تيماء شابة القادمة من عاصمة الهضاب سطيف والمعروفة باسم إيلاف، عشرينية باحثة في مجال علم نفس النمو وطالبة في علم الإجتماع، مشاركة وفائزة بمراتب أولى في العديد من المسابقات الأدبية وطنيا ودوليا، قائدة فريق البدايات الذي سيحول قريبا إلى جمعية ثقافية، ومرشدة نادي قوارئ، ناشطة ثقافية، قائمة على عدة مشاريع فنية أدبية مثل مشروع “حول كتابك إلى لوحة” مصورة هاوية، لاعبة كرة سلة، كاتبة خواطر ومنشطة مسرحية.. اهتمامها الأبرز حاليا هو تكملة أول مؤلف خاص بها تحت عنوان “البدايات” وهي تعدكم أنه سيكون كتابا مميزا… كان لنا معها هذا اللقاء الممتع…
تتعاطى تيماء بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو لها أن تقدم نفسها للقارئ.
سأقول أني قارئة شاغفة بالكتب ومجسدة لأفكاري!
بداية أي مبدع، تقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية تيماء؟
سأخبركم بقصة قصيرة..
بعمر الخامسة عشر توفيت جدتي، كان يوما بائسا بالنسبة لي، الأسوأ في ذاك العمر، فتحتُ خزانتها فوجدت دفاتري وكل الرسائل التي كنتُ أكتبها طيلة ثماني سنوات كاملة، كنتُ حينما أرسم وأخربش أرميها في السلة، لم أكن أعلم أن جدتي تجمعها، بالرغم من أنها لا تجيد القراءة إلا أنها كانت تحتفظ بها، جلستُ ذلك المساء أقرأ لي، وكانت ذكرياتي تتجسد مع كل كلمة، ثم نظرتُ حولي وسألتُ نفسي تُرى لماذا كانت جدتي تجمع دفاتري وتحتفظ بكل هذه الرسائل التي كتبتُها..؟
عدتُ للبيت حاملة كل دفاتري القديمة معي وقررت أن أحقق الأحلام التي بداخلها، الأحلام التي رسمتها بألوان الطفولة والتي اهتمتْ بها جدتي كل تلك الفترة حتى كبرتُ ولم تُلق بها في القمامة…
هكذا كانت بدايتي.. حين عَلَمَتْنِي جَدَتِي أن أحتفظ بالأشياء الجميلة بداخلي لأنها حتما سَتُزْهِرُ يَوْمًا مَا !!
نعاني من ضعف القراءة بشكل كبير، واستحوذت بقية الوسائط على وقت المتلقي، ككاتبة كيف ترين السبيل لعودة الكتاب إلى دوره ومكانته؟
دعيني أخبرك أني كل يوم ألتقي بثلاثة أشخاص على الأقل يتنمرون عليَّ أوعلى رفقائي حين نقرأ كتابا في الأماكن العامة.. لذلك قبل أن نلعن التكنولوجيا وغيرها ونقول أنها سبب اندثار الكتاب، أعتقد أنه علينا نحن كبشر أن نكف أولا عن وصف كل من يحمل كتابا بالجاهل ولا متحضر وأن نتقبل فكرة أن مكانه ليس فقط على الرَّف للزينة، ثم لا شيء سيوقف دور الكتاب، فحين نتقبل فكرة ستنتشر حتما!
حدثينا عن إصداراتك؟
أول إصدار لي كان قبل عامين في كتاب جامع بعنوان “مبدعون مروا من هنا” فزت بالمراتب الأولى بالأردن، بعدها دخلت في مشروع “حرف فكلمة في كتاب” وتفوقت ببعض الخواطر بسوريا. العام الماضي فزت بالمركز الثاني في كتاب “نكتب لنعيش” بالجزائر. وقبل فترة قصيرة فازت قصتي “رأيت الله” بإحدى مسابقات دار خيال للنشر، وحاليا بصدد نشر أول مؤلف لي بعنوان “البدايات”.
ماذا عن فريق بدايات الذي تشرفين عليه؟
فريق البدايات بصدد تحويله إلى جمعية ثقافية قريبا جدا، ونعدكم بمفاجآت وتحديات وإبداعات ستبهركم حتما… بخصوص العراقيل، لقد تجاوزنا ذلك واختصرنا كل الظروف في كلمة البدايات، لأنها حقا صعبة أما الآن فكل ما سيواجهنا قد اعتدنا عليه ولن نجعله بمثابة حاجز وإنما حافز!
كقارئة ومتابعة للشأن الأدبي كيف تقيمين ما يصدر حاليا؟
في حقيقة الأمر لستُ أهلا للتقييم ولكني دائما ما أقول للقارىء، اذا اعتبرت نفسك كذلك، عليك أن تتعلم كيف تأخذ الأشياء الجيدة من الكتاب، فكل ما كُتب حتى ولو كان سيئا يمكنه أن يفيدك بطريقة ما…
تنشرين باستمرار، لا شك أن هناك ردودا وأصداء لكتاباتك، كيف تتلقين ذلك؟
يمكنني القول إن معظم القصص التي كتبتها قد وصلت بالقارىء للمكان الذي وددته أن يراه وأزال في طور محاولاتي لأضع أفكاري وإبداعي الخاص وهذا ما يجعل القارىء يتابعها باستمرار.
لا تخلو تجربة كاتب من تأثر ما من خلال المطالعة، ليخطف اهتمامه كاتب معين، فمن ترين أن لهم بصمات على كتاباتك؟
أقرأ كثيرا لعلي الطنطاوي حتى أني كتبت عنه كثيرا فقد ألهمتني مواقفه خاصة كتابه “البواكير” والذي كتب مقالاته بمثل عمري تقريبا الآن…
الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟
أقرأ كثيرا لصنف الرواية وأملك قائمة لأسماء الكتاب الذين لا تخلو مكتبتي من جديدهم، كما أن مشاريعي الثقافية جعلتني أقرأ لكتاب جزائريين وأبناء ولايتي أيضا وصدقا كل كاتب ألهمتني حروفه أو زادتني تجربة، لذلك القائمة طويلة جدا…
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
تأسيس الجمعية الثقافية وإكمال كتابة مؤلفي..
كلمة أخيرة لقراء الجريدة.
ماذا لو تطرحون هذه الأسئلة على أنفسكم وتحاولون الإجابة عنها، لربما تكون هذه بدايتكم في اكتشاف شيء ما أو تحقيق حلم كُتب يوما على دفاتركم.. ورجاء لا تتوقفوا عن جعل أيامكم أروع بالقراءة!!
حاورها: حركاتي لعمامرة