الكاتبة رانيا رزيق لـ “الموعد اليومي”:  خذ الكلمات والحياة وأشياءها الجميلة بملء يديك ولا تستسلم

الكاتبة رانيا رزيق لـ “الموعد اليومي”:  خذ الكلمات والحياة وأشياءها الجميلة بملء يديك ولا تستسلم

الكاتبة رانيا رزيق تطل علينا من بين فجاج القنطرة بمناظرها الخلابة، وهي طفلة صغيرة كانت مولعة بالقراءة والمطالعة، سجلت اسمها على كتاب “حروف مكبوتة قيد الإظهار” الذي ضم مواهب متميزة، تحصلت على وسام لبطولة الإلقاء والخطابة في مدينتها، التقيناها لتبوح لنا بما تختلجه نفسها عن واقع الثقافة والأدب، فكان لنا معها هذا الحوار.

 

تتعاطى رانيا رزيق بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو لها أن تقدم نفسها للقارئ؟

فتاة تحدّت أغلفة الكتب وسرقت كلماتها لتصنع الحلم.. إنها أنا رانيا رزيق هاوية للمطالعة، محبة لنفحات الكتب كيفما كانت، فهي بالنسبة لي تصنع الفارق.

 

بداية أي مبدع تقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية رانيا؟

كانت بدايتي تختبئ خلف جدران طفولتي ولكنني لم انتبه لذلك حتى وجدت يوما أن جل هدايا والدي لي كانت كتبا تسحر ألوانها ناظري أقرأها بين الفينة والأخرى، ولكنه لم يكن شغفا إلى أن عدت ذات يوم لذكريات بعيدة وقلبت عبارات وجمل كتبتها من الصميم في سن مبكر جدا، فأخذتني التساؤلات عما كانت لا تزال بداخلي هذه الصفة المتميزة ووجدتها حقا.

 

نعاني من ضعف القراءة بشكل كبير، واستحوذت بقية الوسائط على وقت المتلقي، ككاتبة كيف ترين السبيل لعودة الكتاب إلى دوره ومكانته؟

الكتاب يصبح كتابا إذا لامس واقعك وهكذا شباب اليوم يميلون لمن يحمل عنهم عبء حياتهم بين صفحات كتابه، فيسارع ليكتشف ما تخفيه نفسه حتى وإن كانت لا تشبهه وليعود الكتاب ويجالس عقولنا على مجتمعنا أن يخلق مساحة لذلك وأن يوازن بين ما يعنينا ويغنينا.

 

شاركت في عدة إصدارات، هل أنت راضية عنها؟

مشاركتي كانت بهدف أن تصل رسالتي التي تتوارى بين أسطري وأسعد حين ألقى أثرها على تراب ممشانا وحقا كانت فرصا ذهبية لصعود السلم.

 

كقارئة ومتتبعة للشأن الأدبي، كيف تقيمين ما يصدر حاليا؟

أقيم ما ينشر حاليا بطبيعة تفكير الإنسان في هذا الوقت ومدى مصداقية الحقيقة بالنسبة له كما أجدها تلائم غالبا تطور فكر مجتمعنا.. صراحة ألقى التشجيع والمدح وذلك يدفعني للازدهار رغم أنني أحب النقد كيفما كان، فهو يبني على كل حال وأشكر كل من شجعني خاصة والدي.

 

لا تخلو تجربة كاتب من تأثر ما من خلال المطالعة، ليخطف اهتمامه كاتب معين، من ترى أن لهم بصمات على كتاباتك؟ 

كان للكاتبة القديرة “حنان لاشين” أثر مهم في كتاباتي، فكتبها تحمل حكما ونصائح ووقائع أكثر من القصة نفسها، فهذا يدفعني للتحفيز على كل حال.

 

الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟

أكثرهم الكاتبة حنان لاشين طبعا وبعض الكتاب الجزائريين الذين تعرفت عليهم مؤخرا وتركوا أثرا طيبا داخلي بسبب كتاباتهم.

 

ماذا أضاف الفضاء الأزرق لك وما نصيحتك لمن يلجأون إليه من الكتاب والأدباء؟

كان مجالا لطرح أفكاري وتنظيم كلماتي وتعرفي على من ينصحني، إضافة إلى أنه ساهم في جزء من نجاحي.

 

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

الأحلام لا تقف في مكان وزمان واحد على كل حال، ولكنني رغم ذلك أسمى طموحاتي أن يسجل اسمي ككاتبة على روايتي وأكون في معرض سيلا يوما ما وأن أجد دعما من مجتمعي ككوني فتاة لم تقبل على الحياة ولازلت بين جدران المدرسة.

 

ما نصيحتك للكتاب الذين يشاركونك المسار ويضعون أرجلهم على السكة، للوصول إلى معانقة طموحهم دون غرور أو تراجع عن الهدف؟

قد يكون هنالك وقت حيث تفكر أن تترك كل شيء يذهب هباء، ولكن تذكر أن الدنيا هي الدنيا وأنك لن تتأخر في العودة في وقت قريب، لذا خذ الكلمات والحياة وأشياءها الجميلة بملء يديك ولا تستسلم… وهذه نصيحتي لهم.

 

كلمة أخيرة لقراء الجريدة؟

أخيرا وليس آخرا أتمنى أن ترقى طموحات كل فرد منكم وأن يصل لما يريد وأن يجعل الله منه أثرا طيبا في هذا العالم وأشكركم جزيل الشكر على اهتمامكم بالمواهب الضائعة على أرصفة الزمن ودمتم سالمين.

 

حاورها: حركاتي لعمامرة