في عزِّ ألمي رحتُ أكتُبُ عنكَ، علّني أخفّف من وطأة هذا الحزن المبعثر فوق صدري، ما عدتُ الآن كمّا في السابق ألمسُ الكلمات بحسي قبل أناملي، صدّقني فقد تغيّرت كثيراً، صارت أقلّ الأشياء تُبكيني وتسبب حرقةً في قلبي، ما عدتُ أهدل كالحمامة وأجرّ معي ذاك السّلام حتَّى أنّني بعد رحيلك كرهت الطبيعة الزاهيّة والألوان الباهيّة.
لا أعلّم بقدر كرهي لكلّ ما أحبّبته يومًا، عشقتك الآن أكثر، أتراه سحر أم جنون، ربّما هو التيّار الجارف الَّذي أعاد تركيب القدر، واصطاد معه كلّ مشاعري المرهفة الصادقة والتي كنت أخفيها عن الجميع حتَّى لا أظهر لهم أنّني امرأة هشّة.
ما يبكيني الآن غيابك واشتياقي الكبير لك، لست نادمة على نُبلي ومحبّتي الخالصة، بل سأدعك تسير إلى عالمك الَّذي اخترته دون قيود وحُجج لا مبرر لها.
فعذرًا منك الآن، فما عاد بوسعي أنّ اشتاقك وحدي وأبكيك وحدي وأحسب اللّحظات في انتظارك، وما عادت دقات قلبي تهتف باسمك، فلا تلاحق ذكرياتي في الزحام ولا تبحث عنِّي وعن صورتي في المرايا بعد الآن.
بقلم: حسناء بن نويوة