الكاتبة طالب سهيلة لـ “الموعد اليومي”: المناسبات جعلت الكتاب أثاثا لتزيين المكتبات

الكاتبة طالب سهيلة لـ “الموعد اليومي”: المناسبات جعلت الكتاب أثاثا لتزيين المكتبات

طالب سهيلة القادمة من الجنوب وبالضبط ضواحي بلدية لغروس القريبة من طولقة، الواحة الجميلة.. كاتبة صاعدة وملهمة.. مدونة على مواقع التواصل الإجتماعي.. صاحبة رواية “قطوف الأسى” الصادرة عن دار الماهر، التقيناها لتبوح لنا بما تختلجه نفسها وعن الواقع الثقافي المعيش، فكان لنا معها هذا الحوار.

 

تتعاطى سهيلة طالب بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو لها أن تقدم نفسها للقارئ؟

سهيلة طالب من ولاية بسكرة بالضبط بلدية لغروس هاوية للكلمات كتابة ولفظا، صدر لي رواية بعنوان “قطوف الأسى” وكانت أول مولود لي مطبوع وشاركت بها في المعرض الدولي “سيلا”، كانت التجربة التي أقنعتني بكلماتي رغم بساطتها.

 

بداية أي مبدع تقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية طالب سهيلة؟

طبعا الموهبة هي البداية وبدأت معي منذ سن مبكرة كان عمري تسع سنوات عند اكتشافي لحب الكتابة، لكن لم أطورها ولم أجد وقتها من يحفزني أو حتى يوجهني بنصيحة، أغلقت هذا الباب نهائيا في ذلك السن لكن داخلي بقي يعاني، يريد البوح لكن كيف، كنت كلما قرأت قصة أو قصيدة أنتحب وأتساءل: لماذا أنا لا أكتب مثل هذه الكلمات، ما الفرق بيني وبين كاتبها، بعد سنوات أدركت الفرق، وهو الدافع والمحفز، لن أنكر الآن لو أني لم أجد من يحفزني في هذا العمل الأدبي لاعتزلت مرة أخرى.

 

نعاني من ضعف القراءة بشكل كبير، واستحوذت بقية الوسائط على وقت المتلقي، ككاتبة كيف ترين السبيل لعودة الكتاب إلى دوره ومكانته؟

أكيد عن طريق برمجة الملتقيات والتظاهرات والمعارض الدولية والمحلية للتعريف بالقراءة والكتاب، فغياب مثل هذه المناسبات جعلت الكتاب أثاثا لتزيين المكتبات والقراء يتجهون نحو الإنقراض، يجب إعادة إحياء مكانة الكتاب.

من جهة أخرى على الكاتب أن يفرض إنتاجه على الساحة، ويكون ذلك بتنظيم مسابقات للفوز بكتاب ما، أو تنظيم لقاءات بمكتبة الولاية ولو كانت بسيطة من أجل إعادة القراء إلى الكتاب.

 

حدثينا عن إصداراتك وهل أنت راضية عنها؟

أول إصدار كان رواية “قطوف الأسى” وكانت لي أيضا مشاركة بكتاب جامع تحت عنوان “إنتفاضة حروف”، كما نشرت بعض الخواطر في مجلات عراقية وكانت مجلة “الهيكل” صاحبة الحصيلة الأكثر نصيبا، ولي العديد من النصوص النثرية والخواطر التي لم تنشر إلا إلكترونيا ومشاركة بها في مسابقات، وكانت أول مسابقة نظمت ببلدية لغروس ونلت فيها المرتبة الأولى، وغيرها بمراتب مختلفة.

كقارئة ومتتبعة للشأن الأدبي كيف تقيمين ما يصدر حاليا؟

بالنسبة للكتابات الشبابية والكتاب المبتدئين ممن هم مثلي فأنا جد متفائلة، فقط لو يجد هذا الشباب الدوافع للكتابة وأيضا لو يركزوا على الجودة والارتقاء بالأدب الجزائري، فهو في حاجة لإحيائه ولإكمال ما بدأه أساتذتنا أمثال “مالك بن نبي”.

أما عن الشق الثاني من السؤال فأكيد هناك إنتقادات لكل عمل أدبي حتى لو كان من ذهب، وأنا ككاتبة مبتدئة أحب الانتقاد سواء البنّاء أو العابر من القراء، كل كلماتهم تزيدني إرادة للتحسين وأيضا توقعني على أخطائي حتى أتقيها مرة أخرى، فلست أنكر بساطة كتاباتي.

 

لا تخلو تجربة أي كاتب من تأثر ما من خلال المطالعة، ليخطف اهتمامه كاتب معين، من ترى أن لهم بصمات على كتاباتك؟

من قرأ للكاتب الأردني “أيمن العتوم” سيجد بصمة ولو طفيفة له في أسلوبي..

 

الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟

من الروائيين الجزائريين يشدني الكاتب “واسيني الأعرج”، أما المشارقة فأميل كثيرا للكاتب المصري “حسن الجندي”.

 

ماذا أضاف الفضاء الأزرق لك وما نصيحتك لمن يلجأون إليه من الكتاب والأدباء؟

الفضاء الأزرق كغيره له وجهين السلبي والإيجابي، أضاف لي الكثير من خلاله تعرفت على الكتاب والأدباء الشباب والمخضرمين، وأيضا كان وسيلة تواصل تقرب كل ما يحدث في الساحة الأدبية بكل التفاصيل. أما عن نصيحتي للكتاب إستغلوه فيما يخدم أدبكم ويوصل رسائلكم، وكل ما تطمحون وليكن جانبه الإيجابي هو الطابع الغالب في مسيرتنا الأدبية.

 

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

لي مشاركة في كتابين جامعين لمجموعة من الشباب ونصوصهم سيصدران قريبا، وسأبدأ بكتابة رواية جديدة لكن بعد رضى قرائي بعملي الأول وفهم ما بين سطور قطوفي.

 

كلمة أخيرة لقراء الجريدة؟

كل شكري على هذا الحوار كان لي شرفا عظيما أن تكون قطوفي بين سطور لجريدة الموعد اليومي، ألف شكر جعلكم الله ذخرا وفخرا وصدى لكلمات كل من أراد أن يكتب.

 

حاورها: حركاتي لعمامرة