت في الآونة الأخيرة كالطفيليات، همّها الوحيد رفع رقم الأعمال لتتصدر المشهد وتصبح لها سمعة بشتى الطرق والسبل، لكن لا يمكننا التعميم، فقد ظهرت أقلام جادة وأثارت ضجة واسعة بنيلها وحصدها لعديد الجوائز المحلية والعربية، أخص بالذكر الأديب عبد الوهاب عيساوي مؤخرا مع جائزة البوكر وعدة مساهمات لإحياء المشهد الكتابي برعاية عملاق الهايكو بالجزائر الدكتور فيصل الأحمر عبر منصة مجموعة أبوليوس المتخصصة في الرواية والعمل السردي، والتي نالت رواجا كبيرا واهتماما واسعا لفت الأنظار عبر مسابقة خيال التي لقيت نجاحا كبيرا.
ومن جهة أخرى التغييرات الجذرية التي قامت بها وزيرة الثقافة واعتنائها شخصيا بجائزة علي معاشي والحرص على جودة العمل، كل هذا يعتبر مبشرا إيجابيا يوحي بمستقبل باهر للكتابة في الجزائر، دون أن ننسى النقائص الكثيرة التي وجب الاهتمام بها ومعالجتها قبل فوات الأوان كون الكتابة عبارة عن وحي، والوحي هو أمانة هذا من جهة، ومن جهتي الشخصية أرى أن ما يقوم به الدكتور محمد لمين بحري من نقد وتبيان للغلط المنشور وفضح لبعض دور النشر هو الطريق القويم للقضاء على الدناءة اللغوية، فقد كثرت في أوساط المثقفين.
الكاتبة بهيليل فضيلة
الكتابة حاليا تعرف انتشارا واسعا

الكتابة اليوم تعرف انتشارا واسعا وبمختلف الفئات العمرية، إذ نجد أن فئة الشباب قد أقبلت أكثر من أي وقت مضى على الكتابة وبخاصة في جنسيْ الرواية والقصة، قد يعود ذلك إلى عدة عوامل لعل أبرزها وجود مواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت للكاتب أن يعرض نصوصه مباشرة للقراء ودون وسيط هذا من جهة، ومن جهة أخرى دور النشر التي ساعدت وبشكل كبير في هذا الانتشار الواسع للكتابة، لا يعني هذا أن كل النصوص التي كتبت وطبعت تستحق أن تدرج ضمن هذا الجنس الأدبي أو ذاك، فمثلما هناك نصوص تستحق النشر ويستحق صاحبها التشجيع، هناك نصوص أخرى لا تستحق أن يكون صاحبها ضمن قائمة الكتاب، ويظل القارىء الفعلي هو الفيصل بين النص الذي يستحق البقاء وبين النص الذي لا مكان له بالساحة الأدبية.
الشاعرة جبيري عائشة
الكتابة الأدبية في بلدنا شهدت تطورا كبيرا

يعتبر الشعر من أقدم الأجناس الأدبية على الإطلاق، وقبله كانت القصص التي تروى بشكل شعري حتى يسهل تذكرها، أما واقع الكتابة الأدبية في بلدنا، فقد شهد تطورا كبيرا في منتصف القرن الماضي حتى يومنا هذا بغض النظر عن بعض الكتابات المتطفلة على الكتابة بمختلف أشكالها، فقد ظهر تطور كبير في مجال النقد والانتقال من دراسة الشعر كموضوع إلى دراسته كوحدة كاملة تدخل فيه التجربة بمستوياتها المختلفة نظرا لتطور نظرة الشاعر للعالم والحياة.
كلمتهم: حورية/ ق