رغم تخصصها العلمي في الدراسة إلا أنها كانت تميل كثيرا للمواد الأدبية، وكان أساتذتها يثنون على المواضيع الإنشائية وطريقة كتابتها لها. هذا الحب للكتابة استمر معها حتى الآن لتصبح كاتبة، شاركت في عدة مهرجانات وتظاهرات أدبية ونالت عدة جوائز نظير مشاركتها في العديد من المسابقات الأدبية، إنها الكاتبة نعمة نقاب التي خصت “الموعد اليومي” بهذا الحوار.
مرحبا بك على جريدة الموعد اليومي قدمي نفسك للقراء؟
أهلا بكم، شكرا على فرصة التواصل القيمة هذه… أنا نعمة نقاب، من مواليد 10 ماي عام 1995 بمدينة سطيف، طالبة سنة ثالثة بالمدرسة الوطنية العليا للبيوتكنولوجيا بقسنطينة -طور مهندس-، متحصلة على شهادتي بكالوريا بشعبة العلوم التجريبية، مع تجربة دراسية بالهندسة المعمارية لما يقارب السنتين.
كيف كانت بدايتك مع الحرف؟
كنت رفيقة الحرف دوما، منذ سنوات تمدرسي الأولى، حيث أبديت ميلا كبيرا للمواد الأدبية رغم تخصصي العلمي، البداية كانت مع مواضيع الإنشاء التي كنا نكتبها كواجبات ضمن البرنامج الدراسي خلال حصص التعبير الكتابي، وكنت دائما أظفر بإشادة الأساتذة، أعتقد أن تلك المواضيع كان لها بالغ الأثر في استكشاف ميلي وشغفي بالكتابة.
هل وجدت تشجيعا من أسرتك وأساتذتك وكيف كان ذلك؟
في بادئ الأمر، لم أكن أحبذ شخصيا قراءة عائلتي لما أكتب، واقتصر جمهوري على الأساتذة المؤطرين الذين أشادوا دوما بموهبتي في الكتابة، وأصدقائي من زملاء الدراسة وغيرهم.
نعمة نقاب شاركت مؤخرا في مسابقة مجلة سراج الحياة وحصدت الجائزة الأولى، فما هو محتوى مشاركتك وما موضوعها وكيف جاءتك الفكرة بالمشاركة؟
حسنا، كانت هذه المشاركة الثالثة في الواقع في المسابقات التي تنظمها مجلة سراج الحياة، وهي المرة الثالثة التي أحصد فيها أيضا على التوالي الجائزة الأولى، آخر مشاركة، كانت بقصة قصيرة بعنوان “خطوات ناعمة”، وتروي قصة فتاة شابة تعاني من عرج بسيط في قدمها، والمشاكل والضغوطات التي تترتب عن نظرة المجتمع لها كفتاة معاقة، لا يمكن أن تنجز الكثير. وجاءت فكرة المشاركة بهكذا سياق، على خلفية الموضوع الذي حددته المجلة، والذي يسلط الضوء على مشاكل اجتماعية، تسرد في طابع قصة. أحببت المشاركة للمرة الثالثة في مسابقات المجلة، ولمَ الكذب، أردت فرصة ثالثة للفوز أيضا، خاصة وأنني تحمست للمشاركة بعد عرض الدكتور “أيمن العتوم” لمجموعة كتبه الكاملة كهدية للفائز. والحمد لله، ظفرت بالمرتبة الأولى للمرة الثالثة على التوالي.
التقيت بك في مهرجان عين تافتيكا، فما هو انطباعك عن هذا المهرجان؟
مهرجان عين تافتيكا، كان استثنائيا، وكانت المشاركة فيه، تجربة أصفها بالخاصة والمميزة، ملتقى أدبي ثقافي أشمّ، كنت فيه بين العديد من الوجوه الناعمة للأدب،
والأصوات الصداحة للإبداع، مناسبات أشعر دائما بالحاجة إليها، كأي أقلام فتية أخرى، أين تشعر بالأمان والعناية والاهتمام. أتمنى أن أكون جزءا من طبعاته الموالية، وأتمنى أن يستمر القائمون عليه بالتقدم والتميز دوما.
نعود إلى موضوع المشاركة، ما سبب اختيارك لهذا الموضوع؟
كما سبق وأشرت، فإن مغزى المسابقة هو التطرق إلى مشكل اجتماعي، والمعروف لمن يقرأ لي عادة أنني قريبة جدا من مشاكل النساء ومعاناتهم، وكانت أيضا مأساة امرأة أخرى هي موضوع القصة السابقة، التي حصدت بها أيضا المركز الأول. أما عن “خطوات ناعمة”، لنقل أنني أردت اختبار تجربة شعورية من خلال بطلة القصة، التي تفقد العديد من الفرص في حياتها في العمل، في النجاح والتفوق، في الزواج والحب حتى، بسبب عرج طفيف خلفه حادث تعرضت له وهي صغيرة. وحتى لو بدت القصة مأساوية قليلة، إلا أنني على ثقة، أنها مجملة أكثر مما يجب بالنسبة لواقع الكثيرات.
ما هي مشاريعك وطموحاتك المستقبلية؟
إلى جانب ما يتعلق بتخصصي وتخرجي من مشاريع وأفكار، تتعلق خاصة بالثروة الخضراء والمواد الصيدلانية وشبه صيدلانية، أطمح إلى أن أكون كاتبة أفضل، إلى أن يكون لقلمي صدى يليق به، ورسالة ينبض من أجلها، أن يكون قلما مغيرا أكثر من قلم منتج لا أكثر، أتمنى أن أكون ممن يرتقي بهم الأدب، أن أكون ككل الذين ماتوا، وبقيت كلماتهم تحييهم على مدى عصور.
ماذا تتمنين من الرئيس المقبل للجزائر؟
أتمنى أولا، أن نكون شعبا جديدا، أتمنى أن تكون انتفاضتنا هذه كشعب، انتفاضة تغيير، بل انتفاضة خلق، أن ننفض بها غبار السنوات الماضية، وأن نترك للريح مهمة بعثرة شتات الشعب الذي كنا عليه، ثم، أتمنى أن نحظى برئيس نستحقه. كفرد، أريد رئيسا مثقفا، ملما بأمور النظام و الحكم، رئيسا عادلا مستقيما، يرفع قيمة الفرد، ويستثمر في القدرات والأفكار والعقول، ويعيد للعمل والعلم المكانة المنوطان بها. نريد رئيسا يعيد زرع الأرض التي ما تركها من قبله تزهر وتمنح خيراتها. نريد رجلا نمد له يدنا ويمد يده لنبني الجزائر كدولة حقا “شعب + حكومة”.
كلمة أخيرة للقراء وأمنياتك ككاتبة؟
أشكر لكم مرافقتي على هذه السطور، على فرصة أن أكون بهذا القرب، لأفصح لكم عن آرائي، أتمنى أن يكون كل حرف من قلمي لبِنة في هيكل الأدب والكلمة، أشكر لكم وفاء متابعتكم، وكرم قراءتكم الدائمة، وأسأل الله الذي لا تضل معه الغايات والمساعي، أن يكون قلمي دائما مؤثرا، مغيرا، و بناءً…. في انتظار قراءاتكم وأفكاركم و تعليقاتكم دوما….
حاورها: حركاتي لعمامرة