الكاتبة وذان روان نجاة تتحدث لـ “الموعد اليومي”:  سهولة النشر ضيعت هيبة الكتابة

الكاتبة وذان روان نجاة تتحدث لـ “الموعد اليومي”:  سهولة النشر ضيعت هيبة الكتابة

وذان روان نجاة هي كاتبة جزائرية شابة،  تنحدر من ولاية تيارت بلدية عين الحديد يستهويها عالم الكتب، قراءة وكتابة.. مؤلفة كتاب “حتى لا تكوني عادية”.. الصادر عن دار الماهر للنشر والتوزيع 2019.. كانت في بداية مشوارها الأدبي تقوم بنشر الخواطر عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي .. كان لنا معها هذا الحوار…

 

بداية مرحبا بك على صفحات جريدة الموعد اليومي، قدمي نفسك للقراء الكرام؟

شكرا لك سيدي… وذان نجاة كاتبة جزائرية شابة.. من مواليد 2001 ذات الثامنة عشر خريفا تنحدر من ولاية تيارت بلدية عين الحديد.. مؤلفة كتاب حتى لا تكوني عادية.. الصادر عن دار الماهر للنشر والتوزيع 2019 ..

 

كيف كانت بدايتك مع الحرف ووجع الكتابة؟

.. منذ الصغر والكتاب رفيقي، فالقراءة عالمي الجميل الذي أبحر من خلاله في عوالم عديدة ومتنوعة؛ لذا فغنى حصيلتي اللغوية وأسلوبي في الكتابة نتاج قراءاتي. بدايتي في الكتابة تعود منذ نعومة أظافري ولكن مشاركاتي لم تظهر إلا بعد المرحلة المتوسطة، حيث تفرغت للكتابة عبر المواقع ووجدت متابعة وتشجيعاً كبيرين. بدأت الكتابة عام 2015 واستمرت حتى اليوم، وكانت لي مشاركات أيضاً في عدد من المجلات الإلكترونية..

 

ماذا تمثل لك الكتابة في هذا الزمن الذي أصبحت فيه القراءة شيئا غريبا وانحصرت بين فئات قليلة؟

.. يُقَال إن”القراءة أولاً والكتابة عاشرًا”، لكن كُتَّاب اليوم المتحمسين يصرون على وضع الكتابة أولاً، حتى منصات التدوين والقائمين عليها يضعونها أولاً، ربما أملاً في أن يبزغ الكُتَّاب الجيدون من وسط حشود المدعين.. يرى البعض أن الكتابة هي التي تصنع الكاتب لا العكس؛ لذا يضعون مبدأ “الكتابة للجميع” أساسًا لصناعة المحتوى وبينما تنطلق موجة من النكات مع انطلاق معرض الكتاب في كل عام، يقف الغاضبون والمتهكمون على إسفاف بعض الكتب المنشورة حزانى على المستوى المتدني الذي تصل إليه الثقافة.. ربما ضياع هيبة الكتابة نتيجة لسهولة النشر، سهولة أن يكتب المرء فينشر ما يكتب ليتابعه جمهور بالإعجاب والتعليق، مع اتباع أساليب تجذب هذا الجمهور كنشر تفاصيل الحياة الشخصية لهذا الكتاب ..

مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد متنفسًا للمقيدين، ومجالاً يمكن أن تصل من خلاله الآراء المحجور عليها.. بميزاتها الكثيرة، كان علينا أن نتقبل عيوبها أيضًا وعزاؤنا أن الأدب الجيد يدوم بريقه وتُعرَف قيمته حتى بين آلاف من الأعمال الرديئة.. ثم أليس من الجيد أن يدوّن الجميع عن تجاربهم وقصصهم الخاصة، أن يشاركوا ما يعرفون ويعلقوا على الأحداث المختلفة؟ إنها الحرية.. لكن تظل التساؤلات تدور لدى من يفكر في سلوك هذا المجال والتفوق فيه: هل يمكن أن تكون الكتابة أولاً؟ وإن لم تكن، فمتى يعد المرء نفسه مؤهلاً للكتابة؟

 

عرفي القراء بإصداراتك؟ 

..”حتى لا تكوني عادية” مجموعة نصوص كتبتها بدقة إلى كل امرأة حاربت وضحّت ولو ليوم واحد أن تكون لنفسها العالم كله.. فالمرأة هى دليل الحرية الأكبر فى حياة الرجال، المرأة هي الأم، الحبيبة، الزوجة، الأخت، البنت، وكل نساء العالم ..  الذي جعلني أكتب لها هو مقولة أحبها جدا لعبد الله محمد الداوود حين قال “تضحك المرأة عندما تستطيع، وتبكي عندما تريد”.. وهذا الكتاب كله محاولة لإقناع القارئ بأن يجيب عن بعض التساؤلات بالنفي من خلال قصص نجاح وفشل جمعتها من واقع الحياة لأناس وبالأحرى نساء تحلوا بالتفاؤل.

ما رأيك بكل صراحة فيما يصدر عن المطابع حاليا وهل أنت راضية عن إصداراتك؟

.. هناك الكثير من المطابع، منها من تعمل بأمانة ومنها من تنشر من أجل المال لا يهمها إن كان العمل متقنا أو لا.. وما يصدر في دور النشر مؤخرا عبارة عن تجارة.. ولا أتحدث عن كل الدور.. فيما يخص اصداري هو صورتي التي لطالما افتخرت بها وافتخر دائما بها.. لازلتُ مبتدئة فأطمح للأفضل دوماً، لدي يقين تام بأنني سأصبحُ كذلك بإذن الله..

 

بمن تأثرت في بداياتك ولمن تقرئين؟

.. تأثرت في بداياتي بجبران خليل جبران .. نزار قباني.. طه حسين ..هدى بركات.. وبعض الكتاب الأجانب أمثال أغاثا كريستي.. وأقرأ لكل من يمسك قلما ويخط سطورا ..

 

الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟

.. آسيا جبار .. فيدور دوستويفسكي .. اليف شافاق.

 

ماذا أضاف الفضاء الأزرق لك وما نصيحتك لمن يلجـأون إليه من الكتاب والأدباء؟

يعتبر الفضاء الأزرق أول خطوة لي، من خلاله كسبت محبة القراء وتشجيعهم لي وتعرفت على أدباء ومثقفين، ومنه كانت انطلاقتي.. مواقع التواصل الاجتماعي ليست فقط للتعارف في هذا العالم الافتراضي بل للتقدم وإبراز الابداع على أرض الواقع..

 

ما هي أمنيتك وما مشاريعك؟

.. أن أكون شخصية منتجة نافعة للمجتمع في أي مجال أتواجد فيه.. وأن يصل حرفي لكل من يقرأ.. وبالنسبة لمشاريعي فأنا أعمل على مجموعة قصصية تضم قضايا اجتماعية..

 

 

ما نصيحتك للكتاب المبتدئين؟

.. لا تجعل التعليقات السلبية الساخرة التي يمطرها الناس على الآخرين تثبط من عزيمتك، لك الحق في الإبداع وللناس الحق في النقد.. أيضا المطالعة الجيدة فهي ما ينمي رصيدك اللغوي.

 

كلمة أخيرة لقراء الموعد اليومي؟

لابد في بداية الأمر أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لجريدة  “الموعد اليومي” على استضافتها لي.. سعيدة جدا بهذا الحوار أتمنى أن يكون ذا فائدة لكل من يقرأ.. أدام الله عزكم وأدام عطاءكم .. وفقكم الله فيما تريدون .

 

حاورها: حركاتي لعمامرة