الكاتبة خديجة تلي تقتحم فن الرواية… في إصدارها الجديد “لا تفلتي يدي”

الكاتبة خديجة تلي تقتحم فن الرواية… في إصدارها الجديد “لا تفلتي يدي”

 

يصدر قريبا عن دار يوتوبيا لصاحبها الكاتب بعطوش عبد القادر رواية بعنوان “لا تفلتي يدي” للكاتبة الواعدة ابنة مدينة طولقة بولاية بسكرة خديجة تلي، الرواية هي الإصدار الثاني للكاتبة بعد إصدارها الأول الذي كان عبارة عن مجموعة شعرية بعنوان “وبقيت على كبريائها تقاوم”، قامت من خلالها بتسليط الضوء على جوانب مهمة في المجتمع، محاولة منها في مناقشة سلبياته وتدارك الأخطاء المرتكبة قدر الممكن، وفي المقابل أيضا الإحتفاء بتلك القيم النبيلة التي يزخر بها كل مجتمع ويتمتع بها بعض الأشخاص ممن قد يمرون بحياتنا أو تستدعي الضرورة للتعامل معهم.

وقدمت لنا الرواية شخصية ذكورية متغطرسة شبت على كسر القواعد الاجتماعية والعرفية في مجتمع جزائري يحب المرأة الأم والمعلمة والأخت وحتى زميلة العمل أو الدراسة، تورط في عدة جرائم معنوية للكثير من الناس دون حصرها للخوصصة وفي المقابل شخصية مثقفة وواعية وتملك من القوة العلمية ما يتنافى وتوجهاته وفوق ذلك القوة المادية ليكتسح ممرات الإنسانية بأبشع صورها مرورا بحادثة الأستاذة سلمى إلى تسلمه مهام الشركة وتفننه في دق رقاب الرعية بالذي هو أسوأ وهي الكرامة، ثم عقدة الحكي تكمن في الشخصية الرئيسة والمفاجأة غادة الشاعرة المتجلببة التي ضربت له أبرز عناوين الحياة غير المال والسلطة التي نفاها من الشركة بسبب تواضعها وتفويضها أمر الرزق للرزاق سبحانه وتعالى، ثم لتكون صفعة الكرامة على مقعد الطائرة إلى إحياء بذرة الطفولة وأن المرء يولد على الفطرة حين جعلت كلمات الهجاء صعقات تنبيه لقلب قاب قوسين من مفارقة الحياة، وأن النعيم لا يعني البذخ والترف فقد يكون تلك الهزة العنيفة التي توقظ فينا الشخصية الحقيقية.

هذه القصة لها من الأبعاد ما لها كالبعد الديني لقيمة الأسرة، لدور المرأة وكذا التكافل والتعاون وإنزال الناس منازلهم، ومنه أيضا قيمة اجتماعية حول حسن المعاملة بين الموظف والمدير أو بين الوالد أو الجد وباقي فروع العائلة، فالمعاملة هنا ترسى قواعدها من صحن البيت لا من الشوارع وغيرها من الأحداث الشيقة التي ستكتشفونها بين دفتي الرواية.

نتمنى لهذا الإصدار الجديد لابنة الزيبان أن يجد صداه لدى النقاد والقراء ومزيدا من الإصدارات الراقية.

حركاتي لعمامرة