الكاتب الصحفي عميرة أيسر: فرنسا ما تزال العقبة الرئيسية أمام نهضة الجزائر

الكاتب الصحفي عميرة أيسر: فرنسا ما تزال العقبة الرئيسية أمام نهضة الجزائر

شدد الكاتب الصحفي عميرة أيسر أنه بالرغم من رحيل فرنسا عن الجزائر منذ أزيد من نصف قرن من الزمن، ولكن ما تزال النخب الفرنسية تحلم باستعادة تلك الجنة المفقودة مجدداً، والتي كانت تمول كل أوروبا تقريباً بالحبوب والخضر والفواكه في القرن19م، وكانت تعتبر من أهم المستعمرات الفرنسية من الناحية الجيوسياسية.

وأضاف في مقال نشره بالصحيفة العربية المستقلة “رأي اليوم”، “الجيش الفرنسي الذي كان أحد جيوش الحلفاء التي هزمت هتلر في الحرب العالمية الثانية، فشل في هزيمة ثلة من المجاهدين الجزائريين الذين حاربوه بسلاح كان يعتبر بدائيا إذا ما قورن بالسلاح الفرنسي المتطور، واستعانت فرنسا بحلف الناتو الذي قصفت طائراته المتقدمة معاقلهم في الجبال وأحرقت قرى ومداشر بأكملها وخاصة في جبال جرجرة ومنطقة القبائل، وخرج هذا الجيش الذي لا يقهر يجر أذيال الخيبة والهزيمة المرة، خسر خلالها مئات الآلاف من جنوده، بالإضافة لعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين في صفوفه”.

وتابع موضحا “تأكيداً على أن الجزائر كانت وما تزال محور الاهتمام الفرنسي، فإن الإعلام الفرنسي يخصص مساحة واسعة في صفحات جرائده أو حصصه التلفازية، للحديث عن آخر المستجدات التي تحدث في الجزائر، والنفوذ الفرنسي في الجزائر ما يزال قوياً وما تزال فرنسا قبلة كل المرشحين لدخول قصر المرادية، ولا ينكر أحد أن هذا اللوبي من يقف دوماً ومنذ سنة 2010، لإجهاض مشروع تجريم الاستعمار الفرنسي للجزائر، ولأربع مرات متتالية”.

بالنسبة لعميرة كانت فرنسا وما تزال العقبة الرئيسية أمام نهضة الجزائر، وهي التي تقوم كل سنة بتكريم عملائها، الذين فروا معها بعد استقلال الجزائر، والمعروفين لدى عموم الشعب الجزائري بالحركى، والذين تجاوز عددهم 500 ألف، في رسالة ضمنية للعالم أجمع، بأن فرنسا الاستعمارية لن تنسى مطلقاً الخدمات الجليلة التي قدمها هؤلاء، وهم الذين باعوا وطنهم الأم وتخلوا عن كل شيء من أجلها، بالتأكيد لن تتخلى عن الجزائر، وستعمل جاهدة وبكل السبل والوسائل الممكنة لاسترجاعها، فهي لن تنسى هزيمتها المذلة على يد رجالها في الماضي، وتعمل على ردّ الصاع صاعين من خلال إعادة احتلالها عسكرياً كما يفكر صناع القرار فيها مستقبلاً.

ب/ص