فتيحة نقاب القادمة من عاصمة الهضاب إلى عالم الإبداع لتسجل اسمها على جدارية الأدب الجزائري، التقينا بها لندردش معها حول هموم الثقافة بالجزائر خاصة وفي العالم العربي عموما، فكان لنا معها هذا الحوار.
تتعاطى فتيحة نقاب بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو لها أن تقدم نفسها للقارىء؟
مسألة التعريف بنفسي لا تروق لي كثيرا لأنني لا أحبذ الحديث عن نفسي، لكن لنقل أنني ابنة حياة غادرها الشتاء ثلاثة وعشرون مرة وهجرها الخريف بنفس العدد ومر عليها الصيف بمثله وما زال ربيعها يولد في كل مرة ويأبى أن يموت.
بداية أي مبدع تقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية فتيحة نقاب؟
كانت بدايتي مع أول قصة وقعت بين يدي وأنا طفلة، كانت يومها أليس في بلاد العجائب التي زرتها لأنها كانت جزء لا يتجزأ من خيال فتيحة الحالم والخصب، بعدها بدأ ذوقي ينضج في انتقاء الكتب وأنا ابنة 11 ربيعا، حينها كنت ضيفا متطفلا على مكتبة المتوسطة، واستمر هوسي بالمطالعة لحد الآن لكنه يكبر في كل مرة وأصبح اليوم يترافق مع كل كتاباتي.
نعاني من ضعف القراءة بشكل كبير، واستحوذت بقية الوسائط على وقت المتلقي، ككاتبة كيف ترين السبيل لعودة الكتاب إلى دوره ومكانته؟
ربما يرى البعض أن الكتاب قد أفل نجمه في ظل التطورات التي نعيشها اليوم، لكنني أرى أن الكتاب لم ولن يفقد بريقه ما دام هناك من لا زال يملك شيئا من الغيرة على ميراث الكتاب العظماء وعلى الثروات التي تزخر بها المكتبات، عن نفسي أجد أن السبيل لإعادة أمجاد الكتاب هو العودة إلى هويتنا التي ترسم ملامحنا.
حدثينا عن إصداراتك؟
يمكنني أن أصف مسرح العرائس بابنتي الأولى الغريبة الأطوار لأن فكرتها التي اعتبرها الكثير خطوة طائشة كونها بالعامية المصرية، إلا أنني أرى فيها شيئا من التفرد كوني السابقة في الكتابة عن تراث مصري وبالعامية المصرية وفيها شيء من المتعة والمعرفة للأطفال بجزء من حضارة مصر التي سيسافرون إليها حتما بخيالهم البريء، أما عن باليرينا فهي ابنتي الحلوة المرة لأنها جمعت شيئا مني ومن تخصصي الجامعي لكنها كانت نقطة مختلفة عما أكتبه عادة.
كقارئة ومتتبعة للشأن الأدبي، كيف تقيمين ما يصدر حاليا؟
ككل مجال هو مجال الكتابة والنشر يدور بين صالح وطالح، فيه ما هو جواهر ثمينة
وفيه ما يحتاج لشيء من التأني والدراسة، لكنني في منبري هذا أحيي كل من حاول وإن لم ينجح، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
تنشرين باستمرار، لا شك أن هناك ردود وأصداء لكتاباتك، كيف تتلقين ذلك؟
لحسن حظي أنني أجد تقبلا لا بأس به على ما أكتب وأجد التشجيع من الكثير من القراء وأسعد بآرائهم وانتقاداتهم.
لا تخلو تجربة كاتب من تأثر ما من خلال المطالعة، ليخطف اهتمامه كاتب معين، فمن ترين أن لهم بصمات على كتاباتك؟
كان للكاتب اللبناني العظيم جبران خليل جبران أثرا عظيما علي كقارئة لكنني بطريقة ما اكتشفت من قبل نقاد أن أسلوبي حاد عن أسلوبه قليلا ليشبه أسلوب الكاتبة السورية غادة السمان، ربما تغلبت النزعة النسوية في الأخير.
الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟
ربما لست ذات خبرة في ما يكتب وينشر عن الكتاب الجدد لأنني كثيرة المطالعة للكتاب القدامى، ونادرا ما أقرأ لكتاب جدد لكن لنقل أن أفكار عبد الرزاق طواهرية الجريئة تستهويني وتروق لي النزعة الأنثوية الطاغية وحب الأساطير في كتابات روميساء لعياضي.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أحاول أن أتفرغ حاليا لباليرينا ومارشملو بعد أن نفذت نسخ مسرح العرائس، وهناك بعض الأفكار التي تلمع في عقلي أحيانا لكن لا شيء مستقر ولا ملامح كاملة لمولود أدبي جديد لنقل أنها مجرد أفكار.
ما نصيحتك للكتاب الذين يشاركونك المسار؟
نصيحتي للكتاب وللموهوبين في هذا المجال هو أن يعلموا أن الحرف مسؤولية في أعناقنا، لذلك عليهم التأني في طرح أفكارهم والحرص كل الحرص على غرس ما هو جيد في نفوس القراء.
حاورها: حركاتي لعمامرة