الكاتبة والإعلامية نور الهدى بكوش لـ “الموعد اليومي”: الكتابة نبض قلم….!

الكاتبة والإعلامية نور الهدى بكوش لـ “الموعد اليومي”: الكتابة نبض قلم….!

الكاتبة والإعلامية نور الهدى بكوش ابنة مدينة جيجل، بلدية الجمعة بني حبيبي، صحفية سابقة في قناة تليفزيونية، شاعرة شاركت في العديد من المهرجانات، إضافة إلى كل هذا فهي أستاذة رياضيات، إلتقيناها لتبوح لنا بما تختلجه نفسها وعن الواقع الثقافي المعيش، فكان لنا معها هذا الحوار فتابعوه.

 

تتعاطى نور الهدى بكوش بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو لها أن تقدم نفسها للقارئ؟

توليفة من عالم الكلمة والأدب وعالم الرقم في الرياضيات والسلطة الرابعة مع رشات من صناعة الإنسان في التنمية البشرية.. هكذا قذفت بي إرادة السماء إلى مشاكسة الزمان والمكان. في زاوية ما عندما كنت أحبو التقطت حرفا في المتر الأول من محاولتي للوقوف ومنذ ذلك الحين وكلي يدفع بي إلى البحث عن الحياة في الكتابة و الحساب والإعلام والتنمية البشرية… تلك أنا نور الهدى بكوش.

 

بداية أي مبدع تقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية الأستاذة نور الهدى؟

معلمتي بمرحلة الابتدائي هي من وخزتني بإبرتها حين اتهمتني بسرقة تعبيري الكتابي حينها أيقنت أنني سأصبح كاتبة لا ريب.. مارست القراءة بشراهة وكان والدي يهديني كل ثلاثة أشهر عددا من مجلة العربي التي كنت أفتش بين أوراقها عن القصائد والنصوص النثرية لأقرأها، وهكذا مع كل عدد للمجلة كان يصنع مني كاتبة دون أن يدري. في مرحلة المتوسط درست بمتوسطة ببلدية الجمعة بني حبيبي كان الجميع كاتبا وقارئا وكنا نترك الدراسة ونمارس الكتابة في كراريس 64 صفحة.

 

نعاني من ضعف القراءة بشكل كبير، واستحوذت بقية الوسائط على وقت المتلقي، ككاتبة كيف ترين السبيل لعودة الكتاب إلى دوره ومكانته؟

الكتاب موجود منذ الأزل والجميع يدرك ذلك لكن شئنا أم أبينا اغتالتنا البدائل. قبل ثلاث سنوات حين بدأت في كتابة عملي الروائي عزمت أن أكتبه على الورق لكن بعد ذلك تراجعت لأن أغلب دور النشر تطلب نسخا إلكترونية للعمل. نحن في عصر السرعة وكل ما توصل له الانسان من أبحاث واختراعات لتسهيل الحياة المعيشية لكن الأصل يبقى ثابتا، ومن أجل إعادة ترسيخ الأصل حبذا لو نستهدف الأطفال وذلك يأتي على عاتق الأسرة، فالبرمجة اللغوية العصبية تكون أسهل مع الأطفال ويمكننا أيضا كما تفعل الكثير من مديريات الثقافة أن ننشئ مقاهي أدبية تحضر فيها الكتب بكم هائل أيضا يمكننا أن ننشر الوعي الثقافي ونذكر بمحاسن الكتب ومساوئ غيرها.

 

حدثينا عن تجربتك في الحقل الإعلامي وهل أنت راضية عنها؟

عندما عينت كمديرة جهوية لقناة تلفزيونية كان هدفي إحداث تغيير يساهم في تسوية البعض من المنعرجات، لكن صدمت بالواقع فأحيانا تكون الرغبة أقوى من القدرة على الفعل وأعتقد أن تلك الطاقة التي بدأت بها العمل كانت كافية لفعل الكثير لولا القدر.. الإعلام هو السلطة الثانية في البلد، لكن ما ينقصه ليصبح ذا رسالة ويمارس سلطته بالإيجاب هو المصداقية.

 

كقارئة ومتتبعة للشأن الأدبي، كيف تقيمين ما يصدر حاليا؟

أنا فخورة جدا بالكم الهائل من الكتاب الذين ظهروا مؤخرا، أنا على يقين أن السنوات المقبلة ستشهد كتابا يمطرون.. “النشر يستلزم تجربة حياتية”، أنا لا أؤمن بهذه المقولة كثيرا ربما التجربة الحياتية تكسب العمل حكمة ورونقا خاصا وتزيده ثقلا لكن الموهبة والقراءة والبحث والغوص في عدة ميادين يمكنه أن يصنع منك كاتبا، فأنا أؤمن وبشدة “أن الكاتب يولد كاتبا”.

 

لا تخلو تجربة كاتب من تأثر ما من خلال المطالعة، ليخطف اهتمامه كاتب معين، من ترى أن لهم بصمات على كتاباتك؟

أعتقد أن القارئ الجيد هو من لا يختار لمن يقرأ وكنت كذلك أقرأ للجميع دون استثناء إلى أن اصطدمت في مكتبة والدي الذي كان كاتبا لم تتخطى أعماله مكتبه برواية “ميرامار” للكاتب نجيب محفوظ، وهي الطبعة الأولى ولشدة قدم أوراقها ألصقت ما مزق منها بالشريط اللاصق.. من يومها وأنا مخلصة لنجيب محفوظ وكل أعماله إلى أن تعرفت على أحلام مستغانمي ورواية “ذاكرة الجسد” وتلّبستني أسلوبا ونصا إلى أن بلغت الصبا في الكتابة وتحرر أسلوبي ليصبح خاصا بي.

 

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

من بين مشاريعي القريبة المدى إن شاء الله إصدار روايتي الأولى والتخرج من قسم الرياضيات والعودة للإعلام وأخيرا الدخول لعالم التنمية البشرية وتطوير الذات لأجل نشر ما تعلمته ولتحفيز من انهزموا أمام فشلهم.

 

كلمة أخيرة لقراء الجريدة؟

بعض المواعيد كفواصل الحياة نستريح فيها وعناء الزمن، لنا مواعيد كثيرة يجمعنا الأمل في يوم وتفرقنا الأماني في أيام كثيرة…

حاورها: حركاتي لعمامرة