الكاتبة الواعدة مريم مباتة لـ”الموعد اليومي”: “الأديب هو صوت الأمة وقلمها الناطق”

الكاتبة الواعدة مريم مباتة لـ”الموعد اليومي”: “الأديب هو صوت الأمة وقلمها الناطق”

حلمت أن تكون أديبة وهي تلميذة بالابتدائي فتحقق حلمها وهي بالجامعة لأنها أمنت بقدراتها وأن لاشيء بعيد المنال، كما ؤمن بأن الأديب أو المثقف هو صوت الأمة وقلمها الناطق وعليه أن يعمل جاهدا ويبذل كل ما في وسعه من أجل أن يوصل رسالة الانسانية وأن يتعرى من كل توجهاته السياسية والطائفية وأن يتحلى بالإنسانية وحدها لأنها رسالة حب وسلام، إنها الأديبة الناشئة والمبدعة مريم مباتة من بلدية الصفيصيفة الحدودية بولاية النعامة التي فتحت قلبها لقراء الموعد اليومي في هذا الحوار.

الموعد اليومي: مرحبا بك عبر صفحات جريدة الموعد وهل لنا أن نعرف، في البداية من هي مريم مباتة؟

مريم مباتة:  شكرا أستاذ وتحية صباحية أزفها لك وإلى كل طاقم الجريدة وقرائها في البداية أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لجريدة الموعد اليومي على هذا الحوار وهذه الاستضافة، مريم مباتة هي طالبة بيوليوجيا سنة ثانية، ابنة 20 سنة روائية مبتدئة كانت بدايتي في كتاب “شحيح هو أكتوبر” وأطمح في المزيد إن شاء الله في المجال الأدبي

الموعد اليومي: شحيح هو أكتوبر هل لنا أن نعرف بصورة مختصرة مضمون هذا الإنجاز؟

مريم مباتة: شحيح هو أكتوبرهي رواية تناولت الفترة الممتدة من 1925 إلى غاية 1960  تدور أحداثها بين باريس المدينة الفرنسية ووهران المدينة جزائرية، حيث تتناول حياة الكولونال ديمتري باشرال وحياة المجاهدة جميلة بن محمد والذي يلخص العلاقة بينهما والصراع فيما بعد ذلك، يعني طفولة المجاهدة وانتقال الكولونال من راهب وقس في الكنيسة إلى مقاتل محارب في الأراضي الجزائرية يعني كان الكتاب عبارة عن ملخص لحياة المحارب يعني حياته كأول تجاربه في القتال، تجربته في الحرب، ما بعد الحرب حيث بطل الرواية يصاب بالجنون فيما بعد، بعد انتهاء الحرب يصاب الجنون وتدهور نفسيته، كذلك المبادئ التي أمنت بها الثورة الجزائرية وما إلى ذلك.

الموعد اليومي: سبب اختيارك لهذا الموضوع؟

مريم مباتة: سبب الاختار لهذا الموضوع هو أنني كقارئة ومطالعة للكتب منذ الصغر قرأت الكثير عن الثورة الجزائرية، كتاب كتبوا روايات تتناول فترة الثورة الجزائرية والحرب الجزائرية الفرنسية تناولو الموضوع من جهة المظلوم فقط أنا تناولت الموضوع من جهة الطرفين، جهة الظالم وجهة المظلوم أردت أن أتناول حياة المستعمر أيضا كيف كانت لأنهم بشر مثلنا يقول غارسيا ماركيز في أحد رواياته “لم يرحق والدي” أي ملخص من الرواية أن والده المغلوب على أمره استغرق 7 سنوات لترميم واجهة بيته اخترقتها 70 رصاصة في 70 دقيقة لن تهد حيله سوى تلك الرصاصة التي اخترقت الجدار وصدر أمي يعني غارسيا ماركيز هنا وضح وضع عائلته صور لنا ما حدث وشعوره وشعور العائلة ولم يصف لنا شعور الجندي الذي قنص الوالدة، وأنا في هذه الرواية ارتأيت أن يكون شيء جديد أن أتناول حياة وشعور المستعمر وتجاربه الأولى مع القتال.

الموعد اليومي: الأكيد أن لكل فنان أو أديب رسالة يود أن يوصلها، ما هي رسالة مريم ولمن توجهها؟

مريم مباتة: الرسالة حينما يحملها الأديب أو الفنان أو أي كان عليه أن يدرك أنه صوت الأمة وقلمها الناطق فعليه أن يعمل جاهدا ويبذل كل ما في وسعه من أجل أن يوصل رسالة الانسانية قبل كل شيء،  أولا اجعلوا هذه الانسانية الفن للانسانية، الأدب للإنسانية فعلى الإنسان أثناء توجيه رسالته عليه أن يتعرى من كل توجهاته السياسية والطائفية وما إلى ذلك وأن يتحلى بالانسانية وحدها، أظن أن رسالة كل أديب أو فنان هي توحيد الإنسانية رسالة كل أديب هي الحب هي السلام، وكل ما هو جميل في العالم.

الموعد اليومي: لكل مبدع أو مبتدأ مثل يقتدى به، فبمن تأثرت مريم ولمن تقرأ؟

مريم مباتة: يقال أن الكاتب لا يجب أن يتأثر بأحد، لكن أنا أقول أنني تأثرت حقا بالكاتبة أليف شفق لأنها مثال للمرأة الناجحة ولكوني من جنسها ثانيا لأنها مثال للكاتب الحقيقي فهي إنسانة واقعية كتاباتها كلها تنصف الإنسان أينما كان، أي ما كان وضعه فهي مثلي الأول والأخير في الكتابة، إضافة إلى الأستاذ أيمن العتوم، وسيني الأعرج.

الموعد اليومي: “شحيح هو أكتوبر” أول إصدار لمريم مباتة كم استغرق هذا العمل وهل اعترضتك صعوبات أو عراقيل؟

مريم مباتة: المدة التي استغرقها هذا الكتاب “شحيح هو أكتوبر” ما بين سنة والنصف إلى سنتين، الشيء الذي يأخذ الوقت الكثير هو الفكرة وتكوينها والتخطيط فالفكرة كانت في سنة الباكالوريا سنة 2017، تشكلت أواخر 2018 يعني استغرقت الكثير الفكرة وتكوينها والكتابة والتشكيل. أما الصعوبات التي يواجهها الطالب وفي نفس الوقت كاتب هي عراقيل الدراسة سيكون من الصعب أن توفق بين الدراسة وبين ما تحب وخصوصا أن المجال الذي أدرس فيه بعيد كل البعد عن الأدب فبين البيولوجيا والأدب الفرق شاسع، أما الصعوبات التي يواجهها الإنسان خارج الدراسة وخارج هذه المجالات هي نفسه من الصعب أن ترضى عن أعمالك من الصعب أن تنسق العمل من الصعب أن تضع المخطط يعني ستكون ضحية أفكارك ستواجهك أفكارك وتعرقلك يعني كل ما يمكن أن يواجهه الإنسان وأصعب مشكل هو الرضا من الصعب جدا أن ترضى عن عملك مهما كانت جودته من الصعب جدا الرضى عنه.

الموعد اليومي:  لنعود إذن لظروف الطبع والنشر فالكثير من الأدباء يشتكون من الطبع ومن النشر في ظل الشروط التي تفرضها دور النشر خاصة وأن لكل دار نشر شروطها وخصوصياتها  هل كان النشر بالنسبة لك بسهولة أم واجهتي صعوبات؟  وكيف جاءتك الفكرة للطبع بدار نشر بعيدة عن المنطقة التي تقطنين بها وهي دار النشرالمثقف بباتنة؟

مريم مباتة: عملية البحث عن ناشر جد شاقة، البحث بالنسبة لي كان عبر الأنترنت فوجدت العديد من دور النشر وبعد التواصل معهم ولكل مؤسسة وشروطها وخصوصياتها وما إلى ذلك ، فهناك دور نشر شروطها صعبة جدا كالحقوق واحتفاظهم بها لمدة 5 سنوات ولكن في الأخير تواصلت مع الأستاذة سميرة منصوري المدير العام لدار النشرالمثقف بباتنة كان التعامل معها سهل شروطها جد سهلة كل شيء كان بسلاسة حتى أنهم أعفوني من التوقيع فالأستاذة منصوري عملت كامل مجهودها وحجزت لي مكان في المعرض الدولي للكتاب سيلا وكان منها كل الدعم في هذا المعرض، في الإشهار للكتاب.

الموعد اليومي: تحدثتي عن المعرض الدولي للكتاب سيلا  فهل كانت لك مشاركة في المعارض الخاصة بالكتاب؟

مريم مباتة:  كانت هذه أول مشاركة لي في معرض الكتاب ولعلمك أن الكتاب صدر في أكتوبر 2018 والمعرض الدولي للكتاب نظم في نوفمبر 2018 يعني بين الصدور والعرض أقل من 20 يوما فكان هذا أول عرض لي بمعرض دولي، أما ثان مشاركة لي فكانت بالمعرض الولائي للمبدعين وكتاب ولاية النعامة تحت رعاية والي الولاية وباستثناء هذين المعرضين لم تكني هناك مشاركة أو نشاط بسبب الدراسة.

الموعد اليومي: في أقل من 20 يوما من صدور الكتاب كانت لك المشاركة في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة كيف كان الإقبال عليه وهل كان فيه تواصل مع الكتاب والأدباء على المستوى الوطني أو حتى من خارج الوطن؟

مريم مباتة: نعم كان فيه تواصل حتى قبل الإصدار كان فيه توجيهات من عدة كتاب مثل الأستاذ عبد الرزاق طواهرية وهناك كتاب آخرين وجهوني وقدموا لي نصائح، صراحة كتاب عمره 20 يوما ويدخل المعرض الدولي للكتاب سيلا شخصيا لم أكن انتظر الإقبال عليه بهذه الطريقة وبهذا الكم الهائل، فأول يوم ذهبت لمعرض سيلا يوم جلسة توقيعي للكتاب يوم 4 نوفمبر عندما دخلت للركن الخاص بدار النشر وجدت كتابي في رف الكتب الأكثر مبيعا وطلبا في المعرض الدولي سيلا فكانت مفاجئة، لم أكن أنتظر أن يحقق هذا النجاح والحمد لله لقي صداه الخاص، لقي الإشهار من مواقع التواصل الاجتماعي.

حاورها: سعيدي محمد الأمين