كاتبة متميزة وشاعرة تعلو محياها الحشمة والحياء والخلق الطيب الجميل، جمال أهل الأوراس الأبطال الأشاوس، ناشطة في الحقل الأدبي، عرفتها في مكتبة الإحسان للأستاذ محمد بن عبد الله التي نتمنى أن تعود لأنشطتها، إلتقيناها مؤخرا بعاصمة الأوراس وبالضبط في دار الثقاقة لمدينة باتنة، فكان لنا معها هذا الحوار الشيق..
بداية مرحبا بك على صفحات جريدة الموعد اليومي، قدمي نفسك للقراء الكرام؟

نورا نور الشمس نعيمي رأت النور في هذا الكون في شهر ديسمبر بعاصمة الأوراس الأشم مدينة باتنة، موظفة بقطاع الصحة ولجت عالم الأدب عن حب وولاء، وهو هوايتي المفضلة أرى أنني أجد فيه ذاتي والتعبير عن مكنوناتي، بسيطة أحب الحرف الذي ينبض معان ويلون مساحات تريد أن تزهر ورد الياسمين…..
كيف كانت بدايتك مع الحرف ووجع الكتابة ؟
سؤال في محله بدايتي مع الحرف ووجع الكتابة، ولد حرفي من حزن عميق ولهفة عارمة، من فقد مؤلم ومن قدر لابد منه، الوحدة والانزواء في ركن الحزن هو من جعل اليراع يكتب دون توقف، فقداني لوالدتي حرك حب الكتابة داخلي وجعلها صديقة لي والحرف هو من أعشق وأهوى.
ماذا تمثل لك الكتابة في هذا الزمن الذي أصبحت فيه القراءة شيئا غريبا وانحصرت بين فئات قليلة ؟
…..الحقيقة أن الكتابة هي لغة نصية باستخدام حروف يمكن بها توثيق النطق ونقل ما يختلج في الأعماق من أفكار وأحداث ومشاعر وأحاسيس …
في زمننا هذا الكتابة لجوء وربما بوح من صمت اجتاح ثنايا الفؤاد وقد تكون هروبا من واقع أو حياة، وتكون الضوء الذي ينير العتمة ساعة حزن الغروب …. حتى لو أصبحت القراءة شيئا غريبا وانحصرت بين فئة قليلة، تبقى ذاك الزاد الذي نتمنى تذوقه ……
ما رأيك بكل صراحة فيما يصدر عن المطابع حاليا وهل أنت راضية على إصداراتك؟
….هناك مطابع تعمل بكل اتقان وأمانة وهناك من تنشر من أجل المادة لا يهمها الاتقان أو جمال المنتوج، تريد الكم على حساب النوع، وربما نحن نعيش في زمن الاختلاف والتناقضات، فلكل دربه وسبيله حسب قناعاته …
أنا لي إصدار واحد في العالم الأدبي وهو رواية “نيران الوجد” كبداية لي اعتبرها موفقة ومرضية، تلقيت نقدا بناء من عدة أساتذة من الجزائر وسورية والأردن ومصر وفلسطين والعراق، وهذا ما جعلني أقول عنها موفقة لا لشيء إلا أنها حافز ودافع لأحسن وأبدع وأتقن أعمالي المقبلة، وأتقيد بالنصائح الموجهة لي من طرف هؤلاء الأساتذة النقاد والدكاترة الأفاضل .
بمن تأثرت في بداياتك ولمن تقرئين؟
تأثرت بجبران خليل جبران ونزار قباني ومصطفى صادق الرافعي، كنت أتلذذ حروفهم، بل أرتمي بين أحضانها وأداعب تقلبات حركاتها، فتجعلني أسبح مع الحرف باحثة عن سبيل النجاة… أقرأ لكل شاعر وكاتب وروائي ولكل مبتدئ فكل من يمسك قلما ويكتب حرفا أحترم بوحه …
الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟
جوابي يكون بصفة عامة ومجردة يشدني الذي يكتب بإحساس ويجعلني أندمج بين حروفه حتى أنسى من أكون، فذاك صاحب القلم اللامع الذي يسرق قلبي وعقلي سواء …
ماذا أضاف الفضاء الأزرق لك وما نصيحتك لمن يلجأون إليه من الكتاب والأدباء؟
الفضاء الأزرق فيه سلبيات وايجابيات ونحن من يجب أن نفرق بينهما وأنا شخصيا استفدت كثيرا من هذا الفضاء لأنني كلما وجدت حرفا ينشر عبره أدقق وأتمعن في معاني الكلمات وبلاغتها، وتعرفت على أناس ضمائرهم حية يصبون بكتابتهم إلى نقاء الحرف وطهر ما يرنو إليه.
نصيحتي على المرء أن يكون محصنا ومستقلا برأيه، فيقرأ ماهو مقتنع به ومايراه زادا يمضي به في أفاق الأدب والمعرفة.
ما هي أمنيتك ومامشاريعك؟

أمنيتي بسيطة أن يصل حرفي إلى قلوب القراء وأن يكون له أثر فيها وأن أحقق حلمي الذي لطالما أردت أن أراه مجسدا في الواقع كروح تملأ الكون حبا وتعايشا بين مختلف الآراء والأفكار …
أمامشاريعي فأنا بصدد كتابة الجزء الثاني لرواية “نيران الوجد” ومجموعة قصصية أتمنى أن ترى النور قريبا.
بماذا تنصحين كل الكتاب المبتدئين؟
أنصحهم بالقراءة والمطالعة والتريث في النشر وأن يؤمنوا بحرفهم ولو حاول الآخرون كسرهم لابد أن يغمضوا اعينهم ويمضون في تحقيق أحلامهم .
كلمة أخيرة لقراء الموعد اليومي؟
شكرا لجريدة الموعد اليومي على هذه الالتفاتة الي كاتبة مبتدئة مثلي التي اعتبرها تشجيعا للطاقات الأدبية الشبانية الصاعدة في عالم الأدب، فهذا دافع ومحفز لي شخصيا لمواصلة المشوار الذي أراه مشوقا وشاقا في آن واحد ….أتمنى من قراء الموعد اليومي أن أكون ضيفة خفيفة الظل وأن يروقهم هذا الحوار الأدبي …..
حاورها: حركاتي لعمامرة