الكاتبة سارة مادن لـ “الموعد اليومي”: إياكم وأصحاب الطاقة السلبية

الكاتبة سارة مادن لـ “الموعد اليومي”: إياكم وأصحاب الطاقة السلبية

الكاتبة سارة مادن من ولاية تيارت، 26 سنة، أستاذة تعليم متوسط مادة علوم الطبيعة والحياة بوهران، متخرجة من جامعة مصطفى إسطنبولي بمعسكر، كاتبة هاوية للقلم والأدب، شاركت بأعمالها الأدبية في عدة مجلات، مؤلفة رواية “شغف” الصادرة عن دار يوتوبيا للنشر والتوزيع لسنة 2019 كان لنا معها هذا الحوار.

 

تتعاطى سارة مادن بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو لها أن تقدم نفسها للقارئ؟

شكراً لك سيدي الفاضل على هذه الاستضافة، مادن سارة روائية جزائرية شابة من مواليد أوت 1993 من ولاية تيهرت عاصمة الرستميين، أستاذة تعليم متوسط لمادة علوم الطبيعة والحياة، مؤلفة رواية “شغف” الصادرة عن يوتوبيا للنشر والتوزيع لسنة 2019، شاركت بأعمالي الأدبية في عدة مجلات.

 

بداية أي مبدع يقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية سارة؟

بدايتي كان فيها شيء من التردد نظراً لقلّة إحتكاكي بأهل الخبرة في المجال، كانت حروفي أسيرة دفتري ولم تتسن لي الفرصة للإفراج عنها إلى عالم النور، إلا أنني وجدت مؤخرا الدعم من العائلة والأصدقاء الذين كانوا الحافز الحقيقي لإطلاق العنان لقلمي وفك أسر كتاباتي التي كانت مخبأة بين توابيت الصفحات..

تلقيت تشجيعا كبيراً على مواقع التواصل الإجتماعي من القراء والمتابعين الذين تستهويهم كلماتي.

 

نعاني من ضعف القراءة بشكل كبير، واستحوذت بقية الوسائط على وقت المتلقي، ككاتبة كيف ترين السبيل لعودة الكتاب إلى دوره ومكانته؟

أولاً سيدي؛ “لا كتابة دون قراءة” أقرأ للجميع.. أقرأ لكل من سولت له نفسه رفع القلم في وجه ورقة صماء ليعيد لها رونقها وحسها. شخصياً ؛ أرى أن الكتابة ما هي إلاّ إنطلاقة ثانوية بعد القراءة التي هي بدورها الإنطلاقة الجوهرية في عالم الأدب، من جهة لإكتساب الخبرة الأدبية وتطويرها و إثراء الرصيد اللغوي، ومن جهة أخرى المقارنة بين الكتاب وطريقتهم في الكتابة و إستعمال اللغة السليمة السلسة التي تدغدغ إحساسك كقارئ.

 

حدثينا عن إصداراتك؟

“شغف” رواية إجتماعية ذات حس وطابع مستوحى من الواقع العربي، لفتاة في مقتبل العمر تلقت عراقيل وصعوبات في ممارسة حياتها الدراسية وشق طريق لمستقبلها بعد وفاة والدها، حيث أصبحت مخيرة بين الزواج القسري تحت غطرسة الأخ أو إجهاض العادات والتقاليد التي لا دستور لها.. لإعادة بناء مجدها بشغف ..قد يجد الكثير منا نفسه بين هذه السطور كما تسقط بقية تفاصيل القصة على معظم القراء لتشابه أحداثها بالواقع اليومي.

“شغف” نجدها رواية تحفيزية يغلب عليها الطابع التنموي لإخراج الطاقات الإيجابية الكامنة في نفس كل واحد منا، والإنطلاق بعزيمة وإصرار لتحقيق المراد والمبتغى.

 

كقارئة ومتتبعة للشأن الأدبي، كيف تقييمين ما يصدر حاليا؟

أشجع كثيرا الإصدارات الجديدة، كما أقف وقفة إجلال لأصحابها نظراً للإحباط الذي يتلقاه أغلبهم في بداية المشوار، أرى أن العديد من الكتاب المبتدئين ينشرون أعمالهم وسط تخوف كبير وتردد هائل من ردة فعل المتابعين أو بالأحرى القراء.. لذا أقف معهم نداً لندٍ وأشجع فكرة القراءة لهم ولإبداعاتهم وحثهم على تقديم المزيد. من جانب آخر، أرى أن الضوء مسلط على دور النشر بأنها تقبل جميع الأعمال وأن العملية أصبحت عملية متاجرة وغيرها من الأقاويل، أريد فقط أن أوضح أن دار النشر سبيل من سبل نشر الأدب وثقافة الكتابة لتتوسع دائرة المواهب، فبعيدا عن الإستحواذ لنقل أن القلم للجميع والكتابة للجميع وتبقى دار النشر المحرك الرئيسي للموهبة الأدبية.

 

تنشرين باستمرار، لا شك أن هناك ردود وأصداء لكتاباتك، كيف تتلقين ذلك؟

أنشر خواطر ونصوصاً أدبية، ألقى تشجيعاً كبيراً من المتابعين وحتى الأصدقاء الكتاب كما أتلقى منهم إنتقادات عدّة أستقبلها بصدر رحب، لأعيد بذلك نمذجة أخطائي على النحو الصائب لتجنب الوقوع بها مجدداً.

لا تخلو تجربة كاتب من تأثر ما من خلال المطالعة، ليخطف اهتمامه كاتب معين، فمن ترين أن لهم بصمات على كتاباتك؟

تشدني كثيراً كتب الروائي أيمن العتوم، غسان كنفاني، طه حسين، فاروق جويدة، باولو كويلو وغيرهم من عمالقة القلم.

 

الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟

أقرأ لجميع الكتاب لم ولن أخيّر أحدهم على آخر، لكل منهم طريقته في السرد والإلقاء تميزه عن غيره ما يدفعني للغوص في هذه التفاصيل.

 

ماذا أضاف الفضاء الأزرق لك وما نصيحتك لمن يلجـأون إليه من الكتاب والأدباء؟

يعد الفضاء الأزرق دافعا من دوافع النشر، منه أطلقت العنان لكلماتي لتعانق القراء و تكسب ودهم وحبهم لكتاباتي، بمعنى أصح “نقطة إنطلاق”.

 

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أكون فرداً نافعاً في مجتمعي ذا صيت طيب ومؤثر، لا يقتصر على الكتابة أو الجانب الأدبي والمعرفي فحسب، بل أشمل جميع مجالات الحياة لأضع عليها بصمة بادية الأثر .

ما نصيحتك للكتاب الذين يشاركونك المسار ويضعون أرجلهم على السكة، للوصول إلى معانقة طموحهم دون غرور أو تراجع عن الهدف؟

إياك وأصحاب الطاقة السلبية، مجرد فتح المجال للتعليقات المحبطة، تفتح لك ألف باب للفشل والتراجع…

 

كلمة أخيرة لقراء الجريدة؟

أتقدم بأسمى عبارات الشكر والإمتنان لجريدة الموعد اليومي والطاقم القائم عليها على هذه الإستضافة الممتعة، سعيدة جداً بهذا الحوار الشيق على أمل أن تجمعنا لقاءات أخرى بإذن الله، دمتم ودام عطاؤكم وودكم.

 

حاورها: حركاتي لعمامرة