المبدعة سميحة طهراوي القادمة من عاصمة الزيبان، فنانة هائمة في متاهة الحياة بين ألوان الخيال والحروف العتيقة، تستشعر ذبذبات الإلهام في كل مكان تتواجد فيه.. مدونة على مواقع التواصل الاجتماعي.. صاحبة رواية “ضريح الإنتقام” الصادرة عن دار المثقف للنشر، التقيناها لتبوح لنا بما تختلجه نفسها وعن الواقع الثقافي المعيش، فكان لنا معها هذا الحوار.
تتعاطى سميحة طهراوي بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو لها أن تقدم نفسها للقارئ؟
أنا روح تسكنها أطياف أبطال وشخصيات كبرت فيهم وكبروا فيّ، ولأنني روائية افترض أنني الجميع ولست أحدا منهم….. أنا فنانة تبحث عن لون غير موجود، عن نغمة تائهة في اللازمان، كاتبة بلا مفردات، هكذا أنا أبحث عن قصة لم أجدها بعد.
بداية أي مبدع تقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية سميحة طهراوي؟
الفنان ابن بيئته، وأنا كذلك اكتشفت حبي للألوان في سن الطفولة كانت تشدني كبب الصوف التي تستعملها أمي لنسج الملابس لنا، وانطلاقا من جاذبية خيوط الصوف تعلقت كثيرا بألوانها؛ أما في الكتابة فدوما ما عانيت من تزاحم الأفكار في رأسي فأكتبها باللذة التواقة لفكرة الوصول الذي نتخيل أننا عليه، لكن والدي الذي اعتبره مدرستي الفكرية الأولى منحني الثقة بالنفس يوم قرأت له روايتي الأولى “ضريح الانتقام” فأعجبه الموضوع الذي تناولته؛ هذه هي بدايتي…
نعاني من ضعف القراءة بشكل كبير، واستحوذت بقية الوسائط على وقت المتلقي، ككاتبة كيف ترين السبيل لعودة الكتاب إلى دوره ومكانته؟
العولمة سلاح ذو حدين سهلت عملية التواصل بين الكاتب والقارئ وانتشار الكتاب بشكل إلكتروني في جميع أرجاء العالم مما يعني أن المطالعة أخذت المنهج الإلكتروني، في حين تراجع الطلب على إقتناء الكتب الورقية لأسباب كثيرة كإرتفاع أسعار الكتب خاصة المستوردة، سابقا كان الكتاب سوقا للإستثمار، لكنه الآن بعد تراجع الإقبال على شرائه أصبح سلعة كمالية.
حدثينا عن إصداراتك وهل أنت راضية عنها؟
“ضريح الانتقام” رواية اجتماعية ذات جانب إنساني بحت تصف الجو العام للمجتمعات التي تحكمها الجماعات الإرهابية والممارسات المباحة لديها، وأثر هذه الممارسات المتطرفة على بعض الشخصيات التي عاشت المساومات على أسعار بيعها في سوق النخاسة. أما عن مسألة الرضى فهو نسبي، بالنسبة لي اختيار موضوع كهذا اختيار راضية عنه، لكن تبقى هناك تقنيات نحوية وجوانب أخرى غير راضية عنها.
ما العلاقة بين الرسم والكتابة؟ وكيف تمكنت من التوفيق بينهما؟
يتشعب الفن إلى مجالات منها ما يتعلق بالجمال الروحي “الكتابة، الموسيقى…” و منها ما يتعلق بالجمال المادي “الرسم، الديكور، الهندسة والنحت”، وهذه توليفة
عجيبة، كيف اجتمعت في ذات واحدة. أحاول التوفيق بينهما، لكن الإلهام هو من يتحكم في ذلك، فهو شيء لا إرادي خارج عن نطاق المتحكم فيه.
لا تخلو تجربة كاتب من تأثر ما من خلال المطالعة، ليخطف اهتمامه كاتب معين، من ترى أن لهم بصمات على كتاباتك؟
اعتبر نفسي متأثرة وقارئة وفية للكاتب العالمي واسيني الأعرج الذي تشرفنا بزيارته لمدينة بسكرة، كذلك متاهات برهان شاوي دوستوفيسكي، أنطوان سان اكزيبيري، فريدريك نيتشه، فضيلة الفاروق.
الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر؟
أقرأ للكثير من الكتاب الشباب الذين لديهم ما يقولونه عبر كتاباتهم، ميلود يبرير، سعيد يبرير، ديهيا لويز رحمها الله.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
لدي أعمال باشرت العمل فيها لا أدري متى سترى النور.

ما نصيحتك للكتاب الذين يشاركونك المسار ويضعون أرجلهم على السكة، للوصول إلى معانقة طموحهم دون غرور أو تراجع عن الهدف؟
كوني كاتبة في بداية المشوار كل ما أستطيع قوله هو أن الإصرار على المحاولة هو مفتاح النجاح.
حاورها: حركاتي لعمامرة