صاحبة رواية “لعنة الموت” شهيناز حداد ابنة مدينة قالمة، وهي تحتفي بصدور باكورة أعمالها، التقيناها لتحدثنا حول هذا الكتاب وحول الهمّ الثقافي عموما، فكان لنا معها هذا الحوار….
تتعاطى شهيناز حداد بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو لها أن تقدم نفسها للقارىء؟
شهيناز حداد من مواليد 29 نوفمبر2001 بقالمة، متحصلة على شهادة بكالوريا 2019، أولى جامعي علوم وتكنولوجيا بجامعة قالمة، اكتشفت ميولاتي الأدبية في سن الـ14، فبدأت بتدوين العديد من القصص القصيرة وفي سن الـ17 كتبت باكورة أعمالي “لعنة الموت”، لتكون خطوتي الأولى في عالم الكتابة.
بداية أي مبدع تقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية شهيناز؟
بدايتي مع الحرف كانت منذ طور المتوسطة، فكنت أعشق حصة التعبير الكتابي خاصة لأنها كانت تتيح لي إبراز إمكانياتي في الكتابة، واستمريت في تدوين بعض القصص القصيرة والخواطر والتي احتفى بها جميع من قرأها. مع بداية الثانوية كانت أستاذة اللغة العربية “نابتي مريم” أول من يشجعني ثم الأهل والأصدقاء، بعد ذلك كان للعائلة النصيب الأكبر من التشجيع والذي دفع بي إلى المضي قدما في هذا المجال وإخراج مؤلفي في طابع رواية.
نعاني من ضعف القراءة بشكل كبير، واستحوذت بقية الوسائط على وقت المتلقي، ككاتبة كيف ترين السبيل لعودة الكتاب إلى دوره ومكانته؟
يمكننا إستعادة مكانة الكتاب بتغيير عقلياتنا أولا وإعطاء القراءة ما تستحقه من وقتنا بتنشيط الجانب التوعوي وتقديم برامج تثقيفية بدل ما نراه الآن على شاشاتنا من حصص لا فائدة ترجى منها، ثم وضع المكتبات أعلى سلم أولوياتنا وتوطيد العلاقة بين القارئ والكاتب، والذي وجب عليه التفاعل مع القارىء ومعرفة محور إهتمامه، إضافة إلى تلقين أطفالنا القراءة منذ نعومة أظافرهم.
حدثينا عن إصداراتك؟
رواية لعنة الموت هي أول أعمالي الورقية، وأظنها نقلة جديدة في المواضيع المتداولة حاليا بما أنها تحمل في طياتها رسالة إنسانية هادفة، فرواية لعنة الموت رواية فلسفية تنتمي إلى أدب الفانتازيا تدور أحداثها حول مغامرة مجنونة لخمسة سجناء استطاعوا الفرار من السجن بعد أن كشفوا سرا خطيرا يتعلق بهم لتبدأ رحلتهم على جزيرة مجهولة أين يدفعهم شغف العثور على كنز مدفون للدخول إلى أرض الجحيم لتبدأ سلسلة من الأحداث الغريبة في الحصول.

تنشرين باستمرار، لا شك أن هناك ردود وأصداء لكتاباتك، كيف تتلقين ذلك؟
لا يمكن إبداء حكم مطلق حول ما يصدر حاليا، فمن جانب هناك أعمال تستحق القراءة فعلا، وأعمال أخرى لا ترقى حتى للنشر.
بالنسبة لكتاباتي فأتلقى المدح عليها كما أتلقى النقد أيضا، وأحبذ أن ألقى النقد البناء على كتاباتي بدل أن أتلقى المدح.
لا تخلو تجربة كاتب من تأثر ما من خلال المطالعة، ليخطف اهتمامه كاتب معين، فمن ترين أن لهم بصمات على كتاباتك؟
تأثرت بلغة العديد من الكتاب من بينهم أيمن العتوم، جبران خليل جبران، نجيب محفوظ، هيكل وغيرهم من كبار الأدباء الذين قدموا محتوى راقيا، فاكتسبت لغة جيدة وأضفت إلى قاموسي الكثير من المصطلحات وتفردت بأسلوبي.
الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟
سأتحدث عن الكتاب المعاصرين لنعطيهم حقهم، فسبق واحتفى الكثيرون بعظماء الأدب السابقين، أحب القراءة لحسن الجندي، عبد الرزاق طواهرية، حنان بركاني، الأختين ملاك وهالة بركاني، د. حنان لاشين، محمد رضوان، أحمد عماد وغيرهم من المبدعين.
ماذا أضاف الفضاء الأزرق لك وما نصيحتك لمن يلجأون إليه من الكتاب والأدباء؟
أضاف الفضاء الأزرق العديد من التجارب في مجال الكتابة خاصة، كما سمح لي بالإحتكاك بالكثير من الكتاب والقراء وهو شيء إيجابي، إضافة إلى أنه سمح لي بالبقاء على إطلاع أكثر بجديد الساحة الأدبية، وشاءت الصدفة أن تعرفت على الأستاذ عبد النور خبابةوالذي كان له دور مهم في توجيهي وتصحيح كتاباتي وتشجيعي على المضي قدما. أما نصيحتي هي الحذر في التعامل مع هذا الفضاء، فإلى جانبه الإيجابي فهو أيضا ساحة للسرقة الأدبية..
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
إلى جانب دراستي فأنا أعمل على الإحتراف في الكتابة ومتابعة مسيرتي الأدبية، فأعمل حاليا على إنهاء روايتي الثانية وأحرص على أن تحمل كل كتاباتي رسالة إنسانية.
كلمة أخيرة لقراء الجريدة؟
أتمنى أن تنال روايتي الأولى “لعنة الموت” إعجاب قرائها وأن تصلهم الرسالة التي عمدت إلى توظيفها، وشكرا جزيلا على هذا الحوار الشيق، وللجريدة على تخصيصها صفحة ثقافية لتفتح باب التعارف بين الكاتب والقارىء.
حاورها: حركاتي لعمامرة