الكاتبة ياسمينة أحمد بوشوارب لـ “الموعد اليومي”: تقبّل النقد من صفات الكاتب الناجح

الكاتبة ياسمينة أحمد بوشوارب لـ “الموعد اليومي”: تقبّل النقد من صفات الكاتب الناجح

ياسمينة أحمد بوشوارب كاتبة وشاعرة، لها أعمال قصصية، لكنها تتنفس شعرا وقد وجدت راحتها في قصيدة النثر، تكتب في صمت لتظهر كتاباتها على صفحات بعض المجلات العربية، متريثة في نشرها حد التأني، إلتقيناها لنختلس من وقتها سانحة نحاورها فيها، فكان هذا الحوار…

 

تتعاطى ياسمينة بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو لها أن تقدم نفسها للقارئ؟

ياسمينة هاوية، تعشق الكتابة، تحب أن تنطلق وتتحرر، فكانت قصيدة النثر هي الوعاء الذي يحتوي هذا الزخم من المشاعر، والمواقف والتجارب، ويمنحها الشعور بالراحة، ورغم أن هناك كتابات في القصة القصيرة إلا أن الشعر يبقى هو المتنفس الذي يترجم ذاتها، طموحها، حلمها ووجعها.

 

بداية أي مبدع تقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية ياسمينة أحمد بوشوارب؟

بداياتي في الكتابة هي من أيام الجامعة لكنها كتابات حبيسة كراستي، لم تلق الاهتمام لأسباب عدة وكثيرة، وأكيد أن الموهبة والرغبة هي الدافع لممارسة فعل الكتابة، لكن الظروف المحيطة هي ما خنق هذه الرغبة، وجعلها تنكمش على ذاتها وتخبو ليتأخر ظهورها إلى السنوات الأخيرة، حيث هي البداية الحقيقية لكتاباتي، بعد ظهور وسائل الاعلام والاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي التي خلقت لنا فرص الانطلاق والانعتاق.

 

نعاني من ضعف القراءة بشكل كبير، واستحوذت بقية الوسائط على وقت المتلقي، ككاتبة كيف ترين السبيل لعودة الكتاب إلى دوره ومكانته؟

التكنولوجيا الحديثة طغت وهيمنت على كل شيئ، فأصبحت ضرورة ملحة لا غنى عنها، لكنها من جهة علمتنا الكسل واستحوذت على تفكيرنا واستهلكت كل وقتنا فامتنعنا عن القراءة وعزفنا عن المطالعة، وما من سبيل في ذلك إلا بإرجاع قيمة الكتاب ودوره في التثقيف وضرورة الالتزام بالقراءة والتشجيع على ذلك على جميع الأصعدة.

 

حدثينا عن إصداراتك؟

بما أن عودتي للكتابة لم تكن ببعيدة، فأنا لست مستعجلة في إصدار مؤلفات في الوقت الراهن وإنما أنا أتأنى حتى أكتسب تجربة كافية، وأصقل موهبتي، وأرتقي بكتاباتي، فالمهم ليس في التأليف وإنما في مستوى ما أصل إليه في شعري من إبداع ورقي وهذا طبعا بالممارسة والتنقيح.

 

تنشرين باستمرار، لا شك أن هناك ردود وأصداء لكتاباتك، كيف تتلقين ذلك؟

لست من أهل الاختصاص لأحكم على ما ينشر، لكن يمكن القول إن الساحة الأدبية في الجزائر تعج بأسماء كثيرة في كل أشكال الكتابة الأدبية تملك إمكانات ومهارات تؤهلها للتفوق والإبداع لكنها أسماء تعاني من التهميش والإقصاء. أما فيما يخصني أنا فأعتبر نفسي محظوظة لأن نصوصي تلقى صدى عند القراء وتلقى اهتماما من أصحاب الذائقة الأدبية وخاصة عند إخواننا العرب، حيث أنشر في مجلات وجرائد إلكترونية، أين تنال قصائدي إعجاب الأدباء والنقاد وحظيت باهتمام كبير.

 

لا تخلو تجربة كاتب من تأثر ما من خلال المطالعة، ليخطف اهتمامه كاتب معين، فمن ترين أن لهم بصمات على كتاباتك؟

أكيد لا بد أن يكون هناك من له بصمة فيما أكتب على رأسهم الشاعر نزار قباني، فهو شاعري المفضل ثم محمود درويش ونازك الملائكة وأحمد مطر ومن الكتاب جبران خليل جبران.

 

الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟

من الروائيين الذين قرأت لهم وأعجبت بكتاباتهم.. نجيب محفوظ وأغاتا كريستي.. كاتب ياسين ومحمد ديب.

 

ماذا أضاف الفضاء الأزرق لك وما نصيحتك لمن يلجأون إليه من الكتاب والأدباء؟

الفضاء الأزرق أضاف لي الكثير، حيث فتح لي الأبواب على مصراعيها لأتواصل مع كبار الأدباء في الوطن العربي، سمح لي بأن أنشر شعري وأعرف به، سمح لي بأن أتصالح مع نفسي وأثق في قدراتي وفي موهبتي.

 

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

حاليا أركز على تطوير قدراتي ومهاراتي في الكتابة، وإثبات وجودي كشاعرة متمكنة ثم بعدها يأتي دور إصدار المؤلفات وهذا من بين مشاريعي المستقبلية المهمة.

 

ما نصيحتك للكتاب الذين يشاركونك المسار ويضعون أرجلهم على السكة، للوصول إلى معانقة طموحهم دون غرور أو تراجع عن الهدف؟

نصيحتي للكتاب الذين يشاركوني المسار ألا ينغلقوا على أنفسهم وإنما يحاولون التواصل مع من أكثر منهم خبرة وأن يسعوا في الارتقاء بنصوصهم ويتقبلوا النقد بصدر رحب وألا ينهزموا مهما كانت العراقيل.

 

حاورها: حركاتي لعمامرة