الكاتبة نصيرة قطافي لـ “الموعد اليومي”:   علينا تشجيع المكتبة المنزلية لعودة الكتاب إلى مكانته

الكاتبة نصيرة قطافي لـ “الموعد اليومي”:   علينا تشجيع المكتبة المنزلية لعودة الكتاب إلى مكانته

نصيرة قطافي قلم متميز يكتب على استحياء، عرفتها من خلال كتاباتها على صفحات الجرائد تبقى هي ومثيلاتها ممن تعشن في الجزائر العميقة تبدعن بتميز.. ها هي تفتح قلبها لجريدة “الموعد اليومي” في ومضة من الزمن اختلسناها من وقتها الثمين…

 

تتعاطى نصيرة قطافي بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو لها أن تقدم نفسها للقارئ؟

نصيرة قطافي دفتر يفتح صفحاته العميقة لرفيقه القلم، فيدوّن فيه بوحا رقيقا يختار له الصدق مبدأ والشعور عنوانا، والواقع حيزا، والفلسفة أسلوبا.

 

بداية أي مبدع تقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية نصيرة قطافي؟

بداية موهبتي كانت من خلال أطوار الدراسة، في حصص التعبير الكتابي، كنت أسمع من أساتذتي في الأدب أن لي موهبة في الكتابة، وعلي صقلها بالمطالعة، كنت أخط بعض المحاولات المحتشمة بيني وبين نفسي، وفي مرحلة متقدمة صرت أنشر عبر بعض المنتديات الأدبية، ثم المجموعات والصفحات عبر الفضاء الأزرق.

 

نعاني من ضعف القراءة بشكل كبير، واستحوذت بقية الوسائط على وقت المتلقي، ككاتبة كيف ترين السبيل لعودة الكتاب إلى دوره ومكانته؟

خير جليس في الأنام كتاب، لو غرسنا هذه الفكرة في لبنة الجيل المقبل على الحياة وكنا له القدوة في ذلك، بالتحفيز والأثر من خلال تشجيع فكرة المكتبة المنزلية، والتسابق لتلخيص كتاب ثم من خلال المدرسة ودور الشباب بتخصيص حيز أسبوعي للمطالعة الجماعية، سيعود للكتاب بريقه والشغف بتصفح أوراقه.

 

حدثينا عن إصداراتك؟

“حرف يطير بي” هو أول إصدار لي، مجموعة نصوص مواضيعها متنوعة وجدانية بأسلوب فلسفي، يقع في 132 صفحة عن دار خيال للنشر والترجمة.

 

كقارئة ومتتبعة للشأن الأدبي كيف تقيمين ما يصدر حاليا؟

الساحة الأدبية تعرف حالتين ظاهرتين، الأولى تغليب للكم على النوع، بمعنى أن الكثير ينشر والمحتوى لا يرقى لمستوى الطموح. الثانية، إصدارات قيمة، مضمونا وأسلوبا، لكنها مهمشة، لا تنال حظها من الاشهار والتقييم والاطلاع، بعض الأسماء تنفخ إعلاميا كبالون، والآخر يُمتص رحيقه حتى يذبل.

 

تنشرين باستمرار، لا شك أن هناك ردودا وأصداء لكتاباتك، كيف تتلقين ذلك؟

في البداية ثقتي بما أكتب تكسبني نوعا من الحصانة مع ذاتي، طبعا دون غرور أو رفض لأي نقد يكسبني حالة توازن ومحاولة للرقي والاستمرار، بعض من يتابعني يثني على حرفي ويدعمه وهذا يحفزني لبذل مجهود أكبر، والبعض ينتقد صعوبة الأسلوب وعدم قدرته على فهم ما أرمي إليه، وفي الحالتين أقول القراءة أذواق، ولكل كاتب أسلوبه وبصمته.

 

لا تخلو تجربة كاتب من تأثر ما من خلال المطالعة، ليخطف اهتمامه كاتب معين، فمن ترين أن لهم بصمات على كتاباتك؟

أتوه جدا بين بصمات الكبار كالرافعي والمنفلوطي وطه حسين وجبران، لكني أحاول دوما أن أنوع مصادري، وألا أحصرها في جيل أو جنسية أو اهتمام، شرطي الوحيد أن يكون أدبا جميلا وراقيا.

 

الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟

يشدني من يترك بداخلي تساؤلات بحجم اللغة واتساع الحكايا وأفقها اللامحدود في التصور، والرسالة القيمة التي من أجلها أكتسب لقب أديب.

 

ماذا أضاف الفضاء الأزرق لك وما نصيحتك لمن يلجأون إليه من الكتاب والأدباء؟

الفضاء الأزرق حقق لي التواصل والانطلاق نحو تجسيد حلمي، بصفته يلغي كل الحدود ويسهل وصول الفكرة، هو وصلة جميلة بين الكاتب وقرائه، لتبادل وجهات النظر واستقصاء التجاوب، ونصيحتي فقط ألا يكون استغلاله في النقد الهادم للذات دون تبصر أو تبين.

 

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

مشروعي القادم بإذن الله مجموعة قصصية، هي في حالة زخرفة حاليا لاختيار الألوان وما يناسبها من تأثيث لتصدر في أبهى حله للقارئ الشغوف بحرفي.

 

ما نصيحتك للكتاب الذين يشاركونك المسار ويضعون أرجلهم على السكة، للوصول إلى معانقة طموحهم دون غرور أو تراجع عن الهدف؟

الثقة بما نكتب، وأنه يستحق فرصة ليرى أنوار الحياة، دون انتقاص أو غرور، ثم تقبل النقد ممن هم أهل له، ومحاولة الاستزادة دوما بالمطالعة، لتطوير القدرات والمستوى، وعدم الاستسلام لكل المثبطات، خاصة ما تعلق بالنشر والموارد المالية، وهنا أوجه رسالة للكل بوجوب مساعدة الشباب المبدع ومنحه فرصة لتحقيق ذاته.

 

كلمة أخيرة لقراء الجريدة؟

للحرف سحر خاص يجذبنا، يأسرنا دون أن نقاومه، نعترف له بكل ما يعتصر الروح دون ندم أو خداع، بيننا وبينه عهد وثيق وجليل نحترمه ولا نخونه، شكرا جزيلا لكم على الاستضافة الطيبة والفسحة الرحبة، وفقكم الله.

 

حاورها: حركاتي لعمامرة