الكاتبة حنان بركاني لـ “الموعد اليومي”: نحتاج من يصنع جيلا يقرأ بذكاء

الكاتبة حنان بركاني لـ “الموعد اليومي”: نحتاج من يصنع جيلا يقرأ بذكاء

الكاتبة الشابة حنان بركاني ابنة مدينة تاملوكة بقلمها الجريء، حرفها الثاقب الجميل تكتب لنصرة المرأة وتدعو لخلق جيل ذكي يقرأ بشغف، صاحبة أسلوب متميز في الكتابة.. إلتقيت بها في مدينة قالمة، فكان لنا معها هذا الحوار.

 

تتعاطى حنان بركاني بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو لها أن تقدم نفسها للقارئ؟

حنان بركاني ليست إلا حرفا متنقلا من نص إلى نص يبحث عن حقيقة هذا الوجود، وعن معناه الحقيقي، والحرف يمكن أن يكون مرآة في فعل القراءة وأجدني قارئة أكثر من أي شيء، وقد يكون بطاقة تعريف أو جواز سفر نعبر به ونعبّر من خلاله عن رؤانا وأوجاعنا وأحلامنا….

 

بداية أي مبدع تقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية حنان بركاني؟

بلا شك الموهبة هي أول ما يثير في حياة كل مبدع أو فنان ثورة تحيي وتعتني وتتبنى ما يملك كمادة أساسية فنية، لكن دائما التجربة والمحيط يلعبان دورا في توجيه هذه الموهبة وصقلها وربما دفعها إلى الأمام. بدايتي كانت من بيت الجدة وكتب خالاتي القارئات أي بدأت بلذة اكتشاف عالم غريب ومغر في الوقت نفسه، دفعني ذلك الشغف والانبهار بالشعر والرواية واللغة للحفظ، كنت أحفظ الكثير من القصائد ومقاطع الروايات والقصص إلى أن وجدتني أصنع قدر كاتبة وجدتني أبحث عن صوتي بين كل الأصوات التي تنامت في داخلي وكان أن لفظت نصوصي الأولى.

 

حدثينا عن إصداراتك، وهل أنت راضية عنها؟

أصدرت بين عامي 2016 و2017 عملي الأول خفايا متجلية، عمل روائي بلغة شعرية يتناول قضايا إنسانية متداخلة أغلبها قصص نساء باعتباري قلم نسوي يدافع عن المرأة ويسعى لتخليد آلامها ومكانتها وإبراز مواضع قوتها ونظرتها للحياة، أما عملي الثاني تحت عنوان بوقرعون … غارقة كبحر، يتناول قصة اجتماعية طرحت الكثير من المواضيع ولم أتجاوز تيمة صورة المرأة حتى اختيار العنوان برغم كونه كلمة دارجة إلا أنه يحمل برادوكس البوقرعون هو زهرة شقائق النعمان أطلق عليها هذا الاسم لأن ميسمها على شكل قرعة وبتلاتها هشة سريعة التلف، المرأة في روايتي تتعرض مشاعرها وأحلامها وطموحاتها للكثير من التلف لكنها تبقى واقفة كالميسم برغم هشاشته يظل منتصبا…

كقارئة ومتتبعة للشأن الأدبي، كيف تقيمين ما يصدر حاليا؟

حقيقة أحاول أن أكون متتبعة لكل الإصدارات لكن أحكامي لا تشمل إلا ما قرأت، جميل أن تكون هناك الكثير من الأقلام الشابة، لكن الأجمل أن تصمد تلك الأصوات في وجه النقد وتقدم الأفضل، أقرأ الكثير من الأعمال للكثير من الأصدقاء وأشعر بفرح أن الجزائر بخير… في الجهة المقابلة هناك أعمال تجنس في غير جنسها وتحظى بشهرة تتجاوز بكثير بساطتها وأسماء يصفق لها من عدم.. لا أقول أن الأمر مؤسف لكنني أشعر بالخجل من التصفيق لأعمال غير ناضجة…

 

لا تخلو تجربة كاتب من تأثر ما من خلال المطالعة، ليخطف اهتمامه كاتب معين، ممن ترين أن لهم بصمات على كتاباتك؟

أحاول تجريد أعمالي من بصمات الآخرين برغم الحب الذي أكنه لهم، أنا أعتبر حتى الذوق في القراءة موهبة وفنا، لذا أراها موهبة مستقلة عن الكتابة ولا أمزجها وأخلطها بعالمي الخاص.

لا يمكن حصر الأعمال التي أحب والأسماء في حوار، خصوصا وأنا قارئة بلغتين وقرأت في الشعر والرواية ومن عصور مختلفة ومدارس وحركات أدبية كثيرة.

 

الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟

سؤال صعب لأنني أقرأ للكثير وأطمح للاطلاع على أسماء أخرى، أقرأ لستيفان زيفايغ، إليف شفق، غيوم ميسو ، جرار دو نارفال ككتاب عالميين أبحث عن جميع أعمالهم وأخبارهم. في الجزائر أصنف دائما ياسمينة خضرا ككاتبي المفضل من الكتاب المعاصرين، اكتشفت مؤخرا الصديق إسماعيل يبرير وقد غيّر في نظرتي للرواية.

 

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

لا يمكنني أن أتحدث عن مشاريعي لأنني تقريبا لا أرسم خططا ثم أسير عليها، بل أنتظر قدرا يغير خطواتي عند كل منعطف لأنجرف إلى تجربة جديدة، لكن بشكل جدي أفكر في الترجمة كمجال حي آخر ومجال استثمار في تجربة ممتعة أخرى.

 

 

حاورها: حركاتي لعمامرة